كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن "الهدف الخفي" للزيارة التي قام بها صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره المقرب جارد كوشنر، إلى دول الخليج.
وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أنه بعد يومين من مغادرة كوشنر دول الخليج، أعلنت الكويت عن "اختراقة في حل النزاع بين دول الخليج وقطر الذي وقع قبل 3 سنوات".
وزعمت أنه في حال "تمخضت المفاوضات السرية عن اتفاق، فإن ترامب يريد أن يسجل لنفسه عملية سياسية أخرى، عبر سعيه لضم قطر للدول العربية التي طبعت مع (إسرائيل)".
ونوهت إلى أن "هذا النسيم المتفائل يجدر أن نرفقه بملاحظة تحذيرية؛ فالاتفاق على إنهاء النزاع لم يوقع بعد، وقطر طالبت بأن يشمل الاتفاق جميع الدول التي فرضت عليها الحصار (السعودية، البحرين، الإمارات ومصر) بحيث يسمح لها بمواصلة إدارة سياسة خارجية مستقلة، ولا يمس بسيادتها، كما أكدت الدوحة ان التطبيع مع (إسرائيل) غير مطروح".
وذكرت الصحيفة أنه "حتى الآن من غير الواضح على ماذا وافقت السعودية، وهل الإمارات ستوقع على الاتفاقية، وموقف مصر غير واضح"، مشيرة إلى أن دول المخاصمة لقطر وضعت أمامها 13 شرطا لعدم حصارها، ولكن الدوحة "رفضت جميع هذه الشروط، وبدلا من الاستسلام، أظهرت قدرة على انشاء بنية تحتية إنتاجية محلية وفرت احتياجاتها بدون قيود، واستمرت في تسويق النفط والغاز والحفاظ على مكانتها، واستمرت في التخطيط لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022".
ورأت أن الأزمة الخليجية "ورطت ترامب في شبكة علاقات معقدة، و كان عليه الحفاظ على علاقة جيدة مع قطر والسعودية دون إظهار تفضيل لأي واحدة منهما؛ فمثلا؛ امتنع عن التدخل مباشرة في حرب ليبيا التي فيها وقفت السعودية ومصر والإمارات إلى جانب الجنرال الانفصالي خليفة حفتر، أمام قوات قطر المؤيدة للحكومة المعترف بها".
وبحسب موقع "ذي انتر سيبت"، فقد وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تالرسون موقعه، "ضمن أمور أخرى، بسبب هذا النزاع لأنه حاول ثني السعودية والإمارات عن مهاجمة قطر، وهو لم يعرف بنيتهما فرض الحصار على قطر، في حين أن كوشنر عرف ذلك قبل نحو ثلاثة أشهر من فرض الحصار".
سور واق
ولفتت "هآرتس" إلى أن "كوشنر لديه علاقة وثيقة مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وقد اعتاد على أن يجري معه محادثات ليلية، ويتبادل معه رسائل واتس أب، لكنه أيضا مدين بالشكر لقطر على المساعدة التي قدمتها قبل نحو سنتين، لشركة الاستثمارات خاصته قبل الانتخابات الرئاسية".
وتابعت: "تورطت عائلة كوشنر في مدفوعات على برج الشارع الخامس 666 في نيويورك، واستعانت بصفقة تأجير وقعت عليها مع شركة الاستثمارات الضخمة في روكفيلد، والتي يمتلك فيها صندوق الاستثمارات القطري نحو 9 في المئة منها".
ورجحت أن جولة كوشنر الأخيرة في دول الخليج، "لم تستهدف فقط الدفع قدما بتطبيع السعودية و(إسرائيل) وحل النزاع الخليجي، بل أيضا تمهيد الأرضية المالية له ولعائلة ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض".
محللون كثيرون في أمريكا بحسب الصحيفة، "يعتقدون أن ترامب وأبناء عائلته سيرغبون في استثمار علاقاته السياسية مع دول الخليج، من أجل الحصول على عقود استثمار في العقارات بمئات ملايين الدولارات"، معتبرة أن "الحفاظ على علاقات تجارية مع رئيس أمريكي، وعد بأنه لا ينوي الانسحاب من الساحة السياسية، عملية مطلوبة".
وقالت: "هكذا تصرفت السعودية مع الرئيس جورج بوش الأب، وجنت أرباح ذلك مع بوش الابن، والأسابيع الأخيرة التي بقيت لترامب في الحكم من غير المتوقع أن يتمخض عنها ثورات سياسية كبيرة، والسعودية قررت تأجيل عملية التطبيع والانتظار حتى دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، لمحاولة الحصول على شهادة تأهيل وتطهير اسم ابن سلمان مقابل التطبيع مع (تل أبيب)".
وبنفس المستوى، "السعودية يمكنها أن تطيل المفاوضات مع قطر لبضعة أسابيع دون أن يصيبها أي ضرر، ولكن عندما سيعلن بايدن بأنه ينوي فحص وضع حقوق الإنسان في السعودية والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، السعودية تكون بحاجة لرص الصفوف في أوساط دول الخليج لوضع سور واقي ضد السياسة الأمريكية الجديدة".