قال وزير الدولة بوزارة الخارجية الإثيوبية رضوان حسين إن بلاده تقبل بالمبادرة الأفريقية لوقف الحرب في إثيوبيا، في حين أوردت وكالة رويترز أن سلطات أديس أبابا اعتقلت شخصيات بارزة من أبناء إقليم تيغراي يشتبه بدعمها لجبهة تحرير شعب تيغراي، التي تقاتل القوات الحكومية شمالي البلاد.
وصرح الوزير الإثيوبي للجزيرة إن حكومته تقبل بمبادرة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة، وستطلق حوارا شاملا ليكون المخرج لمعالجة كل قضايا البلاد، مشددا على أن أديس أبابا تحترم خيارات شعوب إثيوبيا، بما فيه خيار الاستفتاء.
ويقترح الاتحاد الأفريقي إجراء مباحثات أولية بين أديس أبابا وجبهة تيغراي، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين، تمهيدا لدخولهم في حوار من أجل إيجاد حل توافقي ينهي الحرب الدائرة.
وأضاف وزير الدولة رضوان حسين أن تصنيف سلطات بلاده لجبهة تحرير تيغراي ضمن الجماعات الإرهابية يمكن أن تنظر فيه الحكومة أو البرلمان، غير أنه حذر من أن استمرار الجبهة في ارتكاب الجرائم قد تكون عائقا لمراجعة هذا التصنيف.
وعبر المسؤول الحكومي الإثيوبي عن "عدم رضا الحكومة عن الضغوط غير الأخلاقية التي يمارسها المجتمع الدولي على إثيوبيا، إذ يركز على الحكومة ويغض النظر عما تفعله جبهة تيغراي".
وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا محمد طه توكل إن تصريح الوزير حسين يعد انفراجا أو نقلة نوعية منذ بدء الحرب في إقليم تيغراي قبل أكثر من عام.
جهود أفريقية
وتأتي تصريحات الوزير الإثيوبي في وقت يواصل فيه مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص للقرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانغو جهوده لنزع فتيل الصراع، إذ شرع في زيارات لإقليمي أمهرة وعفار شمالي إثيوبيا بهدف الوقوف على الأوضاع الإنسانية ولقاء المسؤولين فيهما.
من جهة أخرى، يجري المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان مباحثات مع مسؤولي الحكومة الفدرالية في أديس أبابا.
وسبق للمبعوثين الأفريقي والأميركي أن التقيا في العاصمة الإثيوبية الاثنين الماضي، وقالا إن ثمة بصيصا من الأمل لإنهاء القتال في البلاد بين القوات الحكومية وجبهة تيغراي وحلفائها، وأبرزهم شعب تحرير شعب أورومو.
وقال المبعوث الأفريقي أوباسانغو، وهو رئيس سابق لنيجيريا، في إفادة أمام أعضاء مجلس الأمن الاثنين الماضي "لدينا أمل أن نتوصل بحلول نهاية الأسبوع الحالي إلى خطة، تمكن من إيصال المساعدات الإنسانية، وانسحاب قوات طرفي الصراع بما يرضى الجانبين".
وأضاف أوباسانغو أن كل القادة في أديس أبابا وفي شمال البلاد يتفقون على أن الخلافات بينهما هي سياسية وتحتاج إلى حل سياسي عبر الحوار.
حملة اعتقالات
من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أن السلطات الإثيوبية اعتقلت شخصيات بارزة من عرقية تيغراي ضمن حملة اعتقالات واسعة النطاق لمن يشتبه بأنهم من أنصار جبهة تحرير شعب تيغراي، ومن بينهم مدير تنفيذي لأحد البنوك ورجال دين، إضافة لموظفين لدى الأمم المتحدة.
غير أن الشرطة نفت أي استهداف لأبناء عرقية تيغراي، وقالت إنها اعتقلت عددا من عناصر جبهة تحرير تيغراي في أديس أبابا، الذين "كانوا بصدد تنفيذ مهام إرهابية في العاصمة وضواحيها"، وأوضح مفوض شرطة العاصمة غيتو أرغاو أن فرقا مشتركة من الجيش والحرس الجمهوري والمخابرات والشرطة الفدرالية وشرطتي أديس أبابا وإقليم أورومو تم تشكيلها لتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في منازل المشتبه بهم.
وأضاف أرغاو أن السلطات عثرت في منازل المعتقلين على قنابل وأسلحة نارية وذخائر ومناظير وخرائط وبوصلة ونظام تحديد المواقع وعملات محلية وأجنبية، بالإضافة إلى هواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية، كما اعتقل عدد من المواطنين ممن كانوا يجمعون معلومات يمكن استخدامها لصالح جبهة تيغراي، وممن ينشرون معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ الأسبوع الماضي عقب تهديد من جبهة تيغراي بالزحف نحو العاصمة، وسيطرتها على مدينتين إستراتيجيتين في إقليم أمهرة، وتسمح حالة الطوارئ للسلطات باحتجاز أي مشتبه به إلى أجل غير مسمى، وتفرض على المواطنين حمل بطاقات هوية يمكن أن تشير إلى الأصل العرقي.
يذكر أن إثيوبيا هي ثاني أكبر دولة في أفريقيا من ناحية السكان، وتضم 80 عرقية.
المصدر : الجزيرة + وكالات