(33) عاما هل هي بطويلة كثيرا بين أعمار الأحزاب والفصائل الحركية التحريرية؟ و هل أثر أقدامها على الأرض بقدر عدد سنوات عمرها ؟
ما بين الحياة السياسية والعسكرية عملت حركة حماس كونت محاضنها التربوية ومعاقلها السياسية و زحفت على الشوك حافية الأقدام لتبني ترسانتها العسكرية، فأصبحت الترسانة التي يٌكاد لها من القريب والبعيد، مع أنها ليست الأقوى
وضعت لقوام وجودها التعلم فتعلمت وتدربت فتطورت فأخرجت ما استطاعت أن ترهب به عدو الوطن
وفي المقابل على الساحة السياسية قُيدت وحُصرت وسلبت منها صلاحيات منحها اياها صندوق الشرعية
فكانت مشاهد الانقسام و الفقر والبطالة والعقاب الجماعي الظالم، المرفوض دوليًا وأخلاقيًا وقانونيا ولكنه فرض بشراسة المنتقم من ديمقراطية نادوا بها طويلا
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ماذا بعد ؟ ما التوقعات بعدد هذه التجارب والمحن والكسب والانتصار والإخفاق التي تعرضت له حركة حماس خلال تلك السنوات.
كيف ستكون إدارة حماس للفترة القادمة؟ هل ستسير على ذات النمط أم سيكون تغيير ملحوظ يؤثر على عوالقها الداخلية الخارجية، وكذلك يؤثر ذلك على حياة الفلسطينيين وخاصة الغزيين ، أم أن تعاظم الدور الصهيوني في رسم سياسات المنطقة من خلال الطرف الأمريكي، واقتراب دول المنطقة من دولة الاحتلال، وانخفاض السقف العربي تجاه الصراع العربي الصهيوني، وحالة التطبيع غير المسبوق (إمارات السودان البحرين السعودية عمان ... وغيرهم) مما ليس لهم موقف معلن، كما أن حركة حماس تتعرض لحملة شنيعة من الدول العربية والغربية، اعتقالات في الدول العربية ،ملاحقات وتجفيف منابع ،ملاحقات المؤسسات الداعمة لقطاع غزة، من قبل الأطراف الدولية والإقليمية، مما يضيق التحرك للحركة ناهيك عنه ما زالت شروط الرباعية قائمة، و الفضاء الغربي غير معترف بشرعية حماس السياسية، كما أن حماس مدرجة على قائمة إرهاب أمريكا، ولا تزال المناورات جادة في الاتحاد الأوروبي، والمعركة القانونية قائمة وما زال الفهم العام أن حماس حركة دينية، بالرغم من كونها حركة تحرر وطني يسهل على المغرضين وأذرع الاحتلال أن يدمجها في الحملة الدولية والإقليمية على الحركات الاسلامية
هذه المعطيات وغيرها هل ستزيد من عزل حماس وحصر دورها ومكانها في المشهد أم هناك مفاجئات في علاقات حماس الدبلوماسية وعرض مشروعها على قبائل العالم لتفرض ذاتها كأحد المكونات الرئيسية للمشهد الفلسطيني العام؛ لنرى مصالحة فلسطينية مباركة من جميع محاور العالم الدولي تجمع الشمل الفلسطيني وتكون حركة حماس أحد أساسيات نظام حكم جديد عبر انتخابات جديدة معترف بها
مع أن الشاهد يقول ان ورقة المصالحة هي ورقة يتم استخدامها للمناورات كما أن الانقسام في الحركة الوطنية هو سمت المشهد الوطني ناهيك عن التنسيق الأمني الذي عاد بين السلطة الوطنية وأمن الاحتلال في الشطر الآخر من الوطن، أم نتوقع مواجهة عسكرية قوية لضرب المعاقل العسكرية والقضاء على ظهر حماس القوي المتمثل في جهازها العسكري( كتائب عز الدين القسام )
وتسليم مفاتيح الحكم لحركة فتح واستكمال مشوار التسوية وخاصة بوجود الرئيس الأمريكي الجديد بايدن، أم نتوقع بقاء الحال على ما هو عليه.
يبقى الحصار وتبقى مفاتيح الحكم في غزة في يد حركة حماس ويبقى الانقسام الوطني الأسود سيد الموقف
ويتعنت الرئيس مع غزة وحاكمها زيادة وتستمر حماس في محاولاتها الجادة لتجنيب القطع عدوان الاحتلال بين الشد والرخي لتحسين الاوضاع المعيشة للغزيين مقابل الهدوء باستخدام وسائل المقاومة الشعبية الخشنة لضمان أمن شعب قد طحنه الحصار وإن احتمالات لوجه أخرفي ذات السيناريو و هدنة طويلة مع الاحتلال مقابل عملية تبادل للأسرى بشروط ترضاها حركة حماس والاحتلال الصهيوني.
سيناريوهات متعددة أمام حركة حماس في عامها القادم، واحتمالية لسيناريوهات أخرى لم ترد هنا ولكن السؤال الذي يطرق وبشدة على طاولة مديري قرار حركة حماس ومن حق المواطن أن يعلم
ماذا نتوقع في عام حماس 34.