غزة/ مها شهوان
في الآونة الأخيرة انتشرت الدراجات النارية في قطاع غزة لاسيما بعد حفر الأنفاق التي ابتكرها أهالي القطاع لإدخال ما يلزمهم من احتياجات تساعدهم على مواصلة الحياة ، الدارجات النارية كانت ضمن البضائع التي دخلت القطاع , حيث تهافت الشباب على شرائها، في حين بدأت ظاهرة ركوب السيدات خلف أزواجهن تتزايد مما اشعر بعض المواطنين بالاستغراب.
مستغلة نقابها
نور محمد من سكان غزة اعتبرت تلك المشاهد لا تعكس طبيعة عادات وتقاليد مجتمعنا ، فهي لا تتخيل أنها تركب وراء خطيبها على إحدى الدراجات النارية مع أنها تعتبر نفسها غير متشددة ولا تعارض الأشياء الدخيلة على المجتمع.
وذكرت نور أنها في إحدى المرات ذهبت للسوق برفقة والدتها ، وحينما نزلت والدتها لتقطع الطريق كادت أن تدهسها دراجة نارية يقودها رجل ومن خلفه امرأة سارعت بالضحك على أمها بصوت مرتفع مستغله نقابها الذي يستر ضحكاتها،مشيرة إلى أن تلك المشاهد تراها ليلا في شارع عمر المختار والشيخ رضوان.
أما الطالبة الجامعية أماني الشرفا أوضحت بان المجتمع الغزي يرفض ركوب المرأة غير المنقبة للدراجة النارية متسائلة ماذا لو كانت منقبة؟، مشيرة إلى أن خروج المرأة بتلك الوضعية أمام الناس سيجعلها ملفتة للنظر وستصبح حديث الساعة .
وأشارت انه في حين سنحت لها الفرصة لركوب الدراجة النارية خلف زوجها ستفعل ذلك في حالة أنها كانت في مكان بعيد عن أعين الناس .
في حين لا تمانع داليا إبراهيم استقلال المرأة الدراجة خلف زوجها معتبرة ذلك حرية شخصية في الوقت الذي يعتبره المجتمع تعديا على عاداته وتقاليده ، مشيرة إلى أنها رأت كثيرات محتشمات يركبن خلف أزواجهن ليلا بالقرب من الجندي المجهول وسط القطاع.
الشاب عبد الله حسن يرفض هذه الظاهرة مطالبا الجهات المعنية بالحد من انتشارها ، لان مجتمعنا الغزي محافظ وينظر للمرأة نظرة ضيقة بعكس المجتمعات ، مشيرا إلى أن الناس بحاجة لتوعية أكثر.
وقال:"شاهدت إمرة تجلس خلف زوجها على دراجته النارية عباءتها تتطاير وغطاء رأسها كاد أن يسقط"، موضحا بأنه ليس ضد ركوب المرأة الدراجة النارية في الأماكن المغلقة.
في الوقت ذاته أنكرت دينا حمادة رؤيتها لتلك الظاهرة ، مشيرة إلى أنها عاشت بعض السنوات في مصر واعتادت على تلك الظاهرة لكن في غزة الوضع يختلف فهو قصة عادات وتقاليد وليس حراما أو حلالا.
وأضافت انه لابد من احترام العادات والتقاليد وانه في حالة توفر للمرأة وسيلة مواصلات أخرى غير الدارجة النارية فعليها أن تتخذها بدلا من أن تعرض نفسها للفت الانتباه .
إصابات حرجة
من جانبها منعت وزارة الداخلية في غزة سائقي الدراجات النارية من إقلال النساء خلفهن بناء على ما وصفته مقتضيات المصلحة العامة ، وفي إطار المحافظة على سلامة المواطنين والتقيد بالعادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني .
و اعتبر م.إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية ان هذا القرار ليس الأول الذي تتخذه الوزارة بشان الدراجات النارية للحد من الحوادث ،لاسيما بعد دخول عدد كبير منها عبر الأنفاق إلى القطاع.
وأوضح ان قرار منع ركوب المرأة خلف الرجل كغيره من القرارات السابقة للمحافظة على حياة المرأة وعدم تعرضها للخطر ، مضيفا ان هناك عدت حوادث كان بها نساء يركبن خلف الرجال ومجتمعنا لا يقبل هذه الظاهرة لأنها غريبة على القطاع.
وقال الغصين:"بعض مؤسسات حقوق الإنسان اعتبرت هذا القرار محاولة للحد من حقوق المرأة ،لكن هذا الكلام غير منطقي وصحيح وبعيد عن الموضوعية فالنساء تفعلن ما يردن في القطاع ، لكن ركوب المرأة خلف الرجل يؤثر على قيادته مما يسبب العديد من الحوادث ".
ولفت إلى ان من سيقوم بمخالفة التعليمات مبدئيا سيتم الإرشاد والتوجيه له لمنع هذه الظاهرة ، مشيرا إلى انه سيتم بعد فترة من اتخاذ القرار إلى وضع غرامة للحد من تلك الظاهرة.
وأشار إلى وجود 10 آلاف دراجة نارية دخلت القطاع حتى اللحظة ومن يقوم بقيادتها هم المراهقين الذين لم يتخذوا إجراءات السلامة أثناء القيادة، لافتا إلى وجود ثلاثة قتلى خلفتهم الدراجات النارية خلال عيد الفطر المبارك.
وشدد الغصين على ضرورة ترخيص الدراجات النارية من قبل سائقيها ، وإتباع الأساليب المناسبة للحفاظ على سلامتهم كوضع الخوذة على الرأس وألا يقودها الأقل من الـ 18 عاما ، مبينا ان من يتخلف عن فعل تلك الإجراءات سيتم معاقبته وفرض الضرائب عليه.
من جانبه أكد الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أن عدد الضحايا جراء ركوب الدراجات النارية وصل لـ 146حالة وفاة ،وما يزيد على 386 إصابات حرجة وخطيرة مما سبب كسور حرجة وإعاقات مختلفة، إضافة إلى 100 إصابة بالغة وخطيرة جدا ، مشيرا إلى أن متوسط عدد حالات الإصابة التي تصل للمستشفى يوميا حادثين اقل شي.
وأضاف انه يوجد عدد من حالات الوفاة كانت لفتيات أو نساء كن يركبن خلف أزواجهن أو آبائهن، في حين أصيبت العديد منهن بجراح بالغة وبعاهات مستديمة.
وطالب بتعاون كل من وزارة الداخلية والشرطة والإدارة العامة من اجل فرض الضرائب على كل من يخالف تعليمات قيادة الدراجات ، لافتا إلى ضرورة التعاون من اجل المحافظة على سلامة المواطن.
وناشد الجهات المعنية للحد من منع دخول الدراجات النارية عبر الأنفاق والتي يقودها الشباب المراهقين ، لاسيما الدراجات التي تبلغ سرعاتها 12 حصانا أي بسرعة الطائرة .
ووجه حسنين نداء لأولياء الأمور ان لا يركبوا الأطفال دون الـ10 سنوات خلفهم حرصا على حياتهم ، بالإضافة لعدم ركوب النساء خلف الرجال لان ذلك ليس من ضمن أخلاق الدين الإسلامي للمحافظة على حرمة جسم المرأة ،مبينا انه في حالة وقوع الحادث لا يجوز لا أحد غريب ان يرى جسدها.
وأعرب عن تأييده لقرار الداخلية، معتبرا أن المنع يأتي في إطار الالتزامات الأدبية والأخلاقية في المجتمع الفلسطيني المحافظ والمسلم بطبيعته الذي يحافظ على سلامة المرأة.