قائد الطوفان قائد الطوفان

محللون: خطاب هنية ركز على الشراكة الوطنية وخطورة التطبيع

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

غزة- محمود فودة

قدم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خطابا سياسيا في ذكرى انطلاقة حماس الـ 33، في وقت بالغ الحساسية تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق، بوقوفها أمام المخاطر السياسية القادمة من كل اتجاه.

ويرى محللون سياسيون أن خطاب هنية ركز على أن حماس نشأت من وسط الشعب الفلسطيني ومن أجله، وعلى ملف الشراكة الوطنية وأهميته، وخطورة التطبيع مع الاحتلال، وضرورة الاتحاد لمواجهته، والتأكيد على ثوابت حماس التي انطلقت من أجلها، وكذلك المخاطر التي تواجه حماس كحركة في هذه المرحلة.

وفي التعقيب على ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن خطاب هنية سلط الضوء على سبب نشأة حماس، حيث أنها منذ انطلاقتها ظهرت من أجل الشعب الفلسطيني وتحرير الأرض المحتلة كحركة مقاومة وفلسطينية تعرضت للكثير من المحاولات التصفية والقضاء عليه، باستخدام شتى الوسائل والأدوات، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بدليل استمرار حماس في منحنى القوة التصاعدي.

وأوضح الغريب في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الخطاب جاء للتأكيد على أن حماس حركة قوية تخوض مشروع المقاومة وايمانها بالعمل الفلسطيني السياسي المقاوم الى جانب كافة القوى الحية في المشروع الوطني، مؤكدا على رؤية حماس في القضايا السياسية كالمقاومة والثوابت كالأسرى والقدس وتحرير الأرض إضافة إلى موقفها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والمخططات الإسرائيلية التصفوية.

وشدد على أن خطاب هنية يؤكد أن ما تعرضت اليه القضية خلال الفترة الماضية من شأنه أن يزيد حماس على الإصرار لاستكمال مشروعها المقاوم وايمانها الكبير بالعمل الوطني المشترك بجانب كل القوى الفلسطينية المقاومة للاحتلال.

وأشار الغريب إلى أن لقضية ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني مكانا بارزا في الخطاب، من خلال تحقيق الوحدة في مواجهة المخاطر التحديات التي لا تهدد حماس فقط بل تهدد القضية الفلسطينية بأكملها في هذه المرحلة السياسية.

ونبّه بأن الخطاب أكد على ضرورة التركيز على إيجاد رؤية لبرنامج مقاومة الاحتلال ومستقبل الصراع مع الاحتلال، والتعريج على القوة العسكرية التي استطاعت حماس ان تبنيها خلال السنوات الماضية، على قاعدة مفادها أن مستقبل الصراع مع الاحتلال يتمثل في حتمية رحيله عن الأرض.

وختم الغريب بقوله أن حماس شكّلت في ذكرى انطلاقتها حاضنة ورافعة للعمل الفلسطيني المشترك بشقيه السياسي والعسكري، وهي اليوم تقود مشروع المقاومة إلى جانب كل قوى المقاومة الفلسطينية.

وقال إن حماس تواجه تحديات خارجية كبيرة أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية وهرولة عربية غير مسبوقة نحو التطبيع مع الاحتلال، وأخرى داخلية لكنها لا زالت حركة رائدة قائدة قوية متماسكة قادرة على استكمال مشروعها المتمثل بتحرير فلسطين والأسرى وصولا للحرية والانعتاق من الاحتلال.

ولم يختلف الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف عن سابقه، بقوله أن تركيز هنية في كلمته على أن انطلاقة حركة حماس هي انطلاقة من قلب الشعب الفلسطيني يؤكد على أن هذه الحركة جاءت من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني لتحقيق الحرية والعودة.

وأضاف الصواف في تعقيبه على الخطاب باذاعة الاقصى، بأن حديث هنية عن الأسرى يوحي بأن هناك أمرا ما يدار، ولكن حماس لا تُعلن عن ذلك في الوقت الحالي.

وفي قضية التطبيع، أكد أن حماس تعتمد على الشعوب الحية ولا تعتمد على الأنظمة، مشيرا إلى أن تركيز هنية على الشراكة والوحدة وكل ذلك يعتبر من الثوابت، واليوم حماس أكدت أنها حريصة على الشراكة.

وبيّن الصواف أن هنية تحدث عن موضوع غاية في الأهمية وأكد أن حماس تسعى بوضوح من أجل تحقيق المصالحة والشراكة مع القوى الفلسطينية جميعا وإحياء منظمة التحرير، موضحا أن حديث هنية عن البعد العربي والإقليمي جاء في وقت حساس خاصة في ظل موجة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الصواف على أن التطبيع شكل ضربة قاسية لكنها بالتأكيد ضربة مؤقتة فالرهان باقٍ في انتصار الشعب الفلسطيني في نهاية المطاف، مضيفاً أن الضغوط على حماس لم تنقطع وكل هذه الضغوط لم ولن تؤثر على قرارات الحركة لأن المؤثر في قرارات حماس هو الشعب الفلسطيني فقط.

البث المباشر