قائد الطوفان قائد الطوفان

مُبادر من غزة يتطوع بتعقيم الشوارع ويحلم بالعمل!

مُبادر من غزة يتطوع بتعقيم الشوارع ويحلم بالعمل!
مُبادر من غزة يتطوع بتعقيم الشوارع ويحلم بالعمل!

غزة _أمل حبيب

أنبوب طويل يجره الشاب حمادة زايد خلفه، يضغط بأصابعه على فوهته حتى يتوزع المعقم ويرشه على جنبات الشارع!

مبادرًا كان حمادة ابن مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي اختار طريقة جديدة لحماية منطقته وأبناء حيه من خلال التعقيم بأدوات يشتريها من ماله الخاص لمنع تفشي فايروس كورونا.

ابن الــ 30 عامًا يجوب الشوارع والأسواق صباحًا، مرتديًا لباسًا خاصًا، ويخفي وجهه بكمامة طبية، هذا الأب لثلاثة أبناء والعاطل عن العمل يحاول ترك بصمة له كما قال "للرسالة".

البداية!

مع بداية انتشار الفايروس داخل القطاع شعر حمادة بالقلق كما الكثير من أبناء غزة، لاسيما مع الإجراءات الوقائية لوزارة الصحة والداخلية وانتشار رجال الشرطة على المفترقات، واغلاق المحافظات، كان لابد من مساعدة، وفق هذا الشاب.

ويقول: "بدأت بشراء مواد التعقيم على حسابي الشخصي، وقمت بتعقيم العديد من البيوت والشوارع والأسواق، وحتى البنوك قبل الإعلان عن بدء صرف الرواتب".

نظرة اعجاب وتقدير من الجيران ومن سمع عن مبادرة حمادة في شمال القطاع، صور هذا الشاب انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت استحسانًا وتشجيعًا كبيرًا.

تدريجيًا بدأ أهل الخير في بيت لاهيا تبرعون له بمواد تنظيف ومعقمات، حتى أنه طرق باب أحد المزارعين واستأجر منه " تراكتور" خاص بتنقله مع معدات الرش والكلور الخاص.
يقول حمادة "للرسالة" :" مش قدرتي أستمر في هذه المبادرة وحدي، طرقت الكثير من الأبواب، لاسيما أنني لا أملك المال لشرائها، البعض تواصل معي للمساعدة بالتوفير ومنهم جمعية تطوير بيت لاهيا التي تقوم بدعم مبادرتي بتوفير السولار الخاص لتشغيل التراكتور، وشراء بعض مواد التعقيم اللازم لي خلال جولات الصباح".

الآن تعدى دور هذا المبادر مدينته بيت لاهيا، وبدأ بالتنقل في محافظات الشمال، وصولًا لبيت حانون، بعد تفشي الفايروس هناك بشكل أكبر، وازدياد أعداد المصابين.

وأوضح أنه خاطر بحياته لأجل الحد من تفشي الوباء، لأنه يدرك حجم المرار والألم الذي يعاني منه أهل البيوت التي يسكنها مريض أو مصاب، فوالدته مصابة بالسرطان منذ سنوات وبحاجة لرعاية خاصة كما نوه خلال حديثه لنا.

أحلام!

حمادة ابن الثلاثين ربيعًا يتجول أثناء كتابتنا لهذه السطور تحت أشعة الشمس، يحمل على ظهره أسطوانة معبأة بالكلور الخاص للتعقيم، ويقوم برش الطرقات.

هذا المتطوع الذي حاول أن يترك بصمة له بهمة إنسانية خوفًا على أبناء منطقته من المرض، يحاول أيضًا تفريغ طاقته وحيوتيه خوفًا أن تذبل لأنه عاطل لا يجد عملًا !

ويقول والآه تسبق صوته عبر الهاتف: "وضعي المادي صعب جدا، بتمنى لو تطلعلي بطالة عمل ولو مؤقتة عشان أقدر أوفر لقمة العيش الكريمة لأسرتي".

ينهي حمادة حديثه "للرسالة" ويستأذن ليكمل مهمته الجديدة في تعقيم مدارس الثانوية العامة، حيث تبرع بوقته وجهده لتنظيفها وتعقيمها منذ اعلان وزارة التربية والتعليم بدء عودة الدراسة لأبناء "التوجيهي".



 

 

 

 

 

 

 


 


 

البث المباشر