"لأن الرب وعد الملك داوود وقبائل (إسرائيل) بعرش أبدي هناك" اسطورة توراتية أخرى تبرر الهدم وتشريد الأهالي، وبناء المستوطنات، والحفر غير المبرر أسفل الأراضي بينما يزداد الاستيطان فوقها.
ووفقا للتقويم العبري فإن السابع من أغسطس هو الموعد التوراتي المقدس للهجوم على سلوان، لأجل بناء بيت يهودي جديد كما تقول الأكذوبة!!
وإياك أن تتجول في سلوان، الطرقات مقطعة الأوصال، بين كل طريق وآخر بيت حمل قصة عائلة سلوانية مقدسية عمرها أطول من عمر (إسرائيل).
تحولت شوارع الحي القديم إلى أكوام من الرماد، وعلى كل تلة من ذلك الدمار عائلة تفترش وتنام ليلها فوق الحجارة عازمة على البقاء هناك حتى لو تحول البيت إلى مقبرة لجثثهم بعد أن قرروا مع نهاية الشهر الماضي رفض هدم بيوتهم بأنفسهم، ولكن معول الاحتلال مستمر بالهدم والحفر أسفل البيوت.
ولأجل ذلك أقام سكان حي البستان ببلدة سلوان -جنوب المسجد الأقصى، قبل ثمانية أعوام، خيمة البستان والتي أطلقوا عليها "خيمة الصمود"، يقيمون فيها كل جمعة صلاتهم ويسجلون رفضهم لمخطط الاستيطان التوراتي الكاذب.
وكالعادة لم يرق للاحتلال وجود الخيمة وإقامة صلاة الجمعة فيها أسبوعيا، فأصدر قبل نحو أسبوعين قرارا بإزالتها، وهو ما يعتبره أهل الحي المقدسي تمهيدا لتهجير 1800 فرد من سكانه لإقامة الحدائق التوراتية.
هكذا ظلت سلوان على مدار سنوات رهينة الكذبة اليهودية، الصهيونية، التي تتكرر في كل الأزمنة ومع كل الأمكنة التي تدخلها.
تلك الكذبة بدأت تشير الآن إلى أمكنة في السعودية والإمارات وعمان عن أجداد عبرانيين مدفونين هناك وربما سيكون أمرا توراتيا آخر في بناء بيوت يهودية لتقديس أرض الأجداد هناك، فينتصر الهدف الإسرائيلي من التطبيع على العربي الذي لا هدف له من ورائه !
ولكنها سلوان فقط التي تحفظ التاريخ سطرا وراء السطر، فهو يكرر نفسه بكل بساطة، والتخاريف العبرية باتت محفوظة ظهرا عن قلب، وجد سلواني يرثها عن جد .
على الجنوب من القدس تحارب سلوان وحدها، غزاة الدولة الصهيونية، تحارب الرواية التي بدأت قبل ثلاثة آلاف عام، وتحارب أسطورة داوود الذي -كما تزعم الكذبة التاريخية- إقامة مملكته بعد كل هذه الأعوام وحديقته الخاصة على أراضي سلوان.
بالرجوع إلى ما قبل أعوام نستطيع أن نستنتج ما يفعله الجندي على الأرض لنربطه بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا والتي كانت قد أقرت مشروعين استيطانيين كبيرين منحت بموجبهما جمعية «عطيرات كوهانيم» حق سرقة بيوت لعائلات فلسطينية وهدمها، ومنع من يريد الترميم أو البناء من التراخيص وتركز الهدم في حي الشيخ جراح، وبطن الهوى وسلوان.
الحجة التي تذرعت بها المحكمة ردا على شكاوى المواطنين جاهزة منذ الأزل " قانون أملاك الغائبين" أي غائبين ؟!! وتزيد على ذلك بأن البيوت مملوكة ل700 عائلة إسرائيلية قبل النكبة، متى كان ذلك؟! ثم تتبع تلك التساؤلات التي تتوسع لها أحداق مواطني سلوان الذين يعرفون تاريخ الأرض.
كل الرؤى تتضح أكثر حينما يصادق الاحتلال فورا على مشروع قانون يسمح ببناء وحدات استيطانية في منطقة الحديقة الوطنية في سلوان، ضمن توسيع خريطة أكذوبة مدينة داوود.
كل هذا يأتي في إطار مخطط شامل هدفه تهويد البلدة فوق الأرض، بالتوازي مع التهويد الجاري أسفلها من حفرٍ للأنفاق في محيط الأقصى من أجل ربط المشاريع الاستيطانية كافة، ووصل الأجزاء الشرقية والغربية من المدينة.
سلوان هي القرية الأقرب الى أسوار وأبواب القدس القديمة والأقرب الى المسجد الأقصى من ناحيته الجنوبية الشرقية، وأكثر مناطق القدس ازدحاما بالسكان.
ومن أشهر أحيائها وادي حلوة أكثر احياء سلوان استهدافاً من المستوطنين، وحي البستان الذي ينوي الاحتلال إزالته لإقامة حديقة توراتية مكانه، ووادي ياصول الذي يعتبر حديقة وطنية حسب تعريف الاحتلال وأحياء أخرى باتت هدفا للمشاريع الاستيطانية مثل رأس العمود، عين اللوزة، الثوري، بئر أيوب، الشياح، وغيرها.
سلوان قرية كبيرة تتوسط تاريخ البلدة القديمة للقدس وجبل الزيتون، وقريتي أبو ديس والعيزرية، من الناحية الشرقية للبلدة بينما يقف جبل المكبر شامخا جنوبها .