تنشر "الرسالة" مقتطفات وصور من كتاب "فلسطين الشهيدة"، وهو عبارة عن سجل مصور لبعض الجرائم التي ارتكبها الاحتلال البريطاني والمستوطنين اليهود من عام 1921 وحتى عام 1938، من نسف، حرق، تخريب، نهب، تدمير المدن والقرى، التشويه، التعذيب، قتل النساء والأطفال، إهانة كتاب الله، تخريب المساجد.
فلسطين الشهيدة
تتابعت في فلسطين الثورات منذ احتلها الإنكليز عقب الحرب الكبرى حتى لتكاد تكون حياتها في تاريخها الحديث، خلال السنين العشرين الأخيرة، عبارة عن ثورة دائمة تتخللها فترات من الهدوء المؤقت.
وفي هذه المجموعة قليل مما تيسر الوصول إليه، في هذه الظروف، من الصور التي تنطق ببعض ما قدمت فلسطين الشهيدة، في جهادها الطويل، من تضحية وفداء، وما لقيت من عذاب وبلاء
-4-
الثورة الكبرى
19 نيسان 1936
بدأت الثورة الحاضرة في فلسطين يوم الأحد 19 نيسان 1936 بالإضراب العام الدائم الذي استحال إلى ثورة طاحنة امتدت حتى يومنا هذا – تشرين الأول 1938 – ولا تزال في منتهى شدتها وقد ارتكب الإنكليز للقضاء على هذه الثورة أقسى الفظائع وأشدها هولا وإغراقاً في الهمجية:
- النسف بالديناميت
وكان من أشهر فظائعهم فيها تهديم البيوت العامرة وتدميرها، نسفاً بالديناميت، وقد امضوا في هذه الخطة التخريبية الهمجية حتى أربى ما نسفوا في فلسطين كلها على ألف بيت وبلغوا من ذلك أنهم ينسفون مدينة بأسرها وحياً برمته، وقرية بكاملها، أو معظمها، كما فعلوا في مدينتي يافا القديمة وجنين، وفي قرى باقة الغربية، وشعب، وكوكب أبو الهيجا، وغيرها فاليوم أينما سرت في فلسطين يقع في نظرك على خرائب واطلال من آثار هذا النسف، في المدن وفي القرى: