قائد الطوفان قائد الطوفان

أولويات بايدن: مكافحة كورونا وتوحيد أميركا

وكالات- الرسالة نت

باشر الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، استعداداته لانتقاله إلى البيت الأبيض، مع تحديد أولويّتين هما مكافحة وباء كورونا وإعادة توحيد أميركا المنقسمة. ويشكل بايدن اليوم، الإثنين، خلية أزمة سعيا لاحتواء تفشي كورونا في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا من جراء الفيروس، الذي أودى حتّى الآن بحياة أكثر من 237 ألف شخص في الولايات المتحدة.

ومن دون توجيه أيّ كلمة إلى خصمه، احتفل بايدن "بفوزه المقنع"، وفي إطار مسعى لرأب الشرخ، مَدّ بايدن في الوقت نفسه يده إلى ناخبي الرئيس الجمهوري، مؤكّداً أنّه يتفهّم "خيبة الأمل"، وذلك في خطاب حماسي في معقله بولاية ديلاوير، أمام حشد كبير تجمّع داخل سيّارات، في جوّ احتفالي.

وستضمّ خلية الأزمة علماء وخبراء، وستكون مكلّفة بوضع "خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 كانون الثاني/يناير 2021"، يوم تنصيبه.

وأُعلِنت في وقت سابق تدابير عدّة لمكافحة الوباء، أبرزها إجراء حملة فحوص وطنيّة وجعل الكمامة إلزامية في المباني الفدرالية، ومجّانية اللقاح المستقبلي. ويعتزم بايدن أيضاً إلغاء انسحاب الولايات المتّحدة من منظّمة الصحّة العالميّة.

كما يعتزم الرئيس المنتخب إعادة الولايات المتّحدة إلى اتّفاق باريس للمناخ وإلغاء المرسوم المتعلّق بالهجرة، الذي يحظّر دخول مواطني دول عدّة ذات أغلبيّة مسلمة إلى الأراضي الأميركية.

مؤيدو ترامب في ولاية بنسلفانيا، أمس (أ.ب.)

ومن المقرّر أن تضمّ إدارة بايدن ممثّلين للجناح اليساري للحزب والوسطيّين وربّما بعض الجمهوريّين. ومع ذلك، فإنّ الغالبيّة في مجلس الشيوخ والتي ستحدّد في اقتراع محموم في جورجيا، في كانون الثاني/يناير، قد تؤثّر في خياراته. فإذا احتفظ الجمهوريّون بالغالبيّة في مجلس الشيوخ، قد يرفض زعيمهم، ميتش ماكونيل، ترشيح شخصيّات لا تروق له كثيراً.

وسيؤثّر موقف ترامب في الأيّام المقبلة أيضاً على هوامش عمل بايدن حتّى قبل 20 كانون الثاني/يناير. فمن أجل الوصول إلى معلومات من الوكالات الفدراليّة، يحتاج الأمر إلى قرار إداري يفعّل عملية الانتقال.

وقد يتأخّر ذلك بسبب رفض ترامب الاعتراف بهزيمته. وفي دليل على أنّه ليس مستعدّاً بعد للإقرار بهزيمته، كرّر ترامب، صباح أمس، على تويتر مزاعم "الانتخابات المسروقة" قبل توجّهه إلى ممارسة لعبة الغولف.

وفي موقف يتمايز عن الصفّ الجمهوري، شكرَ الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، بايدن "على هذا الخطاب الوطنيّ"، وهنّأه عبر الهاتف على فوزه في "انتخاباتٍ نزيهة" أعطت حكماً "واضحاً".

وقال الديموقراطي، جيمس كلابيرن، لشبكة "سي إن إن"، إنه "لا يهمّني إذا اعترف دونالد ترامب بهزيمته أم لم يعترف، ما يهمّني هو أن يساعدنا الحزب الجمهوري في الحفاظ على سلامة ديموقراطيتنا".

وبدا أنّ السناتور الجمهوري، روي بلانت، يمهّد الطريق لذلك. وقال لقناة "إيه بي سي"، إنه "حان الوقت لأن يترك الرئيس محاميه يتحدّثون ويقدّمون حججهم إلى المحاكم والأميركيين، ثم يمكننا المضي قدما".

أما السناتور الجمهوري ميت رومني، أحد منتقدي ترامب، فقال "لن نغيّر الرئيس، فهو ما هو عليه، ولديه علاقة مرنة مع الحقيقة"، مضيفا "أنا مقتنع بأنّه سيقاتل حتّى النهاية. لكنّي متأكّد أيضاً أنّه بمجرّد استنفاد كلّ الوسائل المتاحة، سيقبل بالأمر الذي لا مفرّ منه".

ويواجه ترامب ضغوطا للتعاون مع فريق بايدن لضمان انتقال سلس للسلطة عندما تتولى الإدارة الجديدة السلطة. وتم تكليف إدارة الخدمات العامة بالاعتراف رسميًا ببايدن كرئيس منتخب، والذي يبدأ عملية الانتقال. لكن مديرة الوكالة المعينة من قبل ترامب، إميلي ميرفي، لم تبدأ العملية ولم تقدم أي إرشادات بشأن موعد القيام بذلك.

ويثير هذا الافتقار إلى الوضوح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب، الذي لم يعترف علنًا بفوز بايدن وادعى أن الانتخابات مسروقة، سيعيق الديمقراطيين أثناء محاولتهم تشكيل حكومة.

ولا توجد سابقة تذكر في العصر الحديث لرئيس يضع مثل هذه العقبات أمام خليفته. والمخاطر كبيرة بشكل خاص هذا العام لأن بايدن سيتولى منصبه وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي سيتطلب استجابة حكومية شاملة.

وغرد جين بساكي، مساعد انتقالي لبايدن الأحد قائلا "الأمن القومي الأمريكي والمصالح الاقتصادية تعتمد على إشارة الحكومة الفيدرالية بوضوح وبسرعة إلى أن حكومة الولايات المتحدة ستحترم إرادة الشعب الأمريكي وتنخرط في انتقال سلس وسلمي للسلطة".

كما حث المجلس الاستشاري للمركز غير الحزبي للانتقال الرئاسي إدارة ترامب على "البدء فورًا في عملية الانتقال بعد الانتخابات وفريق بايدن للاستفادة الكاملة من الموارد المتاحة بموجب قانون الانتقال الرئاسي".

البث المباشر