رغم حالة الطوارئ داخل قطاع غزة بسبب فايروس كورونا الذي انتقل إلى داخل المجتمع، إلا أن موظفي البلدية يعملون منذ ساعات الصباح الباكر، ما بين جمع النفايات وتوصيل المياه ومراقبة عمل المحلات التي تعمل وفق خطة الطوارئ.
وينعكس الحصار المفروض على قطاع غزة على بلدية غزة كغيرها من البلديات التي تعاني من قلة الإمكانيات.
"الرسالة" هاتفت د. يحيى السراج رئيس البلدية للاطلاع على الخطة التي يعملون بها في ظل الظروف التي يعيشها القطاع.
يقول السراج:" وضعت البلدية منذ اصابة كورونا لعدد من العائدين لغزة مارس الماضي خطة متعددة السيناريوهات، كان من بينها السيناريو الثالث "ج، "وهو انتشار الوباء داخل المدن".
وتابع: وفق السيناريو الثالث هناك عدة إجراءات تم تفعيلها والعمل من خلالها في جميع المستويات تتمثل في تقليص عدد العاملين في المكاتب الإدارية للحد الأدنى، والسماح للموظفين خارج مدينة غزة بعدم العمل وإن أمكن من البيت، وإغلاق الأماكن الثقافية والترفيهية، مع الاستمرار في تقديم الخدمات الرئيسية وهي المياه والصرف الصحي والنفايات".
وفيما يتعلق بمشكلة المياه التي يعاني المواطنين من عدم وصولها إليهم، ذكر السراج أن الأزمة أساسها نقص ساعات الكهرباء التي وصلت للمواطنين الأسابيع الماضية بساعات محدودة بفعل توقف محطة التوليد، وبالتالي تم تقسيم الأحياء إلى أقسام فرعية بحسب شركة الكهرباء مما صعب عمل البلدية في وصل المياه بالتزامن مع الكهرباء.
ولفت إلى أن البلدية حاولت تزويد الابار بالوقود للعمل وذلك على حساب رواتب العاملين حتى تمكنوا من توصيل المياه للمواطنين، لكن الخدمة لم تكن بالجودة المطلوبة في الوضع طارئ.
وعن مدى تأثير الوضع الطارئ الذي يشهده القطاع على الخدمات التي تقدمها البلدية أشار السراج إلى أن الأزمة أثرت على البلدية في عدة جوانب لاسيما وأن إيرادات الشهر الماضي اقتربت من الصفر، مما اضطرهم لاستخدام بعض الأموال الاحتياطية لتوفير الوقود واستمرار الخدمات، لافتا إلى أن توفير الخدمات حرم العاملين من رواتبهم رغم أن عددا كبيرا منهم يعمل لساعات طويلة أثناء الطوارئ.
النفايات والمراقبة
وعلى صعيد تعامل البلدية مع النفايات لاسيما الخاصة بالبيوت المخالطة، أكد السراج أن هذا الموضوع حساس وتوليه البلدية أهمية كبيرة خاصة الأماكن التي فيها أشخاص مصابين ونسبة العدوى فيها كبيرة، وكذلك مراكز الحجر الصحي والبيوت المحجورة.
وبمجرد أن تصل البلدية رسالة يتم توجيه فرقة خاصة مدربة بشكل جيد، ويرتدون ملابس واقية يعملون على تعقيم النفايات قبل استلامها ومن ثم نقلها لمكان بعيد عن النفايات العادية، كما يقول السراج.
أما بالنسبة لإمكانية عودة الحياة إلى الأسواق، أوضح رئيس البلدية أنه من المبكر الحديث عن فتحها كما السابق، لأن الصورة غير واضحة ولايزال الاعتماد على نقاط البيع التي جددت منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أن ما اعتماد خطة مناسبة لفتح الأسواق مرهون بالقرارات التي تعتمدها لجنة الطوارئ المركزية.
ولفت السراج إلى أنه في الفترة الأخيرة تم افتتاح الخان الموجود في شارع 8 بدلا من سوق فراس الذي لم يعد ملائم صحيا، فالمكان الجديد أفضل وتم تعقيمه، والطريق له سهلة وبعيدة عن الازدحام.
وعلى صعيد مراقبة المطاعم والمنشآت، أفاد رئيس بلدية غزة أن غالبيتها مغلقة وعدد قليل من المطاعم المفتوحة وهناك فرق مراقبة ميدانية تقوم بزيارات مفاجئة لتلك الأماكن.
وفي نهاية حديثه طالب السراج المواطنين بضرورة سداد الفاتورة الشهرية كون قيمتها مناسبة لمعظم العائلات، وذلك من أجل استمرار تقديم البلدية للخدمة ومنع وقوع كارثة ومشكلة بيئية كبيرة، مؤكدا أنه في حال تعطلت خدمات البلدية سيكون هناك كارثة بشأن التكلفة المضاعفة.