رغم الإجراءات الوقائية التي تفرضها لجنة الطوارئ بقطاع غزة على المواطنين في محاولة لوقف تفشي فايروس كورونا، وتصنيف عدد من المناطق "حمراء" إلا أن الغالبية يعاندون تلك القرارات وكان ذلك جليا في أعداد المصابين التي تتزايد يوما بعد آخر.
ومع تزايد اعداد المصابين ترتفع درجة الخطورة، بعدما امتلأ المستشفى الأوروبي بالمرضى، ما يتطلب مزيدا من الحملات التوعوية وارشاد الجمهور وتحذيرهم وتخويفهم، لأن الانفتاح في المجتمع من أجل استمرار عجلة الحياة لا يعني الاستهتار.
ويستقبل مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس مصابي كورونا المرضى، حيث يقول مديره د. يوسف العقاد أن الحالات المصابة تتزايد مع دخول فصل الخريف والأجواء المتقلبة.
ووصف العقاد الحالات داخل مستشفى غزة الأوروبي ما بين "مركزة وحرجة ومتوسطة"، لافتا إلى أن الحالات في العناية الحثيثة يخشى من وفاتها.
وذكر "للرسالة" أن المستشفى والمدرسة المحيطة به يستوعبان حوالي 500 حالة كحد أقصى، وأجهزة التنفس فقط 52 جهازا.
ومع تزايد الحالات الأخيرة واغلاق بعض المناطق، الا أن بعض المواطنين ينكرون اصابتهم ويظنون أنهم يعانون من حالات انفلونزا عادية، وهنا يرد مدير المستشفى العقاد: "الفحص المخبري يحدد ذلك حين يتم أخذ مسحة من الأنف"، ولا أخطاء في تشخيص الحالات.
وبعد شهور من تفشي فايروس كورونا بين المجتمع الغزي، شدد العقاد على جملة من النصائح الوقائية منها الالتزام بالكمامة الطبية والتباعد الجسدي والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وفي حال ظهرت أي أعراض تشبه فايروس كورونا لابد من التبليغ والذهاب للمستشفيات المخصصة للفحص.
وناشد العقاد أي شخص تظهر عليه أعراض كورونا التبليغ دون التكتم حفاظا على سلامة العائلة والمحيطين به.
كما أهاب مدير المستشفى الأوروبي بالمواطنين ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة حتى نتخطى هذه الجائحة، لافتا أنه في حال بقي المواطن غير مكترث ستكون وزارة الصحة والحكومة أمام معضلة حقيقية خلال أيام معدودة.
ووفق إحصائية لوزارة الصحة فإن الإجمالي التراكمي للمصابين، منذ مارس الماضي، في قطاع غزة ارتفع إلى 8019 إصابة، منها 2908 حالة نشطة و37 حالة وفاة.
وفي ذات السياق، حذر عبد الناصر صبح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين من أن قطاع غزة مقبل على وضع "خطر" بسبب ارتفاع أعداد المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد.
وقال صبح خلال لقاء صحافي إن "الحالات المسجلة خلال اليومين الماضيين في غزة تبلغ ضعف ما كانت عليه قبل أسبوعين، وهو مؤشر خطر يدلل على أننا مقبلون على أرقام أعلى في المستقبل".
وذكر أن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا يوما بعد يوم كما هو عليه الآن يهدد المنظومة الصحية في القطاع في التعامل مع الحالات المكتشفة، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تشارك وتدعم وزارة الصحة في غزة بالمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى إرساء برنامج مؤخرا لديه القدرة على توقع صمود المنظومة الصحية في ظل الإحصائيات اليومية.
وذكر صبح أن البرنامج رصد قبل شهر أن قدرات المنظومة الصحية في غزة التي تشمل عدد أسرة العناية المكثفة والفارغة في المستشفيات تستطيع الصمود 92 يوما لمواجهة الفيروس.
وكشف أن المؤشر "بدأ يعطينا أن المنظومة تستطيع الصمود لمدة 45 يوما فقط"، لافتا إلى وجود "خط أحمر" إذا ما أفاد المؤشر بأن المنظومة تستطيع الصمود لمدة 30 يوما فقط، محذرا من أن استمرار الحال على ما هو عليه "سيؤدي إلى انهيار في المنظومة الصحية".
وأبرز أن منظمة الصحة العالمية "لا تفضل أن يكون هناك إغلاق شامل في القطاع وما نفضله أن يلتزم السكان بالإجراءات الوقائية"، معتبرا أن الالتزام سيقلل من انتشار المرض ويعطي حيزا من الأمان للمنظومة الصحية في التعامل مع الحالات المنتشرة لمدة أسابيع.