وكالات-الرسالة نت
حمل مسؤولون في المخابرات الالمانية، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية وصول المفاوضات حول صفقة التبادل الخاصة بالجندي غلعاد شاليط الى طريق مغلق ، وعلى عكس الانباء التي تم تداولها خلال الايام الماضية عن تقدم في المفاوضات ، فان تقديراتهم تفيد ان اتمام الصفقة خلال هذه الايام ابعد ما يكون من أي مرحلة سابقة، وفقط يمكن للحظ او عنصر مفاجئ ان يكسر الجمود الحالي وينجز صفقة التبادل .
ووفقا لما نشرته صحيفة " يديعوت احرونوت " الناطقة بالعبرية اليوم الجمعة فقد اكد مسؤولون في جهاز المخابرات الالمانية للصحيفة عكس الانباء التي تم تداولها عبر وسائل الاعلام مؤخرا، والتي اشارت الى تقدم في صفقة التبادل مع جلعاد شاليط ، بل ذهب هؤلاء المسؤولين للتأكيد ان جلعاد شاليط ابعد ما يكون عن العودة الى بيته من أي وقت مضى ، ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو يدرك ذلك ، لان الرد الاخير الذي قام بايصاله عبر الوسيط الالماني رفضته حركة حماس، وهذا ما اوصل المفاوضات الى طريق مسدود ، وحتى الان لايوجد أي جديد على هذا الموقف .
ونشرت الصحيفة تسلسل الامور بعد تسلم نتنياهو الحكومة الاسرائيلية ، عندما قام بارسال المبعوث الخاص حجاي هداس والذي سلم ملف جلعاد شاليط الى المانيا، حيث وصل حجاي هداس الى برلين في شهر تموز 2009 والتقى مع جهاز المخابرات الالماني " BND " والذي يوازيه في اسرائيل جهاز الموساد ، حيث سلمهم حجاي هداس كتابا من رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يعلن فيه موافقته على قيام جهاز المخابرات الالماني بفتح مفاوضات مع حركة حماس لاتمام صفقة التبادل مع جلعاد شاليط ، حيث تم اختيار رجل المخابرات الالماني جرهارد كونرار الذي ساهم في التوصل الى صفقة للتبادل بين حزب الله اللبناني واسرائيل ، ليقوم بمهمه الاتصال مع حركة حماس وفتح مرحلة المفاوضات .
وتضيف الصحيفة أن المخابرات الألمانية قررت ان يبقى الوزير عمر سليمان المسؤول الاول عن هذه المفاوضات وان يعمل جرهارد تحت مسؤوليته المباشرة ، وكانت تقديرات المخابرات الالمانية انجاز الصفقة حتى نهاية عام 2009 او بداية عام 2010 في ابعد تقدير .
وتشير الصحيفة الى ان المفاوضات بدات بعد الاجتماع فورا في شهر تموز حيث بدأت من النقطة التي انتهت عليها المفاوضات في القاهرة من قبل المسؤول الاسرائيلي السابق عن المفاوضات ، وبات واضحا التقدم الحاصل في المفاوضات التي كان يقف على رأسها من جانب حركة حماس محمود الزهار ، وبتنا على قناعة انه مع نهاية العام سوف يتم التوقيع على صفقة التبادل ، ولكن الامور تغيرت تماما في شهر كانون اول ، وذلك بعد الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل للكابينيت وكذلك السباعية للنظر في الموضوع ، خاصة بعد ان طرحنا الاسئلة المنطقية لاتمام الصفقة والتي تتعلق بماذا يمكن ان تتنازل اسرائيل والى أي مدى ؟، وكذلك ماذا ترفض اسرائيل التنازل عنه؟.
"وقد كانت النتيجة مؤسفه بشكل كبير بحيث خذلنا تماما نتنياهو ، لان حجاي هداس عاد الينا بسياسة جديدة ومطلب جديد يتعلق بتنظيف القائمة من الاسماء الكبيرة وعلى راسهم مروان البرغوثي واحمد سعدات ، وهذا الامر لم يكن بالحسبان لدينا لاننا كنا على قناعة ان الصفقة سوف تتم نهاية العام ، ولكن نتنياهو اعطى تعليمات واضحة الى حجاي باجراء " تنظيف " على القائمة واما وقف المفاوضات ، وهذا ما تم بالفعل لاحقا حيث وصلت الامور الى طريق مغلق .
واشارت الصحيفة الى مدى الشعور بالخذلان لدى عناصر جهاز المخابرات الالماني لموقف نتنياهو ، "لانه لم يبذل جهدا لتمرير الصفقة على المجلس الوزاري المصغر " الكابينيت " ولا على السباعية ، حيث صوت الجميع لصالح نتنياهو عدا وزير واحد والذي يرفض التنازل نهائيا عن أي شئ الا وهو بني بيغن ، كذلك كنا نعتقد ان نتنياهو يوجد لديه القدرة على التأثير على اعضاء المجلس الوزاري المصغر او السباعية ، ولكن ذلك لم يحدث وبغض النظر ان كان السبب انه لم يبذل الجهد او لايتمتع بالقدرة فالنتيجة كانت واحدة وصول المفاوضات الى طريق مسدود ".