قائد الطوفان قائد الطوفان

أردوغان يكرر دعوته لماكرون لفحص صحته العقلية

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

جدّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأحد دعوته لنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون بالخضوع إلى فحوص لصحته العقلية بعد يوم على استدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة على خلفية تصريحات مماثلة. وفي المقابل، ندّدت فرنسا بما وصفته بـ"تأجيج للكراهية" من جانب تركيا.

وقال الرئيس التركي في خطاب متلفز إن ماكرون "مهووس بإردوغان ليل نهار".

وأضاف إردوغان: "لذا عليه (ماكرون) حقا الخضوع لفحوص" لصحته العقلية.

بدوره، ندّد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان بما سمّاه "رغبة (تركية) في تأجيج الكراهية" ضد فرنسا ورئيسها، مشيرا إلى أن السفير الفرنسي لدى أنقرة سيعود إلى باريس "للتشاور" اعتبارا من اليوم الأحد.

وانتقد لودريان على متن طائرة كانت تقلّه إلى مالي، "سلوكا غير مقبول من جانب دولة حليفة"، وقال لودريان في بيان: "في غياب أي تنديد رسمي أو تضامن من جانب السلطات التركية بعد الاعتداء الإرهابي في كونفلان سانت-أونورين، باتت تُضاف منذ بضعة أيام دعاية كراهية وافتراء ضد فرنسا".

وندّد لودريان أيضا بـ"إهانات مباشرة ضد الرئيس (ماكرون) تم التعبير عنها في أعلى مستويات الدولة التركية".

وأضاف أن "السفير الفرنسي لدى تركيا (إيرفي ماغرو) استُدعي ويعود إلى باريس اعتبارا من الأحد 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 للتشاور".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس السبت، استدعاء سفيرها لدى أنقرة، بعد أن شنّ إردوغان هجمات جديدة ضد ماكرون.

وقبل أسبوعين، ندد الرئيس التركي الذي غالبا ما يدخل في مشادات لفظية مع ماكرون، بتصريحات الرئيس الفرنسي حول "الانعزالية الإسلامية" ووجوب "هيكلة الإسلام" في فرنسا، في وقت تقدّم الحكومة الفرنسية مشروع قانون بهذا الشأن.

وقال إردوغان أمس في خطاب متلفز: "ما الذي يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية".

واستدعاء سفير "للتشاور"، بحسب التعبير المستخدم، هو خطوة دبلوماسية نادرة وستشكل سابقة على ما يبدو في تاريخ العلاقات الفرنسية التركية.

ويعود تاريخ الاستدعاء السابق لسفير فرنسي إلى شباط/ فبراير 2019، عندما أرادت باريس الاحتجاج على لقاء جمع نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويدجي دي مايو ومحتجين من "السترات الصفراء".

من جهته، ندّد الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، اليوم، برغبة إردوغان في "زعزعة الاستقرار"، قائلا إن الرئيس التركي يقدّم نفسه على أنه "حامي المسلمين بطريقة استغلالية بالكامل".

ودعا بون عبر حديث إذاعي أوروبا إلى التوقف عن التصرف "بسذاجة" حيال تركيا "كما كان يحصل خلال السنوات الـ15 الأخيرة".

الاتحاد الأوروبي يعتبر تصريحات إردوغان "غير مقبولة"

من جانبه، ندّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، بتصريحات إردوغان ضد ماكرون، معتبرا أنها "غير مقبولة" ودعا أنقرة إلى "وقف دوامة المواجهة الخطيرة".

وكتب بوريل في تغريدة "تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة. دعوة لتركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه".

رئيس الحكومة الباكستانية يتهم ماكرون بـ"مهاجمة الإسلام"

وفي سياق ذي صلة، اتهم رئيس الحكومة الباكستانية، عمران خان الأحد، ماكرون، بـ"مهاجمة الإسلام".

وفي سلسلة من التغريدات، قال خان إن تصريح ماكرون سيبث الانقسام.

وكتب خان: "هذا هو الوقت الذي كان يمكن فيه للرئيس ماكرون أن يضفي لمسة علاجية ويحرم المتطرفين من المساحة بدلا من خلق مزيد من الاستقطاب والتهميش الذي يؤدي حتما إلى التطرف".

وتابع: "من المؤسف أنه اختار تشجيع الإسلاموفوبيا من خلال مهاجمة الإسلام بدلا من الإرهابيين الذين يمارسون العنف سواء كانوا مسلمين أو متشددين بيض أو من حاملي الأيديولوجية النازية".

وقال خان: "من خلال مهاجمة الإسلام، ومن الواضح أنه من دون أي فهم له، هاجم الرئيس ماكرون وأضر بمشاعر ملايين المسلمين في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم".

وتتواجه باريس وأنقرة في عدد من الملفات، بدءًا من التوتر السائد في شرق المتوسط والنزاعين في ليبيا وفي سورية، وصولًا إلى اندلاع الاشتباكات أخيرًا في ناغورني قره باغ.

لكنّ العلاقات تصاعدت مؤخرًا إثر وصف ماكرون الإسلام هذا الشهر بأنه ديانة تعيش "أزمة" حول العالم، وأشار إلى أن الحكومة ستقدّم مشروع قانون في كانون الأول/ ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة في فرنسا. كما أعلن تشديد الرقابة على المدارس وتعزيز الرقابة على التمويل الخارجي للمساجد.

كما أشار المسؤول في الإليزيه الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى "غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال صامويل باتي"، المدرّس الذي قتل بقطع الرأس قبل أسبوع في اعتداء نفذه إسلامي قرب مدرسته في الضاحية الباريسية.

وتركيا بلد ذو غالبية مسلمة لكنه علماني، وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنه ليس جزءا من الاتحاد الأوروبي الذي بقي طلب انضمامه إليه معلقا لعقود على خلفية عدد من الملفات الخلافية.

وتوجه الرئيس التركي إلى نظيره الفرنسي قائلًا "لماذا تحاول الانشغال بإردوغان مرارا وتكرارا، الانشغال بي لن يكسبك شيئا"، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول، ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي قوله إن فرنسا "ستشهد انتخابات بعد نحو عام، وسنرى مصير ماكرون حينها، وأعتقد أن نهايته ليست بعيدة، لأنه لم ينفع فرنسا بشيء، فكيف له أن ينفع نفسه".

البث المباشر