بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، رسائل لقادة وزعماء أكثر من 30 دولة عربية وإسلامية، يتحدث فيها عن التطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي).
رسائل هنية جاءت في وقت تهرول فيه دول عربية للتطبيع العلني مع الاحتلال، في محاولة منها لكسب ود الولايات المتحدة و(إسرائيل).
وخلال الشهور الأخيرة، أعلنت 4 دول تطبيعها العلني مع (إسرائيل)، بداية من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، مرورا بالسودان قبل الوصول للمغرب.
بحاجة لخطوات مماثلة
بدوره، وصف الكاتب والمختص في الشأن السياسي مصطفى الصواف في حديث لـ "الرسالة نت" خطوة هنية بالجيدة، لتذكير الدول بفظاعة الأمر الذي حدث، مشيرا إلى أنه قد نجد استجابات بعيدا عن القرارات الرسمية، وبعيدا عن التحالف بين البرلمانات حول العالم".
ولفت إلى أن البيئة الإقليمية والعربية تعيش حالة من الانتكاسة والتراخي، زادت حدته مع التطبيع، لذلك لابد من رسائل مشابهة لرسائل هنية بشكل متواصل للتذكير بجريمة التطبيع ومحاولة منعها.
وأكد هنية في رسالته، أن تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب يعد خطيئة سياسية كبرى، وسلوكا مضرا بمصالح الأمّة وأمنها القومي على المدى المنظور والاستراتيجي، ويمثل خطرا بالغا على القضية الفلسطينية، وطعنة غادرة في ظهر شعبنا وأمتنا.
جاءت تصريحات هنية في ظل "تعرض القضية الفلسطينية لتحديات كبيرة ومخاطر جسيمة، تهدد حاضرها ومستقبلها ووجودها، في الوقت الذي يتصاعد فيه الإرهاب والعدوان الصهيوني ضد أرضنا وشعبنا، واستمرار الحصار الجائر ضد قطاع غزة".
ويرى الكاتب في الشأن السياسي طلال عوكل، أن المشكلة ليست بالتطبيع الرسمي بقدر ما هي انفتاح كامل على التطبيع وإعادة احياء لهذه الثقافة.
ويرى عوكل في حديث لـ "الرسالة نت" أنه من المبكر الدعوة لجبهة موحدة، ويجب أن يسبقها شبكة علاقات عربية ضد التطبيع.
وأشاد عوكل برسائل هنية، عادا اياها مهمة في هذا الوقت، "الذي نجد فيه تحولا في الحاشية العربية ويجب أن نرى رسائل مشابهة من جميع المناصرين للقضية الفلسطينية في الداخل والخارج".
وقال عوكل: "نجد أن أي تحرك عربي يجب أن يكون هدفه التحرك من أجل فلسطين، وبالتالي يجب أن نحشد الآراء للوصول لتكوين أحزاب منادية بشكل جدي لإيقاف التطبيع ورفضه بشكل كامل".
وقال هنية في رسالته لزعماء وقادة الدول العربية والإسلامية: "أمام استمرار الهرولة نحو هذا النهج التطبيعي المدان والمرفوض مع الكيان الغاصب، الذي تسلكه بعض الدول العربية، ومع إعلان كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية السودان والمملكة المغربية تطبيع العلاقات مع هذا الكيان، فإن حركة حماس ومعها الشعب الفلسطيني وكل قواه الحية وفصائله، تنظر "ببالغ الخطورة لأي خطوة تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في العالم العربي والإسلامي".
وعد هنية في رسالته "التبريرات التي ساقتها وتسوقها الدول المطبّعة حول استفادة شعبنا وقضيتنا من إبرام اتفاقيات التطبيع مع العدو هي مبررات واهية سياسيا وإنسانيا واستراتيجيا، ليس لها أي رصيد حقيقي".
وطالب الدول العربية والإسلامية، حكومات وبرلمانات ومنظمات، إلى بناء جبهة عربية وإسلامية موحدة ضد مشاريع التطبيع مع العدو، تحصن الموقف العربي والإسلامي الرافض للتطبيع، وتمنع من الانزلاق والهرولة نحو هذا المسار الخطير.