بدأ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بتشكيل إدارته معلنا عن اسم كبير موظفي البيت الأبيض المقبل، في حين تواصل الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الطعن في نتائج الانتخابات، وسط دعوات من جمهوريين للقبول بها.
وأعلن بايدن فجر اليوم الخميس أنه اختار رونالد كلاين، الذي كان مدير مكتبه عندما كان نائبا للرئيس السابق، لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارته المقبلة.
وقال بايدن في بيان إن كلاين "كان بالنسبة لي لا يقدر بثمن على مدى السنوات العديدة التي عملنا فيها معا"، مضيفا أن "خبرته العميقة والمتنوعة وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية هي بالضبط ما أحتاج إليه في كبير موظفي البيت الأبيض في هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمة ونعيد فيه توحيد بلادنا".
وكان كلاين (59 عاما) مسؤولا عن التعامل مع ملف فيروس إيبولا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ومن المتوقع أن يكون شخصية رئيسية في تصدي بايدن لأزمة كورونا، حيث وجّه كلاين انتقادات حادة لتعامل ترامب مع الجائحة.
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون عبر تويتر أنه اتصل هاتفيا ببايدن لتهنئته بفوزه في الانتخابات، وقال "لا يوجد أصدقاء ولا حلفاء أعظم من أستراليا والولايات المتحدة.. أتطلع إلى تعزيز تحالفنا العميق والدائم بشكل أكبر".
ومن ناحيته، قال السيناتور الديمقراطي البارز بيرني ساندرز لشبكة "سي إن إن" (CNN) إنه سيقبل تولي منصب وزير العمل إذا طلب منه بايدن ذلك.
واستعان بايدن بخبراء ماليين وتجاريين ومصرفيين في فريقه الانتقالي الذي يتنوع أعضاؤه ما بين رفاقه الديمقراطيين والنشطاء التقدميين.
نزاهة الانتخابات
وعلى الجانب الآخر، قال المتحدث باسم حملة ترامب إن قرار ولاية جورجيا إعادة فرز الأصوات يمثل خطوة هامة باتجاه ضمان نزاهة الانتخابات واحتساب جميع الأصوات.
وكان سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر قد قال إن سلطات الولاية ستقوم بإعادة فرز شامل لأصوات الناخبين، متوقعا ألا تنتهي العملية قبل يوم 20 من الشهر الجاري.
وعلل رافينسبيرجر القرار بضيق الفارق بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب، وهو في حدود 14 ألف صوت، مضيفا "لا مجال أمامنا للتقريب أو التقدير، وإنما يلزمنا الحساب بدقة. سنواصل العملية مع إدراكنا لأهميتها ليس فقط بالنسبة لولاية جورجيا وإنما بالنسبة لأميركا كلها".
وفي الوقت نفسه، توجّه فريق ترامب إلى محكمة اتحادية لمحاولة منع ولاية ميشيغان من التصديق على نتائج الانتخابات، حيث يتخلف ترامب بنحو 148 ألف صوت في إحصاء غير رسمي لمجمل أصوات الولاية، لكن المسؤول بالولاية جيك رولو قال في بيان إن حملة ترامب تروج لمزاعم كاذبة لتقويض الثقة العامة في الانتخابات.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر إنه يتم استغلال مفوض الانتخابات الجمهوري في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا آل شميدت من قبل وسائل إعلام وصفها بالمزيفة بشكل كبير لشرح أن الانتخابات في فيلادلفيا جرت بطريقة نزيهة.
وقال ترامب إن شميدت محسوب على الجمهوريين بالاسم فقط، واتهمه بتجاهل جبل من الفساد والخداع، على حد تعبيره.
وكان شميدت قد قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن الانتخابات هي الأكثر شفافية وأمانا في تاريخ المدينة، مضيفا أنه لم يرصد أي احتيال أو تزوير واسع النطاق، وأن فرز الأصوات لا يزال مستمرا.
ونشر ترامب تغريدة أخرى قال فيها "سنفوز"، كما أكد في تغريدة ثالثة "يتساءل الجميع لماذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة غير دقيقة عندما تعلق الأمر بي؟ لأنها مزيفة تماما مثل الكثير من وسائط الإعلام التي عفا عليها الزمن".
وقال أيضا في إحدى تغريداته إن ولايتي بنسلفانيا وميشيغان لم تسمحا لمراقبي حملته بالمتابعة أو المراقبة، مضيفا "لذلك فإنني أفوز بسهولة بكلتا الولايتين. أبلغوا عن هذه الأخبار!".
ونُقل عن أحد محامي ترامب إقراره بعدم وجود تزوير أو تأثير على الناخبين في مقاطعة مونتغمري في ولاية بنسلفانيا.
وقال المدعي العام الجمهوري في ولاية أريزونا مارك برنوفيتش إنه لا توجد أدلة حتى الآن على عمليات تزوير في ولاية أريزونا، أو أي مخالفات أخرى من شأنها التأثير على نتائج الانتخابات.
من جهة أخرى، قالت بعثة مراقبي منظمة الدول الأميركية، التي حضرت الانتخابات بدعوة من وزارة الخارجية، إنها لم تلاحظ أي انتهاكات أو عمليات تزوير قد تُؤثر على نتائج الانتخابات المعلنة.
وأضاف المراقبون، في تقرير أولي، أنهم لم يقفوا على انتهاكات، مؤكدين أنهم انتشروا يوم الاقتراع في ولايات، منها جورجيا وميشيغان وأيوا وميريلاند. كما أكدوا على حق ترامب في التوجه للقضاء للمطالبة بالتدقيق في النتائج، لكنهم حذروا من الشائعات.
قبول أم رفض؟
من جهتها، نقلت شبكة "إن بي سي" (NBC) عن مستشارين لترامب قولهم إن الرئيس قد يقبل نتائج الانتخابات، لكنه لن يعترف بالخسارة حتى بعد المصادقة على الأصوات في الولايات المتنازع عليها.
أما شبكة "سي إن إن" فنقلت عن مصدر مطلع قوله إن ترامب التقى الثلاثاء بمستشاريه السياسيين ومستشاريه بالبيت الأبيض لمناقشة الخطوات المقبلة في إستراتيجيته القانونية.
وأضافت الشبكة أن ترامب بدا متشككا في جهود فريقه القانونية لكنه يعتزم الاستمرار في الطعون، رغم أن بعض مستشاريه يقولون سرا إنه لا توجد فرصة.
وأوضحت الشبكة أن أحد الجمهورييين المقربين من البيت الأبيض توقع أن تتوصل الجهود القانونية إلى نتيجة بحلول الأسبوع المقبل. وبمجرد أن يتم ذلك سيزداد الضغط على الرئيس للقبول بأن بايدن سيكون الرئيس المقبل.
وبدوره، قال السيناتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا بات تومي "أعتقد أنه سيكون من الأفضل الشروع في عملية نقل السلطة وأتوقع ذلك قريبا. يبدو أن الأمور تتجه إلى المصادقة قريبا على فوز بايدن بالرئاسة".
وذكرت تقارير إعلامية أن وزراء سابقين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حثوا إدارة ترامب على السماح ببدء نقل السلطة إلى بايدن.
كما أفاد موقع "أكسيوس" (Axios) نقلا عن 3 مصادر مطلعة بأن قرار ترامب طرد وزير الدفاع مارك إسبر وتعيين قائم بالأعمال هو مؤشر على نية إدارة ترامب الإسراع في سحب القوات من الشرق الأوسط وأفغانستان قبل نهاية رئاسته في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأشار مسؤول رفيع إلى أن موجة الإقالات في وزارة الدفاع (البنتاغون) تأتي في سياق تصفية ترامب حساباته الشخصية.
غير أن مسؤولين كبارا آخرين في البيت الأبيض قالوا إن الإدارة وجهتهم للتحدث علنا عن الانسحاب من أفغانستان قبل نهاية العام.
وتنافس الرجلان على الظهور في يوم المحاربين القدامى، حيث زار ترامب مقبرة أرلينغتون الوطنية قرب واشنطن ووضع إكليل زهور على قبر الجندي المجهول، في الوقت نفسه تقريبا شارك بايدن في مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحرب الكورية في فيلادلفيا.
وامتنعا عن الإدلاء بتصريحات خلال المناسبتين، لكن بايدن قال على تويتر "سأكون قائدا عاما يحترم تضحيتكم، ويتفهم خدمتكم ولن يخون أبدا المبادئ التي حاربتم بشجاعة كبيرة للدفاع عنها"، في حين نشر البيت الأبيض بيانا ذكر فيه المكاسب التي تحققت للمحاربين القدامى في ظل حكم ترامب.
المصدر : الجزيرة + وكالات