تعهدت إيران اليوم الثلاثاء بالانتقام لمقتل العالم النووي محسن فخري زاده الذي اغتيل يوم الجمعة الماضي قرب طهران، واعترفت في الوقت ذاته بأنه كان من الممكن إحباط العملية بالقليل من الإجراءات.
وبينما صعّدت لهجتها إزاء دولة عربية اتهمت إيران أطرافا بالسعي إلى جر المنطقة للحرب قبل رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن إيران سترد على جميع الأطراف التي شاركت في عملية اغتيال العالم محسن فخري زاده.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن الرد الإيراني على عملية الاغتيال سيكون قاسيا، وأن أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل.
وقال "للأسف فقط هناك دولة واحدة في المنطقة لم تعلن موقفها من اغتيال العالم الإيراني، وعليها أن تعيد النظر في سياساتها، باقي الدول العربية المجاورة لنا نددت بالجريمة عبر نشر بيان أو اتصال هاتفي مع وزير الخارجية، نأمل أن تكون المواقف التي شهدناها دليلا على تراجع بعض الدول العربية عن سياساتها السابقة تجاه إيران".
وقال "إذا رصدنا دورا لأي طرف في جريمة الاغتيال فسنرد عليه دون شك، وردنا سيكون صارما وقاسيا على منفذي ومخططي الجريمة وكل الأطراف المساهمة فيها".
ضرب الإمارات
ولم يذكر المتحدث اسم الدول العربية التي طالبها بمراجعة سياساتها تجاه إيران.
لكن موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني نقل أن إيران هددت بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للإمارات ردا على اغتيال فخري زاده.
وقال الموقع البريطاني -نقلا عن مصدر إماراتي لم يذكر اسمه- إن طهران اتصلت بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بشكل مباشر، وأبلغته أنها ستوجه ضربة إلى بلاده ردا على اغتيال فخري زاده.
وأكد المصدر الإماراتي -حسب الموقع البريطاني- أن طهران ستحمّل الإمارات مسؤولية اغتيال العالم النووي في حال تعرضت لهجوم أميركي محتمل.
بومبيو ونتنياهو وبن سلمان
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن هناك جهودا أميركية إسرائيلية لتصعيد التوتر في المنطقة قبل نهاية ولاية الرئيس ترامب.
وربط ظريف بين اغتيال محسن فخري زاده وما وصفها بزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المستعجلة إلى المنطقة واللقاء الثلاثي في السعودية وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال "كلها تؤكد على وجود هذه المؤامرة التي كان اغتيال محسن فخري زاده جزءا منها".
واعتبر ظريف أن تحالف بومبيو ونتنياهو وولي العهد السعودي هو "تحالف الشر"، على حد تعبيره.
عتراف بالتقصير
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الإيرانية أنه كان بإمكان بلادها منع عملية اغتيال العالم النووي فخري زاده بقليل من العناية والالتزام بالبروتوكولات الأمنية.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي إن اغتيال فخري زاده كان يهدف لتقويض الإستراتيجيات السياسية الإيرانية وزعزعة أمن المنطقة.
وأضاف "كان مكان الاغتيال متوقعا، وبقليل من العناية والالتزام ببروتوكولات الحماية كان بإمكاننا منع هذه الجريمة".
تطورات الاتفاق النووي
وفي شأن آخر، قال ربيعي إن الحكومة تعارض وقف العمل بالبروتوكول الإضافي التابع لمعاهدة الحد من الانتشار النووي، لأن وقفه لن يسهم في رفع العقوبات المفروضة على إيران.
وأضاف أن اتخاذ أي قرار بشأن الاتفاق النووي من صلاحيات مجلس الأمن القومي الإيراني.
وقال إن "طلب البرلمان تخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وإلغاء العمل بالبروتوكول الإضافي لن يؤديا لرفع العقوبات المفروضة على إيران، بل سيؤديان إلى فرض العقوبات بشكل دائم".
وأوضح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن العمل بالملحق الإضافي التابع لمعاهدة الحد من الانتشار النووي لا يشكل عائقا أمام إيران في تخصيب اليورانيوم.
وأشار إلى أن وقف العمل بالملحق الإضافي سيؤدي إلى زيادة الشكوك بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال كمالوندي إن إيران تواصل أنشطتها النووية دون توقف، وإنها قادرة على تركيب أجهزة طرد مركزية قديمة وأخرى من الجيل الجديد.
وأشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم يبلغ 3800 كيلوغرام، وأن العمل في مفاعل أراك للماء الثقيل متواصل.
وجاء الموقف الحكومي بعد أن وافق البرلمان الإيراني في وقت سابق اليوم الثلاثاء على الإطار العام لمشروع قرار بشأن إلغاء العقوبات وضمان المصالح القومية.
ويشمل مشروع القرار 9 بنود، من بينها مطالبة الحكومة الإيرانية بالتراجع عن بعض التزاماتها في الاتفاق النووي، وإلغاء البروتوكول الإضافي للاتفاق في حال لم يحقق مصالح إيران منه ولم تف الدول الأوروبية بتعهداتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات