تواصلت المعاركة بين القوات الأذربيجانية والانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ، فيما ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية إلى 95 قتيلا، في وقت تم استبعاد التهدئة رغم تكرار دعوات العديد من الدول إلى الهدوء.
وأعلنت السلطات الانفصالية الأرمنية مقتل 26 من جنودها، مساء الإثنين، في المعارك الدائرة، منذ الأحد، ضد القوات الأذربيجانية، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان.
وحض قادة دول العالم الجانبين على وقف المعارك بعدما أثار أعنف تصعيد تشهده المنطقة منذ العام 2016، المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين أرمينيا وأذربيجان.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية أرتسرون هوفهانيسيان، أن القوات الأذربيجانية شنت، مساء الإثنين "هجوما كبيرا على القطاعين الجنوبي والشمالي الشرقي من حدود قره باغ".
وقالت وزارة الدفاع في حكومة الإقليم الانفصالي في بيان إن "26 من جنود جيش الدفاع في قره باغ قتلوا" في الميدان خلال هذا الهجوم.
وتخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعا حول منطقة ناغورني قره باغ منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث أعلن استقلال قره باغ إثر حرب أوقعت 30 ألف قتيل.
ولا تعترف أي دولة، حتى أرمينيا، باستقلال إقليم قره باغ التي لا يزال المجتمع الدولي يعتبرها جزءا من أراضي أذربيجان.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى إلى 95 بينهم 11 مدنيا: تسعة في أذربيجان واثنان في الجانب الأرمني.
ومنذ اندلاع المعارك الأخيرة لم تعلن أذربيجان عن حصيلة قتلاها العسكريين.
وأكدت سلطات إقليم ناغورني قره باغ، استعادة القوات الأرمينية السيطرة على مواقع حيوية كانت قد سيطرت عليها قوات أذربيجان أمس، كما أعلنت ارتفاع عدد قتلى الجنود الأرمينيين في المواجهات إلى 59. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ممثل لوزارة الدفاع الأرمينية قوله إن 200 أرميني أصيبوا.
واتهم الرئيس الأرميني أرمين ساركسيان تركيا بدعم القوات الأذربيجانية في عملياتها العسكرية في الإقليم، بمقاتلات إف 16 ، ومرتزقة ومستشارين عسكريين وطائرات مسيرة، وهو ما نفته سلطات باكو.
وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية إن مجلس الأمن الدولي سيعقد، اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا مغلقا يناقش فيه التطورات في إقليم ناغورني قره باغ.
وأوضحت المصادر نفسها أن هذه المبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا، وتحظى بتأييد دول أوروبية أخرى هي إستونيا وبلجيكا وبريطانيا.
وجمدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.
ورغم توقيع اتفاق 1994 وقيام وساطة روسية-أميركية-فرنسية تحت اسم "مجموعة مينسك"، لا تزال الاشتباكات مستمرة في شكل متقطع.