تنطلق حول العالم في يوم المعاق العالمي الذي صادف الثالث من سبتمبر دعوات من المؤسسات الإنسانية حول دمج المعاق، و تمكنيه وتوفير فرص العمل، واعطاءه حق العيش كغيره.
لكن الدعوات في فلسطين تختلف، هنا دعوة لترك المعاق " حرا" أو توفير أدنى مقومات الحياة له داخل السجون بما يخدم اعاقته.
فالمعاق الفلسطيني لا يستثنى من القمع ولا الاعتقال، ولا القتل أيضا، وبديل ما حدث مع الشهيد إياد الحلاق في القدس والذي قتله الاحتلال بدم بارد قبل ستة أشهر.
وما زالت الأرقام غير دقيقة فيما يخص المعاقين داخل سجون الاحتلال، وكلها تحسب ضمن أرقام الأسرى المرضى رغم أن الاحتلال يعتقل داخل سجونه عشرات الأسرى من ذوي الإعاقة الجسدية الجزئية والكلية وحتى الإعاقة الذهنية.
ما يتعرضون له لم يكن مجرد اعتقال، بل يعانون العزل والتعذيب والإهمال الطبي، وعدم توفر الأدوات الخاصة لخدمة المعاقين كالكراسي المتحركة والعكاكيز داخل السجون، بالإضافة لحرمانهم من المتابعة الارشادية أو النفسية للوقوف على احتياجاتهم، ووضع الاحتلال العراقيل أمام دخول الأجهزة المساعدة لهم عن طريق المؤسسات الإنسانية والحقوقية .
وكان الجميع شركاء في ممارسة هذه السادية على المعتقل المعاق، بدأ بالطبيب والسجان والمحقق حيث أفادت الجامعة العربية في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمعاق بأن الأرقام تشير إلى أن 90% من الأسرى تعرضوا لضرب مبرح ووحشي أثناء الاعتقال، مما ترك عندهم أمراضاً خطيرة، حيث يعد الاعتقال والسجن بمثابة السبب الرئيسي في انضمام بعض الأسرى إلى فئة المعاقين.
يقول عبد الناصر فروانة الأسير المحرر والباحث في قضايا الأسر ورئيس هيئة شؤون الأسرى إن هناك مائة معتقل من ذوي الإعاقة في سجون الاحتلال .
ويلفت إلى أن واجب الأمم المتحدة الالتفات إلى حقوق هذه الفئة المعتقلة داخل السجون والنظر إلى حالهم من خلال الانتصار لحقوقهم ووضعهم على جدول أعمالها .
ويضيف فروانة أن الضغط على سلطات الاحتلال لوقف اعتقالاتها في صفوف ذوي الإعاقة كان واجبا على الأمم المتحدة بالإضافة الى الانتصار لحقوقهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية، كما يقع على عاتقها توفير الحماية لهم داخل سجون الاحتلال من خطر الاصابة بالإعاقة، أكانت جسدية و نفسية أو حسية.
ويذكر فروانة إن التعذيب في المعتقلات تصاعد بشكل غير مسبوق منذ اندلاع هبة القدس في 1 تشرين الأول/ أكتوبر2015، من حيث القسوة والأساليب المتبعة والتنكيل بالمصابين، مبينا أن الاستهتار زاد بآلام الأسرى وأوجاعهم، وعدم الاكتراث بمعاناتهم جراء الأمراض المتعددة التي تصيبهم داخل المعتقل، الأمر الذي يؤدي إلى استفحال إصاباتهم، ويجعلهم عرضة أكثر للإعاقة.
بدوره يقول جمال فروانة عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ورئيس منظمة أنصار الأسرى إن (إسرائيل) لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها أكثر من مئة شخص ممن يعانون من إعاقات جسدية ( كاملة أو جزئية) وإعاقات ذهنية وعقلية ونفسية، أو إعاقات حسية ( كالإعاقة السمعية والبصرية).
ويضيف: هذا بحد ذاته تحدي فاضح وانتهاك صارخ لكافة الاتفاقيات الدولية، ولاسيما اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي كفلت لهذه الفئة حق التمتع في الحرية والأمن الشخصي، وعدم حرمانهم من حريتهم بشكل تعسفي.