مع اقتراب انتهاء مهلة "سرت"

"سلطة فتح" يائسة والعرب عاجزون بشأن الاستيطان

 

غزة- ياسمين ساق الله- الرسالة نت             

أيام قليلة وتنتهي مهلة قمة "سرت" اللبيبة التي منحتها الشهر الماضي للإدارة الأمريكية من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة بسبب استمرار الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

وفي هذا الصدد يرى محللون أن سلطة فتح ولجنة المتابعة العربية لا يملكوا جديدا على صعيد اتخاذ القرارات الجادة بعد انتهاء مهلة "سرت"، مؤكدين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن أي قرارات سيتخذها العرب بعد انتهاء المهلة سيكون سقفها أمريكيا.

وكانت "لجنة المتابعة" منحت في الثامن من الشهر الماضي واشنطن مهلة شهر لاستنفاد جهودها الرامية لإقناع (إسرائيل) بتمديد قرار تجميد الاستيطان لكي يكون ممكناً استئناف المفاوضات.

وبدأت مفاوضات التسوية في الثاني من أيلول (سبتمبر) في واشنطن بعد توقف استمر 20 شهرا وتعثرت لدى استئناف البناء في المستوطنات بالضفة.

يائسة

أما سلطة فتح التي تعتبر شريكة في عملية المفاوضات المتعثرة مع الاحتلال, تقول على لسان المتحدث باسم رئاسة سلطة فتح  نبيل أبو ردينة : لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد انتهاء مهلة الشهر حيث ستبلغ واشنطن بما توصلت إليه بشكل نهائي مع "إسرائيل" وبناء على ذلك سيتم بحث الموقف ودراسة الشروع بالخيارات المتاحة".

وأوضح أبو ردينة في تصريحات صحفية, أن السلطة الفلسطينية لم تتلقى أية إشارات مشجعة من إدارة اوباما بشأن الاستيطان، مضيفا: واشنطن أبلغت رام الله استمرارها في جهودها مع "إسرائيل" لكن ليس هناك حتى اللحظة أي إشارات مشجعة لنجاحها في إقناع "إسرائيل" بوقف الاستيطان".

وبشأن الخيارات المتاحة أمام سلطة فتح ، نفى أبو ردينة نية رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس الاستقالة من منصبه ردًا على استمرار تعثر المفاوضات، متابعا :"إن الخيارات المتاحة فلسطينيا مفتوحة وسيتم اللجوء إليها بالتتابع".

واتفقت لجنة المتابعة العربية على عقد اجتماع آخر لها خلال شهر للنظر في البدائل التي بدأت تتبلور، والتي ستعمل على دراستها والتشاور بشأنها, محملة في الوقت ذاته الحكومة الإسرائيلية مسؤولية توقف المفاوضات، نتيجة لاستمرارها في سياستها الاستيطانية.

لا جديد

بدوره،  يؤكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن سلطة فتح ولجنة المتابعة لا تملكان القدرة على اتخاذ قرارات جادة بعد انتهاء المهلة العربية لواشنطن، وبالتالي من المتوقع تمديد المهلة العربية من جديد لإعطاء فرصة لأمريكا للضغط مجددا على نتنياهو لوقف الاستيطان.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر د.ناجي شراب، فأوضح أن مصير مستقبل سلطة فتح مرتبط بالمفاوضات، مستبعدا في الوقت ذاته إعلان عباس ولجنة المتابعة فشل المفاوضات.

في حين يؤكد المحلل السياسي د. أسعد أبو شرخ أن "إسرائيل" وأمريكا لن يقدموا تنازلات لأحد، وان المرحلة المقبلة ستشهد ضغط أمريكي كبير على العرب وسلطة فتح لإيجاد حل للعودة للمفاوضات.

ووضع عباس سبعة خيارات امامه في حال فشلت المفاوضات منها أن يتم الطلب من الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وإلا اللجوء إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لطلب الاعتراف بحدود الدولة.

لا بديل عن مفاوضات

وفي هذا الصدد يقول شراب، سلطة فتح غير قادرة على اتخاذ قرار جاد طيلة عملية التفاوض، لذا خيار التوجه لمجلس الأمن دون دعم أمريكي غير قائم، كما أن خيار حل سلطة فتح سيترتب عليه تبعات كثيرة تضر بها"،  مضيفا:  رغم العراقيل التي تواجه المفاوضات إلا أن "السلطة" لديها أمل بعيد بعودة المفاوضات لاسيما بعد نتائج انتخابات الكونغرس الأمريكي" .

في حين يقول أبو شرخ:" سلطة فتح لديها الخيارات إن أرادت , كإعادة اللحمة الوطنية وتفعيل مقاومة الضفة والذهاب للعالم والمطالبة بفرض عقوبات على "إسرائيل" لكنها غير راغبة في تنفيذها كون وجودها مرتبط "بإسرائيل", مؤكدا في الوقت ذاته أن النظام الرسمي العربي غير قادر على قطع العلاقات مع "إسرائيل" وأمريكا ما يعني عدم القدرة على المواجهة والوقوف بجانب الفلسطينيين.

ويجري عباس خلال جولته العربية والتي بدأت الاثنين الماضي مباحثات رسمية مع قادة الدول والتي ستركز على موضوع المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" للحؤول دون انهيار المفاوضات المباشرة. 

وفي هذا الصدد، يقول الصواف: العرب سيدعموا مواقف عباس، ليتهربوا من المسؤولية السياسية الواقعة على أكتافهم.

أما شراب فيري أن  النظام الرسمي العربي ضعيف ولا يملك القرار, ما يعني أن لجنة المتابعة العربية ستفعل ما يريده المفاوض الفلسطيني, كونه غير أقوياء في اتخاذ قرارات جادة لمواجهة إسرائيل وأمريكا".

بينما أكد أبو شرخ أن العرب وضعوا البيض في السلة الأمريكية المنشغلة في انتخاباتها.

ويرجح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن يستأنف الأمريكيون مبادراتهم السياسية لدفع المفاوضات بعد انتهاء الانتخابات للكونغرس الأمريكي , في الوقت الذي يصل فيه مدير المخابرات المصرية العامة الوزير عمر سليمان إلى "إسرائيل" اليوم حسب ما ذكره مصدر مصري, الذي أضاف , أن محادثات الأخير مع نتنياهو وباراك ستدور حول تحريك العملية السلمية والبحث عن مخرج مناسب لاستئناف المفاوضات.

 

البث المباشر