تعكس حوادث إطلاق النار المتكررة في المشاكل العائلية والخلافات الداخلية لحركة فتح وغيرها في أنحاء الضفة المحتلة، حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي لا يكاد يتوقف بين حين وآخر، الأمر الذي يمثل ظاهرة لها تداعيات خطيرة على المواطنين.
مؤخرا؛ عادت الاشتباكات المسلحة مساء الجمعة وفجر السبت في مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، على إثر انتخابات اللجنة التنظيمية لحركة فتح في المخيم.
وأفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المسلحين انتشروا في شوارع المخيم اعتراضًا على نتائج الانتخابات، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، وعلى مقر تنظيم فتح بالمخيم.
وأشارت إلى أن اشتباكات دارت بين هذه المجموعة ومجموعة أخرى من المسلحين، أصيب خلالها أحد المسلحين. وعلى إثر الاشتباكات، وصلت قوات كبيرة من أجهزة أمن السلطة التي انتشرت على مداخل المخيم وفي محيطه، وسط حالة من الهدوء الحذر.
ولم تكن تلك الحادثة استثناءً، فصراع النفوذ وفوضى السلاح تغذيه مصالح شخصيات لدى بعض قيادات السلطة، تدفع بالشارع الفلسطيني إلى مزيد من الفوضى وزعزعة الأمن وسط غياب قوة القانون.
فلتان مُنظم
ويؤكد النائب في المجلس التشريعي بمدينة الخليل، نايف الرجوب، أن هذه الظاهرة قديمة حديثة ولم يتوقف الأمر عند حالة الاشتباك في بلاطة فقد سبقه اشتباك مسلح في طوباس ودورا ورام الله وأنحاء متفرقة في الضفة، وهو ما يشكل انعكاس خطيرة يهدد حياة المواطنين.
ويوضح الرجوب في حديثه لـ"الرسالة" أن الضفة تعيش حالة فلتان أمني في ظل وجود السلاح واستخدامه في الفوضى وهي ظاهرة تحتاج لوقفة جادة من قبل الجهات المتنفذة أولا ثم السلطة والفصائل حتى تتلاشى.
ويبين أنه جرى إطلاق النار قبل يومين من قبل متنفذين على أربعة أشخاص بسبب خلافات شخصية مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجراح خطيرة، مشددا على أن ما يجري مستهجن ومستغرب على الساحة الفلسطينية.
ويٌبدي النائب الرجوب استعرابه من حديثه قيادة السلطة عن السلاح الواحد، بينما حالة الفوضى تسود الضفة وتهدد بإزهاق أرواح المواطنين، متسائلا: "لا أدري ما هو السلاح الواحد الذي يتحدثون عنه".
ويلفت إلى ضرورة أن تضع السلطة حدا لهذه الظاهرة الخطيرة وتعمل على توفير الأمن للمواطن الفلسطيني قبل أي أحد غيره وتضبط هذه الفوضى وتحمي المواطنين.
ظاهرة خطيرة
ويرى النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي، أن الأمر ليس قضية إطلاق نار بقدر ما هو ظاهرة خطيرة، لا سيما في ظل وجود أسلحة بشكل كبير جدا في الساحة الفلسطينية يجري استخدامه وتجييره للمشاكل والخلافات الداخلية ولخدمة أطراف معينة.
ويضيف القرعاوي في حديثه لـ"الرسالة" أن ما جرى خطير جدا ويضع الشعب في حالة حيرة كون أن هذه الظاهرة قد تمتد للمناطق الأخرى، مبينا أن السلطة مسؤولة وهي صاحبة الولاية وهي مسؤولة عن ضبط الأمر.
ويحذر من خطورة استمرار حالة فوضى السلاح على الواقع الفلسطيني وتعزيزه في يد جهات على حساب صراعات نفوذ مع جهات أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يذكي نار الفتنة داخل المجتمع ويزيد من عمق الانقسام فيه.
وينوه إلى أن المطلوب ضرورة ضبط الحالة الأمنية في مختلف المدن ومحاسبة من يساهم في نشر الفوضى والفلتان ويزعزع أمن المواطنين.