في جريمة الشهيد هلسة.. البقاء للقاتل! 

في جريمة الشهيد هلسة.. البقاء للقاتل! 
في جريمة الشهيد هلسة.. البقاء للقاتل! 

الرسالة نت – رشا فرحات

 فجأة أغلقت قوات الاحتلال باب حطة.. اجتمع الجنود حول جثة شهيد أطلقت عليه ثلاث رصاصات في الصدر فخر سريعا، بينما سمع أصوات الرصاص مسعف كان في طريقه للأقصى حينما هب باتجاه صوت الرصاصات فرأى الشاب ممددا مخترق الجسد بثلاث رصاصات قاتلة، بينما غطت الدماء كل جسده، وفوق هذا وذاك، منع المسعفون من الوصول اليه ومحاولة انقاذ حياته.

يحكي طبيب الأشعة عماد الزور الذي ركض نحو الصوت محاولا المساعدة: "خلعت قميصي، وحاولت البحث عن مكان الجُرح لإيقاف النزيف، لكنني لم أستطع فعل شيء، والإصابة كانت في القلب مباشرة، وحاولت أخذ قياس النبض من اليد لكنها كانت أيضا مفتوحة، والجسد هامد تمامًا، وعلمت حينها أنه استُشهد في المكان".

وبصوت حزين تابع: “دمه كان على يدي ولم أستطع إنقاذه، هاجمني الجنود في المرة الأولى والثانية وأبعدوني عنه، وبقي على الأرض ينزف".

ويضيف المسعف في شهادته أنه منع من الدخول لرؤية الشاب ولكنه دخل رغما عنهم وحاول تقطيع قميصه لتغطية الدماء والفتحات في الجسد ولكنه اكتشف فورا أن الشهيد أشرف هلسه (30 عاما) قد استشهد.

بعدها وكالعادة، احتجز المحتل جثمان الشهيد وتركته ملقى على الأرض لست ساعات قام خلالها بإجراء الفحوصات والتحقيقات، واغلق خلال ذلك محيط باب حطة، كما اغلق أبواب القدس القديمة حوالي الساعة.

ولأنه الاحتلال، لا تنتهي القصة عند القتل، ولكنها تمتد للأحياء الذين يدفعون الثمن، وهكذا اعتقل الاحتلال اليوم والدة الشهيد أشرف حسن هلسة وشقيقيه، وذلك أثناء تواجدهما مع والدتهما على حاجز الكونتينر.

وزاد الاحتلال من اعتقالاته حيث بلغ عدد المعتقلين سبعة في القدس والضفة الغربية من أصدقاء الشهيد ومعارفه. كما أفاد شهود عيان، أن شرطة الاحتلال كثفت من انتشارها في أزقة القدس القديمة عقب الحادثة.

ولم يمنع المارة وحدهم من التعاطف والمساعدة، بل منعت كل المؤسسات الطبية والإسعاف من الدخول لتفقد الجسد المرمي على الطريق والذي تسيل دماؤه حتى فارق الحياة حيث قال الهلال الاحمر الفلسطيني، إن "طواقمنا منعت من الدخول لمحيط باب حطة أحد أبواب المسجد الاقصى بعد إطلاق النار على شاب من شرطة الاحتلال، وهو ابن السواحرة الشرقية "اشرف حسن عطا  الله هلسة".

ولأن تهمة الشهيد المقدسي جاهزة فقد أعلنت وسائل اعلام عبرية، نقلا عن شرطة الاحتلال، أنها أطلقت النار صوب شاب، بدعوى قيامه بطعن أحد عناصر شرطة الاحتلال في منطقة باب حطة بالقدس المحتلة.

يذكر أن القدس تتعرض لهجمة شرسة وتفريغ متعمد للمدينة من سكانها سواء بإطلاق النار او بالاعتقالات المتزايدة او هدم البيوت بدعوى البناء بدون تراخيص وكل ذلك كمحاولات تطفيش وتخويف للسكان لدفعهم إلى الرحيل من المدينة المقدسة، سواء بفرض غرامات مالية كبيرة، أو بمنعهم من ترميم وتجديد بيوتهم، أو بما يفرضه الجدار العازل من تقطيع لأوصال أسرهم، أو من الاعتقالات المتكررة وإطلاق النار على المارة بحجة تعرض جنودهم للطعن.

وقد  حذَّر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد "همة" ناصر الهدمي من خطورة تصاعد وتيرة الهدم الذاتي في مدينة القدس المحتلة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى جعل المقدسيين أقلية في المدينة لا تتجاوز نسبتهم ما بين 13-16%.

 

البث المباشر