قائد الطوفان قائد الطوفان

في يوم التراث الفلسطيني ..(إسرائيل) تسرقه وتخفي الباقي

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

يوم التراث الفلسطيني، أو الميراث، الذي يصادف السابع من أكتوبر في كل عام، نخصصه نحن المالكون للكثير من التراث عبر أجيال تعتبر الأقدم على هذه الأرض، لنذكر العالم بأن هناك الكثير مما سرق منا غير الأرض.

ويضم التراث الفلسطيني الأبنية والمساجد والكنائس والتكايا والبيوت القديمة وحتى البلاطات التي تخرج من تحت الأنقاض في حفريات القدس اليومية تحت الأقصى والتي يحاول الاحتلال اخفاءها لتندثر حكاية عربية قديمة.

ولكن التراث الكبير التي تحمله فلسطين بين رمالها لا يقدر أحد على اخفاءه، يتكلم بلهجة عربية فصيحة، ولذلك فإن خير ما يمكن أن تراه (إسرائيل) لطمس الحقائق، هو أن تسرقها، وتنسبها لها بأي شكل من الأشكال، بدء من بيوت الأجداد التي استوطنتها بقانون يصادر أملاك الغائبين وصولا لأكلة الحمص التي تعلمتها الأجيال ونقلتها للعالم العربي كله .

ويفرق بعض المختصون بين التراث والأثار، لكن يتفق آخرون أن التراث يشمل الآثار أيضا، لأنها كلمة تعني الميراث، والأثار جزء من هذا الميراث.

ولأن العقل لا يستوعب أن يكون هناك تراث لدولة عمرها أقل من قرن، فإن الشهود على الكذب كثر، وعلى مبدأ «وشهد شاهد من أهلها»، خرج الباحث (الإسرائيلي) المدعو «غيش عميت» بنتائج رسالة دكتوراه تؤكد أن الاحتلال سرق ونهب عشرات آلاف الكتب الفلسطينية النفيسة والفريدة من بيوت الفلسطينيين أثناء نكبة عام 1948.

لم يكتف الباحث بذلك بل أثبت أن أعمال النهب والسرقة تمت تحت حماية جنود العصابات اليهودية والجيش الصهيوني وبمراقبة ومساعدة أمناء المكتبة الوطنية الصهيونية.

 ورغم أن هذا الباحث حاول تبرير عمليات السرقة باعتبارها حفظت الكتب من النهب والسرقة إلا أنه ذكر أنه أجرى مقابلات مع شهود عيان ما زالوا على قيد الحياة بينهم فلسطينيون من الداخل، سردوا ما شاهدوه عام 1949.

ولم تتوقف محاولات السرقة عند ذلك فحسب، بل "سرق" مؤخراً المصمّمان الإسرائيليان جابي بن حاييم، وموكي هرئيل تصميم "الكوفية الفلسطينية" المعروفة، وجعلاها بألوان "علم إسرائيل"، و"نجمة داوود".

وارتدت زوجة موشي ديان وزير الحرب (الإسرائيلي) في ستينات القرن المنصرم في إحدى المناسبات العالمية ثوباً فلسطينياً زاعمة أنه تراث "إسرائيلي".‏

كما ارتدى (رؤوفيه روبين) أول سفير (لإسرائيل) في دولة رومانيا الزي الشعبي الفلسطيني باعتباره زياً توراتياً، وكذلك ارتدت الإسرائيليات فستان العروس الفلسطينية ببيت لحم المعروف بـ"ثوب الملكة"

وتشكل مقولة بن جريون" الكبار يموتون والصغار ينسون" قاعدة للنهب (الإسرائيلي)، ولكنها على ما يبدو لم تكن قاعدة مجدية، على الرغم من محاربة الاحتلال لكل فلسطيني يحاول النبش والحفاظ على تراثه.

ففي القدس مثلا، يشكل التراث الإسلامي أضخم موروث في المدينة، فكيف لدولة قامت على الرواية التلمودية اليهودية أن تدعي أن هذا التراث ملكها، لذا وبدلا من مصادرته كما صادرت الثوب والكوفية والغرزة وحتى الدبكة الفلسطينية، تعمدت محاولة هدم الأثار الإسلامية لتبقي على روايتها المخترعة.

الاحتلال لم يسيطر على ذلك التاريخ، بل حرقه ودفنه، فقد حدث وأن سيطر الاحتلال الإسرائيلي على قلعة القدس التي تقع في الجهة الشمالية الغربية للبلدة القديمة، وفيها نجد بقايا أثرية من كل الفترات التاريخية سواء كانت هيروديانية، هيلينية، والتي تعود لحقبات تاريخية قديمة جدا.

وهكذا أعطى الاحتلال نفسه حق الهدم، كما يجري في القدس اليوم حيث تعمل سلطات الاحتلال بمختلف أذرعها على طمس العديد من المعالم الأثرية الدينية والتاريخية العربية والإسلامية في جميع المحافظات الفلسطينية.

فمثلا شرعت جرافات الاحتلال في العاشر من حزيران 1967 وحتى الثالث عشر منه بهدم حارة المغاربة في البلدة القديمة في مدينة القدس، الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية، والتي شيدت في العهد الأيوبي والمملوكي والعثماني، لتزيل 135 أثرًا.

وقد كان من جملة هذه الآثار: المدرسة الأفضلية، ومزار الشيخ عبد، وزاوية المغاربة، وتشرد قرابة 150 عائلة فلسطينية كانوا يسكنونها تم إخلاؤهم بالقوة، ليصبح مكان الحارة ساحة يؤدي فيها اليهود طقوسًا دينية عند الحائط الغربي للمسجد الأقصى.

وفي يوم حرق الأقصى عام 69 أتت النيران على معالم أثرية قديمة في القدس من ضمنها مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها.

كما أدت النيران إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر؛ ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا؛ وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

وهذه هي السياسة التي قام عليها الاحتلال، فإن لم تستطع أن تقنع العالم بحكايتك، يمكنك ببساطة أن تحرق كل الحكايات الأخرى!

 

 

 

 

 

البث المباشر