الرسالة نت – رائد أبو جراد

توالت الأنباء مؤخراً عن حدوث تحرك في ملف شاليط تمثل بتصريحات إعلامية تحدثت أن الوسيط الألماني زار قطاع غزة قبل أسبوعين والتقى خلال الزيارة قيادة حركة "حماس" المفوضة بالحديث حول الصفقة.

في حين؛ ادعى الناطق الرسمي باسم الحكومة الصهيونية "أوفير جندلمان"، في تصريح له، الثلاثاء، أن "إسرائيل" تقوم باتصالات مكثفة وسرية من وراء الكواليس حول إتمام الصفقة، قائلاً :"نريد أن نصل إلى صفقة ولنا قيود حول ذلك"، زاعماً أنه "لا يستطيع الدخول في تفاصيل قضية شاليط وبأن حركة حماس تعرف موقفنا من تلك القضية".

حماس تنفي

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نفت على لسان أحد قادتها الدكتور صلاح البردويل، وجود اتصالات سرية جمعتها والوسيط الألماني بشأن صفقة التبادل حول الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط.

ووصف البردويل ما تتناوله وسائل الإعلام العبرية مؤخراً بـ"بالونات إختبارية"  لا أساس لها من الصحة 
أساس لها من الصحة.

مكثفة وسرية

وتوقع متابعون للشأن الإسرائيلي في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن يكون حراكاً قد جري حديثاً بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة، الأمر الذي دفع  بالوسيط الألماني لزيارة غزة.

واعتبر الباحث في الشأن الصهيوني صالح النعامي حديث "جندلمان" ليس بالجديد، قائلاً:"الجديد هل حدث هناك تقدم أو اختراق في صفقة التبادل وإذا حدث تطور هل تراجع نتنياهو عن رفضه إطلاق سراح 15 أسيراً يعتبرهم من رموز المقاومة ؟!".

وتساءل النعامي: "هل لا زال نتنياهو يصر على أبعاد معتقلين من الضفة الغربية لقطاع غزة"، موضحاً أن التطور في الصفقة يعتمد على هذه المعلومات.

ويشاركه الرأي الباحث في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة بقوله: "إتمام صفقة التبادل خطوة من بين خطوات طويلة لأن سقف مطالب المقاومة كبير نوعاً ما بالنسبة لصفقات سابقة والاحتلال يرفض ربط الصفقة بالإفراج عن أسرى من القدس أو من المعتقلين من ذوي الأحكام العالية ومن رموز وقادة المقاومة".

ولم يستبعد أبو زايدة أن تحدث في المرحلة المقبلة إنجازات وتقدم على صعيد مفاوضات صفقة التبادل بين الكيان الصهيوني وحركة "حماس"، مستطرداً :"لا أتوقع أن الاحتلال سيرضخ لمطالب المقاومة بكل بساطة".

مؤشرات

وعاد النعامي كمتابع للإعلام العبري ليؤكد أن الاحتلال تناول في الآونة الأخيرة الحديث عن تجدد الاتصالات بشأن الصفقة بشكل كبير، مستبعداً وجود أي مؤشرات على تغيير نتنياهو لموقفه الرافض لبعض شروط ومطالب فصائل المقاومة الآسرة لشاليط.

وأشار إلى أن الرأي العام الصهيوني المتابع لهذه القضية تراجع مؤخراً لحد كبير، مضيفاً :"ممكن أن يتغير موقف نتنياهو إذا كان هناك اتصالات تجري تحت الطاولة في الأيام القليلة الماضية"، كما قال.

في حين  يرى المحلل أبو زايدة أن الأسابيع القليلة الفائتة شهدت اتصالات مكثفة حول صفقة تبادل الأسرى بين حماس و "إسرائيل"، مشيراً إلى ربط وسائل الإعلام العبرية مؤخراً حدوث تقدم في مفاوضات الصفقة بادعائها وجود لقاء جمع بين الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية وقادة جيش الاحتلال.

وأضاف المهتم في الشأن الإسرائيلي :"تجميد نتنياهو اليوم لقانون شاليط في الكنيست يدلل على أن اتصالات الصفقة برعاية الوسيط الألماني لم تنقطع لكنه لا يوجد أي اطلاع عليها".

وكان رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" أكد تجدد الاتصالات رسمياً بشأنها عبر الوسيط الألماني جلعاد كونراد.

تصريحات تأتي بعدما أكد الجانب الصهيوني زيارة كونراد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 3 أسابيع لتحريك مساعي إطلاق الصفقة لكن التصريحات الرسمية قوبلت بمواقف أخرى في الخارج.

وبالقرب من مكان انعقاد اجتماع حكومة الاحتلال قبل أيام في مغتصبة كيبوتس شمال الكيان الصهيوني تظاهرت عائلة الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط ومؤيدوه واصفين تصريحات نتنياهو الأخيرة بـ "السخافات"، وبالنسبة للمتضامنين مع "الجندي شاليط" فان حكومة نتنياهو لم تتخذ أي خطوات جدية في ملف شاليط منذ عشرة أشهر والكلام لن يجدد شيئاً كما قالوا.

وفي المحور الآخر تتقاطع هذه التطورات مع آخر تصريحات رسمية لحركة حماس في هذا الشأن وتحديداً ما كشف عنها مؤخراً نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الدكتور موسى أبو مرزوق حول قيام الوسيط الألماني بزيارة إلى غزة ولقاءه مسئولين من الحركة بعد إجرائه اتصالات مع المسئولين الإسرائيليين.

إصرار على الشروط

لكن حماس حرصت على التمسك بمطلبها فالصفقة بموجب شروطها يجب أن تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات.

فيما نفى الدكتور أسامة المزيني القيادي البارز في حركة "حماس" خلال تصريح له الثلاثاء وجود أي اختراق أو تطور في ملف صفقة التبادل مع الاحتلال، بقوله : "لا يوجد اتصالات حتى اللحظة كي نتحدث عن تقدم وتطورات في الصفقة فهي متوقفة".

هي إذا تحركات تجري لاحتمال حدوث تقدم ما في صفقة التبادل بعد تعثرها بداية العام الحالي على خلفية رفض حكومة الاحتلال الاستجابة لمطالب حماس بالإفراج عن 450 أسيراً ممن يصفهم الاحتلال بأن أيديهم ملطخة بدماء الصهاينة.

وكان الوسيط الألماني نجح في إبرام صفقة بين حركة حماس و "إسرائيل" أفرجت الأخيرة بمقتضاها عن عشرين أسيرة فلسطينية وأسيرين سوريين مقابل تسليم الحركة شريط فيديو مسجل يوضح حالة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة في غزة منذ صيف 2006 "جلعاد شاليط".