قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد فتح رياض الأطفال.. التخوفات لا تزال قائمة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-مها شهوان

أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية الأسبوع الماضي، عن إعادة فتح دور الحضانات المرخصة في جميع محافظات قطاع غزة، مع ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة من فيروس كورونا، بعدما أغلقت عقب الإعلان عن تسجيل حالات إصابة بكورونا داخل المجتمع.

ما أعلنته وزارة التنمية الاجتماعية لم يرق لكثير من القائمين على رياض الأطفال وحتى أولياء الأمور، رغم الخسائر المادية التي عانوا منها منذ مارس بداية الجائحة في قطاع غزة، وذلك لعدة أسباب منها عدم السيطرة على الأطفال في الالتزام بالإجراءات الوقائية داخل الحضانة.

تقول هناء الجعفراوي مديرة روضة الهناء: "القائمون على رياض الأطفال بإمكانهم الالتزام بالإجراءات الوقائية لكن الأطفال لا يلتزمون حتى بارتداء الكمامة، مما يسهل نقل الفايروس لهم من زملائهم حال كان أي منهم مصابا".

وتضيف "للرسالة": في الفصل الواحد يكون ما بين عشرة إلى خمسة عشر طفلا، وفي حال كانت المعلمة تضبط الكمامة للطفل يكون زميله يخلع كمامته وهكذا، فالسيطرة على الأطفال في ظل وباء كورونا صعب".

وبحسب الجعفراوي فإن وقاية الطفل داخل حضانته لا تقتصر على ارتدائه للكمامة فقط، منهم يأتي بالباص وآخر بالسيارة وقد يأتي لفصله بالعدوى من الأماكن التي جاء منها"، مؤكدة أنها ستواصل اغلاق حضانتها رغم الخسائر المادية التي لحقت بها وبالمعلمات.

أما والدة الطفلة سارة مقداد، فترفض عودة ابنتها ذات الأربع سنوات – تمهيدي – للروضة، فرغم أنها السنة الأولى لها ومهمة، إلا أنها تفضل بقاءها في البيت لأن زملاءها في الفصل سيكونون من مناطق مختلفة ولا تضمن سلامتهم الوقائية.

تحكي "للرسالة" أن طفلتها صغيرة يمكن أن تتخلى عن كمامتها بأية لحظة أو تقترب من زملائها، فالأطفال يستكشفون كل شيء جديد في عالم الروضة، لذا الأفضل أن تتعب الأم وتبدأ بتدريس صغارها من البيت بدلا من تعريضهم لخطر الإصابة بفايروس كورونا.

وتبقى المعلمات في رياض الأطفال هن المتضرر الأكبر واللواتي يتقاضين رواتب بسيطة لا تتجاوز المائة دولار وأقل، وأصبحن عاطلات عن العمل منذ مارس الماضي، دون أي مبلغ بسيط يحصلن عليه من إدارة الحضانة التي يعملن بها.

تقول أماني: كنت أساعد زوجي مع أن ما كنت أتقاضاه بسيطا، والان بعد اغلاق رياض الأطفال ابسط الاحتياجات التي كنت أوفرها لم يعد بمقدورنا تدبيرها خاصة وزوجي لديه بسطة صغيرة وتضرر عمله كثيرا بسبب كورونا".

وتضيف: حاولت أن اعطي دروسا خصوصية في البيت واستمريت مدة شهر لكن سرعان ما توقفت بعد انتشار الفايروس بين المجتمع، فأصبحت أخشى أن ينقل الصغار الفايروس لعائلتي".

يذكر أن الأسبوع الجاري سيتم فتح رياض الأطفال المرخصة، ضمن الخطوات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في المرحلة الأولى والثانية من العودة الآمنة للمدارس وفقاً للبروتوكول الصحي الخاص بالدوام بالمؤسسات الحكومية والخاصة.

وستكون هناك متابعة مشددة لرياض الأطفال لوضعها الخاص حيث أنه يتم التعامل مع فئة عمرية حرجة، سيتم تخصيص الأسبوع الأول من الدوام لتوعية الأطفال بطرق الوقاية والاهتمام بالنظافة الشخصية.

يذكر أن العشرات من الخريجين في قطاع غزة لجئوا إلى افتتاح مشاريع رياض الأطفال تحت إشراف وزارة التعليم تجنبا للبطالة، لكن جائحة كورونا تسببت بالضرر لهم بما فاق إمكاناتهم المتواضعة.

ووفق إحصائية وزارة التربية والتعليم بغزة؛ هناك أكثر من 695 روضة مرخصة تعمل بها 2851 مربية لم يتلقوا مساعدات في سياق الجائحة التي بدأت مارس 2020م.

البث المباشر