قائد الطوفان قائد الطوفان

هل ينجح عباس بعقد مؤتمر دولي في 2021؟

محمود عباس
محمود عباس

الرسالة نت - شيماء مرزوق

يتمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشروع سياسي انتهى وتم القضاء على كل مقومات نجاحه، وبعد سلسلة الانهيارات التي أنهت أي أفق نحو تسوية وانهيار حل الدولتين، خاصة بعد موجة التطبيع التي تغزو العالم العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي فشل بعدها في اصدار بيان ادانة من جامعة الدول العربية؛ بدأ يتجه نحو مجلس الأمن في محاولة أخيرة يدرك أنها ستفشل أيضاً.

وطالب عباس الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي مطلع العام 2021 بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بهدف “الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي”، فيما يبدو أنه يعول على مغادرة ترامب البيت الأبيض.

عباس قال في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن هذا الطلب يهدف إلى “إنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله” وردا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخالفة لقرارات الشرعية الدولية”.

كما يسعى لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الفلسطينيين وإنهاء احتكار الولايات المتحدة لملف السلام.

ويسعى عباس لتحقيق عدة أهداف من الذهاب نحو مجلس الأمن أولها كسر الاحتكار الأميركي لملف التسوية والثاني محاولة تدويل القضية وحشد دعم دولي لحل الدولتين.

وفيما يبدو ان عباس الذي يسيطر عليه اليأس يعول على خسارة ترامب وفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الامريكية متجاهلاً ان كل الإدارات الامريكية السابقة لم تمنح الفلسطيني شيئا وبقيت منحازة للاحتلال.

من ناحية أخرى فإن عقد مؤتمر دولي لن يتم دون رضى الولايات المتحدة ولو جرى دون مشاركتها لن يحقق شيئا أو يؤثر في مسار العملية السياسية لعدة أسباب:

أولاً: أميركا ما زالت متمسكة بأوراق اللعبة السياسية في الشرق الأوسط وخاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي ظل غياب طرف بديل قوي ويملك أوراق ضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لن يتغير شيء في الوضع القائم.

 الثاني: لا توجد أي جهة حتى الآن مؤهلة أو قادرة على الدخول بقوة تمكنها من تحريك ملف التسوية خاصة الاتحاد الأوروبي الغاضب أيضا من سياسة ترامب اتجاهه في عدة ملفات منها الفلسطيني.

ورغم تمسك أوروبا بحل الدولتين والاتفاقات السابقة وقرارات الأمم المتحدة إلا أنها لا تملك تحريك هذا الملف، كما أن دورها تراجع خلال العقدين الأخيرين من دور سياسي إلى دور الممول.

الثالث: أسقط الجانب الفلسطيني حقه في تدويل القضية الفلسطينية أو حتى تعريبها بعدما اتجه الفلسطينيون نحو المفاوضات الثنائية المباشرة وقبولهم بالوسيط الأميركي وحده كمرجعية للمفاوضات.

الرابع: يتناسى الرئيس عباس كل المؤتمرات الدولية التي جرت سابقاً وبعضها كان برعاية أمريكية مثل أنابوليس والذي خرج بأنه يجب حل القضية خلال انتهاء العام 2008 ومع ذلك لم يتحرك للضغط على الاحتلال نحو التنازل أو القبول بإقامة دولة فلسطينية.

الخامس: الاحتلال الإسرائيلي الذي حقق خلال السنوات الماضية كل ما يريد عبر فرض سياسة الامر الواقع والاستيطان والسيطرة على كل مقدرات الفلسطينيين وجاء ترامب ليمنحه الشرعية لتلك الإجراءات، لن يقبل الجلوس على طاولة المفاوضات لأنه ليس لديه ما يتفاوض بشأنه وغير مستعد للتنازل عما حصل عليه بالقوة

البث المباشر