أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أمس الخميس مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف أول أمس الأربعاء فعالية في مقبرة لغير المسلمين في مدينة جدة السعودية وأوقع 7 مصابين.
وقال التنظيم إن هجوم جدة استهدف بالدرجة الأولى القنصل الفرنسي الذي حضر الاحتفال، وإن استهدافه جاء على خلفية إصرار حكومة بلاده على نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
استهداف قنصل فرنسا
وأضاف التنظيم في بيان صدر عبر إحدى قنواته الرسمية على تطبيق تليغرام "تمكنت مفرزة أمنية من جنود الخلافة من زرع عبوة ناسفة في مقبرة (الخواجات) بحي البلد في مدينة جدة أمس، وبعد تجمع عدد من قناصل دول الصليب قربها فجرها المجاهدون عليهم، مما أدى لإصابة عدد منهم".
ووقع الانفجار أثناء مراسم لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، شاركت فيها سفارات أجنبية بمدينة جدة، مما أوقع إصابات عديدة.
ويعد الهجوم ثاني حادث أمني يقع في المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، كما أنه أول هجوم تفجيري -على ما يبدو- يستهدف أجانب في المملكة.
وأضاف التنظيم في بيان ثان نشرته وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم أن "الهجوم استهدف بالدرجة الأولى القنصل الفرنسي الذي حضر الاحتفال على خلفية إصرار حكومة بلاده على نشر الرسوم المسيئة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودين الإسلام".
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دعا متحدث باسم تنظيم الدولة أنصار التنظيم لاستهداف غربيين وخطوط أنابيب نفط وبنية تحتية اقتصادية في السعودية.
هجوم هولندا
وأطلق مجهولون وابلا من الرصاص على السفارة السعودية في هولندا قبل فجر الخميس دون أن يصاب أحد في الواقعة، وفي أواخر الشهر الماضي اعتقلت السلطات سعوديا مسلحا بسكين بعد أن هاجم حارسا عند القنصلية الفرنسية في جدة.
من جهة أخرى تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالضرب بيد من حديد لما سماه "التطرف" في السعودية، التي قال إنها "استطاعت القضاء على مشروع أيديولوجي صنع على مدى 40 سنة".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن محمد بن سلمان قوله "سنستمر في الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا"، لكنه لم يشر مباشرة إلى هجوم مقبرة جدة.
وأكد التزام بلاده "بمواجهة التطرف ورفض كل الأعمال الإرهابية". وقال "المملكة في الوقت الذي تدين وتنبذ فيه كل عمل إرهابي أو ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف، وتلتزم بمواجهة خطاب التطرف، فإنها ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب".
بيئة خصبة للتطرف
ودعا ولي العهد السعودي إلى أن "يتوقف العالم عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية والوطنية تحت شعار حرية التعبير لأن ذلك سيخلق بيئة خصبة للتطرف والإرهاب".
وقال إن بلاده ترفض "أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتؤكد أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح، كما أن الإسلام يجرم هذه العمليات الإرهابية ويحرم إراقة الدماء ويمنع الغدر بالآمنين وقتلهم من دون وجه حق".
ووعد محمد بن سلمان بالاستمرار في مواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة. كما قال إن الفساد يستهلك ما بين خمسة 5% و15% من ميزانية الدولة.
واختتمت السعودية في يناير/كانون الثاني 2019 حملة قالت إن هدفها مكافحة الفساد، وشملت اعتقال العديد من أفراد النخبة السياسية والاقتصادية في المملكة.
واعتبر منتقدون أن الحملة ما هي إلا إحكام من ولي العهد لقبضته على السلطة، إذ عمد إلى تهميش أي منافسين محتملين له.
المصدر : وكالات