حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اليمن الآن مهدد بأسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود، وقال إنه في حال عدم اتخاذ إجراء فوري قد تزهق ملايين الأرواح.
ويأتي تحذير غوتيريش في الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة بوضع جماعة الحوثي اليمنية في القائمة السوداء في إطار حملة "الضغوط القصوى" على إيران، وأثار موظفو الإغاثة مخاوف من أن مثل هذه الخطوة قد تمنع وصول المساعدات اللازمة لإنقاذ الأرواح إلى البلاد.
وأرجع غوتيريش سبب المجاعة في اليمن إلى الانخفاض الكبير في تمويل عمليات الإغاثة والفشل في الحفاظ على الدعم الخارجي للاقتصاد اليمني، ولا سيما في استقرار قيمة الريال.
وحث غوتيريش كل من لهم نفوذ على التصرف بشكل عاجل لدرء الكارثة، وأن يتجنب الجميع اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يجعل الوضع المتردي بالفعل أسوأ.
وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 80% من سكانه إلى المساعدات.
وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارك لوكوك إن المنظمة الأممية تلقت أقل من نصف احتياجاتها هذا العام (نحو 1.5 مليار دولار) لعملياتها الإنسانية في اليمن. وكانت المنظمة قد تلقت 3 مليارات دولار العام الماضي.
وقال دبلوماسي غربي كبير إن وضع الولايات المتحدة الحوثيين على القائمة السوداء "لن يسهم بالتأكيد في إحراز تقدم في اليمن".
وأضاف الدبلوماسي -الذي طلب عدم نشر اسمه- "يريدون على الأرجح فعل كل ما يلزم لزيادة الضغط على إيران".
وأوضح "ستواجه دول عديدة مشاكل في التعامل معهم (الحوثيون)، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية (السلام) برمتها وعمل الأمم المتحدة كذلك".
وأكد مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية صحة تقارير تفيد بأن إدارة دونالد ترامب تضع الأسس تمهيدا لإعلان خطوتها ضد جماعة الحوثي.
وقال دبلوماسي غربي في الخليج مطلع على ملف اليمن "إذا تم تصنيفهم منظمة إرهابية فستكون لذلك عواقب كثيرة".
وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن منظمته انضمت إلى مجموعات إنسانية أخرى "في الإعراب عن القلق العميق إزاء احتمال خلق عقبات إضافية لا يمكن تجاوزها أمام تقديم المساعدات الحيوية في اليمن".
وأضاف في بيان أنه إذا مضت الولايات المتحدة قدما في هذه الخطوة فإن عليها إصدار "إعفاءات واضحة لا لبس فيها" من شأنها أن تسمح لعمال الإغاثة بالعمل دون خشية من التداعيات القانونية.
وفي صنعاء، يشعر عمال الإغاثة بأن المسألة على وشك التحقق.
وتحدثت عاملة إغاثة عن تحذيرات لموظفين أميركيين والطلب منهم الانتقال إلى جنوب اليمن أو مغادرة البلاد.
ورد الحوثيون بغضب على احتمال إدراج الولايات المتحدة حركتهم في القائمة السوداء، معتبرين أن ترامب لا يملك الحق في ذلك بعد فشله في الفوز بولاية ثانية.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد صرح في يوليو/تموز الماضي بأن هناك 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي (من أصل 30 مليونا).
وأضاف "يجب إنقاذ ملايين الأرواح في اليمن، وعلينا التحرك الآن"، مشددا على أن الوضع لا يحتمل الانتظار.
ولفت المكتب إلى أن الأمم المتحدة قدمت مساعدات إنسانية لـ15 مليون يمني منذ ديسمبر/كانون الأول 2019 حتى يوليو/تموز الماضي.
وفي الأول من يوليو/تموز أعلنت الأمم المتحدة أنها تسلمت 558 مليون دولار فقط من أصل مليار و35 مليون دولار تعهد بها المانحون قبل نحو شهر من ذلك التاريخ لدعم الاستجابة الإنسانية باليمن.