يتأزم الوضع الميداني في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل) يوما بعد الآخر، وهو ما يزيد من حتمية أن مرور الوقت يقرّب التصعيد.
ويحاول الاحتلال المناورة في تنفيذ التفاهمات، ومحاولة تقسيطها على غزة والتهرب منها، وهو ما تعيه المقاومة جيدا وتسعى بكل الطرق للحصول على انفراجة وانهاء للحصار بالكامل دون تنازل عن أي بند.
ويبدو أن تأزم الأوضاع الميدانية سيصطدم بتصعيد لا يعرف أحد حجمه، إلا إذا نجح الوسطاء في تنفيذ مطالب المقاومة وقبول (إسرائيل) بالضغط الذي تشكله المقاومة الشعبية عبر الأدوات الخشنة.
** الوقت ينفد!
المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أكد أن فصائل المقاومة تجمع على ضرورة كسر الحصار بالكامل، "ولا رجعة في ذلك، فالجميع ماضي في حلول جذرية تنعش قطاع غزة".
وقال أبو زبيدة في حديث لـ "الرسالة نت": "المقاومة تستخدم تكتيك المقاومة الشعبية في إيصال رسالة غزة لإسرائيل لزيادة الضغط عليها، فالوسائل الخشنة التي تجري حاليا تعطي غزة مناورة أكثر في وجه الاحتلال".
وأشار إلى أن الاحتلال يتأذى بشكل كبير من هذه الوسائل، وبالتالي يتحرك الوسطاء لمحاولة تهدئة الأوضاع الميدانية.
وأضاف أبو زبيدة: "يبدو أننا أمام فسحة من الوقت ولكن ليست بالكبيرة، فالمقاومة لديها من التقدير متى تستطيع الدخول في مرحلة أخرى من الضغط على الاحتلال، فهي تعي بالظروف المتعلقة بالاحتلال من التطبيع مع الدول العربية وأزمة كورونا، والاقتصاد الاسرائيلي يعاني".
وأوضح أن الرسائل التي أوصلها المقاومة الشعبية والوسائل الخشنة ضد الاحتلال كبيرة ورادعة، وهو ما يزيد الضغط على الاحتلال بعدد البالونات التي تُطلق وكبر حجمها، وكذلك الارباك الليلي وغيرها من الأدوات.
ويتفق الكاتب في الشأن الأمني عبد الله العقاد مع سابقه في أن المقاومة في غزة اتخذت قرارا لا رجعة فيه، بكسر الحصار بالكامل وموقفها لن يتغير.
وقال العقاد في حديث لـ "الرسالة نت": "الاحتلال كعادته يماطل ويناور ويحاول إلقاء الكرة في ملعب الآخرين، وبالتالي المقاومة تريد لغزة أن تنفتح على العالم كما باقي الدول".
ويرى بأنه ما زال هناك وقت ومتسع للتفاهمات، "لم نصل للمراحل الأخيرة، وقبل أن نصل لمواجهة مفتوحة مع الاحتلال يوجد هناك الكثير من الطرق التي ستلجأ إليها المقاومة لزيادة الضغط على الاحتلال لإجباره على تطبيق التفاهمات".
وأكد العقاد أن الوقت لا يسعف أحد، "فالمقاومة تريد كسر الحصار بكل الطرق، و(إسرائيل) تحاول أن تجد مخرجا في أسرع وقت لأن مستوطني غلاف غزة لم يعودا يطيقوا الوضع الحالي".
ومنذ قرابة الأسبوعين عادت المقاومة الشعبية لإطلاق البالونات تجاه مستوطنات غلاف غزة، وعاد الإرباك الليلي للعمل على الحدود، في وقت يزداد التوتر يوما بعد الآخر وهو ما ينذر بتصعيد جديد بين المقاومة و(إسرائيل).
ولعودة الهدوء للمنطقة، يُجري الوفد الأمني المصري والوفد القطري المتمثل في السفير محمد العمادي، مباحثات غير مباشرة بين الاحتلال والمقاومة في غزة في محاولة لإيجاد حل بين الطرفين.