غضب الفلسطينيون فور اعلان الرئيس الأمريكي بالأمس انضمام البحرين لاتفاق التطبيع مع (إسرائيل) بعد انضمام الامارات إليه قبل أسابيع، لكن هذا الغضب لم يكن فلسطينيا فقط، وإنما صاحبه غضب عربي وإماراتي وبحريني شعبي، منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها التلميحات الإسرائيلية عن تطبيع خليجي قادم منذ أشهر سابقة.
للشعوب العربية كلمتها رغم قرارات الحكام!! فقد تصدر بالأمس وسم "بحرينيون ضد التطبيع" تويتر، وأطلق عشرات النشطاء في البحرين حملة واسعة عبر مواقع التواصل للتعبير عن رفضهم لهذا القرار، متهمين النظام بخيانة القضية الفلسطينية، رافضين ما قاله ترامب أن الطرفين اتفقا على “إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين (إسرائيل) ومملكة البحرين”.
وفور إعلان ترامب، تصدرت وسوم “البحرين ضد التطبيع” و”بحرينيون ضد التطبيع” و”التطبيع خيانة” و”فلسطين قضيتي” موقع تويتر، وشارك فيها عدد كبير من المثقفين والكتاب وصناع القرار في مملكة البحرين.
وعلق الناشط البحريني علي يوسف سيف، على تدوينة ترامب، بصورة تتضمن أشخاصاً يحملون لافتة كُتب عليها “نحن البحرينيين نفدي فلسطين والعرب، بل وكل المسلمين”. وعلق على الصورة، مخاطبا ترامب “ثمة فرق كبير بين الشعب البحريني والحكومة، هذا هو جدنا، اطلب من موظفيك ترجمة ما في الصورة”.
وعلى ذات الوسم، كتب عضو الأمانة العامة بجمعية "الوفاق" المعارضة للتطبيع ماجد ميلاد: "من الأوهام أن يدخل الشعب البحريني نفق التطبيع، فالشعب المصري حتى اللحظة رأسه مرفوع ضد التطبيع".
وتعتبر جمعية الوفاق البحرينية أكبر جهة بحرينية معارضة للتطبيع والتي قالت في بيان لها: "موقف النظام البحريني من التطبيع مع العدو الصهيوني من طرفين لا شرعية لهما في ذلك، فالنظام البحريني لا يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب غير شرعي".
ونشرت الناشطة الحقوقية مريم الخواجة، سلسلة تغريدات باللغتين الإنجليزية والعربية، عبر الوسم ذاته، قالت في إحداها: "إن أهل البحرين ليسوا أحرارا، وليس لهم رأي فيما يفعله النظام أو يقرره، محليا أو دوليا".
وتابعت الخواجة، "الكفاح من أجل العدالة والحرية مستمر"، ونشرت عبارة "هنا فلسطين"، وأرفقت معها صورة العلم الفلسطيني.
أما النائب السابق ورئيس منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، جواد فيروز، فوصف ما حدث بأنه أكبر وأفظع جريمة اقترفتها السلطة الحاكمة في البحرين في تاريخها بحق الشعب والوطن والأمتين العربية والإسلامية والقيم الإنسانية هي التطبيع مع الكيان الصهيوني".
والحقيقة فإن قوة الشعب الإماراتي في الرفض لم تكن أقل من الشعب البحريني حيث أطلق كتاب ومثقفون إماراتيون في الثاني والعشرين من الشهر الماضي ما أسموه "الرابطة الشعبية لمقاومة التطبيع".
كما نددت الرابطة بقرار البحرين بالأمس في بيان لها تماما كما نددت التطبيع الإماراتي قبل أسابيع، قائلة: "تتابع الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، بقلقٍ شديد التطورات الراهنة والمتمثلة في قرار بعض الدول الخليجية التطبيع مع الكيان الصهيوني حيث أعلنت مملكة البحرين رغبتها المضي قدماً على خطى دولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيع العلاقات بشكل ثنائي مع الكيان الصهيوني
وترى الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أن هذا القرار لن يعود بالنفع على مملكة البحرين وشعبها بأي شكلٍ من الأشكال، باعتبار الكيان الصهيوني المستفيد الوحيد من بناء علاقات ثنائية مع مختلف الدول العربية والإسلامية.
ووصفت الرابطة قرار التطبيع بالمؤسف، وبأنه طعنة جديدة في ظهر القضية الفلسطينية وشعبها الذي يقاتل من أجل نيل حقوقه المشروعة والمتمثلة في استرداد أراضيه المحتلة وعودة اللاجئين والإعلان عن إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقد غرد الكاتب الاماراتي سعيد الطنيجي محذرا على صفحته من خلال احد مقالاته: "في المحصلة النهائية، يستهدف المطبعون إحداث انقلاب في وعي الأمة واختطافها ذهنياً لصالح العدو الغاصب، حين تتبدل المفاهيم ويتحول العدو إلى صديق والصديق إلى عدو، وبهذا سنتنكر للتاريخ والحقوق العربية في فلسطين.
ويتابع: "كما يستهدف إعادة صياغة عقولنا وتفكيرنا من أجل تقبل وجود "العدو الإسرائيلي" ليصبح أمرًا طبيعيًّا، بما يعنى تخلي أمتنا العربية والاسلامية عن القضية الفلسطينية وعن القدس والحرم القدسي مسرى الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم"