حالة من الحزن أصابت الشباب المقبلين على الدخول إلى القفص الذهبي بعدما فرض الحظر التام على قطاع غزة، فألغيت الأفراح وتعطل عمل المحاكم الشرعية وتأجلت معه العشرات من طلبات عقد القران.
قبل أسبوع انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لرجل ستيني وبجانبه ابنه وهو يلح عليه بالاتصال على والد العروس التي طلبتها والدته له قبل فترة، فالشاب يريد أن يصبح ضمن قائمة المخطوبين، فحقق له والده رغبته حين اتصل على والد العروسة وقرأوا الفاتحة عبر مكالمة فيديو على تطبيق الواتساب.
بمجرد أن انتهى والد العريس من قراءة الفاتحة، دوت الزغاريد في أنحاء البيتين عبر الهاتف، لكن الفرحة بقيت منقوصة لتباعد الطرفين.
في حالة تكررت أكثر من مرة الأيام الماضية، تزوج عدد من الشبان دون مراسم الزفاف المعروفة فاتخذوا من منازلهم مكانا للاحتفال بعدما ساعدتهم الشرطة بإحضار العروس إلى بيت الزوجية، لتقتصر الحفلة على ارتداء البدلة البيضاء وحضور أقل من عشر نسوة لبيت العريس.
بينما بقي الكثير من المخطوبين ينتظرون قرارا بفتح المحكمة الشرعية لعقد قرانهم، فطيلة الوقت تأتي الاتصالات للمحكمة لكن لا مجيب حتى أعلن قبل يومين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في قطاع غزة، حسن الجوجو، أنهم اتخذوا قراراً باستئناف العمل داخل المحاكم الشرعية بشكل استثنائي.
وبحسب تصريحات صحفية أكد الجوجو أنه تم إنجاز 110 عقود زواج في اليوم الأول، حيث كان العمل داخل المحاكم الشرعية في كل محافظة على حدة.
وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة الشرعية تلقت منذ بدء الحظر نحو 500 اتصال للمطالبة بفتح المجال أمامهم لإتمام زواجهم، لمنع الوقوع بالحرج من ناحية اجتماعية بين العائلات.
وكما أشار الجوجو إلى أنهم نسقوا مع وزارة الداخلية، للحفاظ على سلامة الأهالي، مبينا أنه تم تشغيل 5 محاكم شرعية من أصل 10 على مستوى قطاع غزة.
ولفت إلى أنه تقرر اشتراط أن يكون الخاطبان كلاهما من نفس المحافظة؛ لمنع حدوث اختلاط وتنقل بين المحافظات في ظل الإجراءات الحكومية لمواجهة (كورونا).
وشدد على أن أي إجراء سيتم اتخاذه، فيما يتعلق بالمحاكم الشرعية، يجب ألا يتسبب بأي إصابة، باعتبار أن الزواج، يعتبر مصلحة شخصية، فيما أن سلامة المجتمع مصلحة عامة، ولها الأولوية من الناحية الشرعية.
وأوضح أن المحاكم الشرعية، التي تم استئناف العمل بها سيكون الدوام داخلها من 10 صباحاً حتى الواحدة ظهراً، مع الالتزام بكافة الإجراءات في ظل وجود المعقمات، وتحقيق التباعد وارتداء الكمامات.
وأضاف: "بعض الأهالي علقوا على إتمام عقود الزواج بدون مصافحة، حيث تم التأكيد لهم، أن الأمر لا يؤثر وأن هذا الأمر عُرفي فقط، وأن الشرع يقوم على مبدأ إشهار القبول من الطرفين".