قائد الطوفان قائد الطوفان

ترامب تحدث عن تفجير سد النهضة.. أديس أبابا تستدعي السفير الأميركي

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

قال الاتحاد الأوروبي إن التوصل إلى اتفاق لملء سد النهضة في متناول إثيوبيا والسودان ومصر، داعيا جميع الأطراف لخفض التوتر، في وقت استدعت الخارجية الإثيوبية السفير الأميركي لطلب إيضاحات بشأن تصريح الرئيس دونالد ترامب بأن مصر قد تنسف هذا السد.

وفي بيان له، أكد الاتحاد الأوروبي أن الوقت الآن هو للعمل وليس لزيادة التوترات، وأن جهود جنوب أفريقيا -التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لدفع الأطراف للتوصل إلى حل تفاوضي- تحظى بدعم الاتحاد الذي يتطلع إلى الاستئناف الوشيك والاختتام الناجح للمحادثات.

ولفت الاتحاد الأوروبي إلى أن من المتوقع أن يستفيد أكثر من 250 مليون مواطن بحوض النيل الأزرق من الاتفاقية المرتقبة، بناءً على ترتيب تفاوضي لملء سد النهضة، مشيرا إلى أن السكان يتوقعون استثمارات في الأمن المائي والري والإنتاج الزراعي وتوليد الكهرباء.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد استنكر ما وصفها بالتهديدات والإساءات لسيادة بلاده، بعدما قال الرئيس الأميركي إن مصر قد تنسف سد النهضة نهاية المطاف.

وقال أحمد، في أول تعقيب رسمي على ما صرح به الرئيس الأميركي "التصريحات العرضية عن التهديد بالحرب بهدف إخضاع إثيوبيا لشروط جائرة لا تزال كثيرة".

ورأى في ذلك تهديدات وإهانات للسيادة الإثيوبية لن تكون مثمرة حسب قوله، وتمثل "انتهاكات واضحة للقانون الدولي". وقد جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء اليوم، دون أن ينسب أحمد تلك التهديدات إلى شخص أو دولة بعينها.

وقال أيضا إن مواطنيه يلتزمون بالدفاع عن السيادة بشكل لا مثيل له، وإن بلاده "لن تستسلم لأي عدوان" ولن تعترف بالحقوق القائمة بشكل كامل على "المعاهدات الاستعمارية" مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من ملء السد اكتملت في أغسطس/آب الماضي.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي في الوقت نفسه الالتزام بالحل السلمي لقضية سد النهضة على أساس التعاون والثقة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للموارد.

واختتم تصريحاته بأن المفاوضات مع دول حوض النيل أظهرت تقدما كبيرا، وأن الاتحاد الأفريقي اعتبر المسألة دليلا على قدرة القارة على معالجة مشاكلها الخاصة.

استدعاء السفير الأميركي

في الأثناء، قال مصدر دبلوماسي إثيوبي، للجزيرة، إن وزارة الخارجية استدعت مايكل راينور السفير الأميركي، وطلبت منه إيضاحات حول تصريحات ترامب عن "تفجير" سد النهضة.

وأضاف المصدر أن الخارجية أبلغت السفير عدم ارتياحها لهذه التصريحات التي قالت إنها قد تقوّض مسار المفاوضات التي تجري برعاية الاتحاد الأفريقي، ولا سيما أن الولايات المتحدة عضو مراقب فيها بجانب الاتحاد الأوروبي.

وذكر أيضا أن الخارجية سوف تطلع سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي على تأثير هذه التصريحات على السلم القاري والدولي، كما ستجري تحركات دبلوماسية أفريقية بهذا الاتجاه لأن هذه التصريحات تستهدف أفريقيا بكاملها وتسعى إلى إشعال الحرب في منطقة حوض النيل، وفقا للمصدر نفسه.

وكان الرئيس الأميركي قد تحدث عن النزاع بشأن سد النهضة -خلال اتصال هاتفي- مع قادة السودان وإسرائيل أمس الجمعة، وعن تطبيع العلاقات بين الجانبين.

"سيفجّرون السد"

وقال ترامب "لا يمكنكم لوم مصر لشعورها بقليل من الانزعاج" وأضاف "وضع خطير للغاية لأن مصر لن تتمكن من العيش بهذه الطريقة". وتابع "سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السد. قلتها وأقولها بصوت عال وواضح: سيفجرون هذا السد".

وأكد أنه توسط في اتفاق لحل النزاع لكن إثيوبيا انتهكت الاتفاق حسب قوله، وهو ما دفعه إلى قطع تمويل عنها. وحث ترامب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على إقناع أديس أبابا بقبول الاتفاق لتسوية النزاع.

وتعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.

وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، في حين تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر