قائمة الموقع

مرهج: التطبيع يهدف لترسيخ اقتحامات عربية وإسلامية للأقصى

2020-12-29T10:32:00+02:00
القدس المحتلة- الرسالة نت

قال بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية في لبنان إن آثار التطبيع على القدس والأقصى، بدأت إرهاصاته بالظهور تباعًا، وهي علاماتٌ تُعطينا صورةً واضحة بأن هذه الموجة ستكون لها آثارٌ قاسية على المدينة المحتلة.

وأكد مرهج في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القدس الدولي أن معظم الأنظمة المطبعة تساوقت مع أطروحات الاحتلال حول المدينة المحتلة، وقبلت بنظرته حول القدس والأقصى، وشرّعت في "اتفاقيات السلام" اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وجعلت أداءهم الصلوات التلمودية "حقًّا" يُماثل حق المسلمين في الصلاةِ فيه، ما يفتح المجال أمام الاحتلال للمزيد من الاعتداء على المسجد، وتحويل التقسيم المكاني للمسجد إلى أمرٍ واقعٍ قريب.

وشدد على أن مخاطر موجة التطبيع هذه، ترسيخ اقتحامات عربية وإسلامية للأقصى، تحت غطاء "زيارته والصلاة فيه"، وهي زيارة لن تكون مفتوحة إلا للعناصر "المسالمة"، أي أن كل عربيّ سيدخل الأقصى تحت أجندة الاحتلال، موافقًا على روايته التي تسعى إلى إحلال "المعبد" مكان الأقصى، سيكون مرحبًا فيه، بل ستوفّر له قوات الاحتلال الحماية والرعاية حتى داخل الأقصى.

وأوضح أن القدس تعاني من موجة تهويدية مستعرة، إذ تتصاعد محاولات الاحتلال لفرض واقعٍ جديد في المسجد الأقصى، وتتزامن هذه المحاولات مع تصاعد المشاريع الاستيطانية، إذ تقوم حكومة الاحتلال بالاستفادة من أيام ترامب الأخيرة في البيت الأبيض، لإقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية.

وتابع أن موجة التهويد المتصاعدة هذه، تأتي مع محاولات إدارة ترامب إتمام المرحلة الأخيرة من "صفقة القرن"، عبر إطلاق موجة تطبيعيّة مع أكبر عددٍ ممكن من الدول العربية.

وأشار مرهج إلى أن الدول المطبعة حاولت إخفاء جريمتها بستار القبول الشعبيّ، فلم تتعامل مع هذا التطبيع على أنه اتفاق سياسيّ فقط، كما تعاملت معه سابقاتها من الدول العربية، بل حاولت الترويج إلى أنه مطلب شعبيّ، وحالة مقبولة، وروجت إلى أنه تعايش بين "شعبين" و"سلام" واقع بين بلدين، سيجر على المنطقة الخير والبركة، في تجاوز واضح لما يجري في فلسطين، وما يعانيه الفلسطينيون من اعتداءات مستمرة من القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة.

ولفت إلى أن المطبعون يرتكبون جريمة لا تغتفر، فما يجري من تطبيع لن تتوقف جريرته على الجيل الحاضر فقط، إذ ستمتد إلى الأجيال القادمة وترسخ موقع الاحتلال في المنطقة، وتحاول سلخه عن ثوابته الأصيلة وتمسكه بقضاياه المركزية.

وشدد على أن خطورة التطبيع العربي مع الاحتلال يتجلى في تحويل المعركة في منطقتنا من صراعٍ من أجل الحقوق العربية والفلسطينية الى معركة مدمرة في الداخل العربي، وترسيخ سيطرة الخوف في مجتمعاتنا ودولنا، وبناء اصطفافات ومحاور، لا تخدم إلا الاحتلال وموقعه في المنطقة، وما محاولات الحروب الداخلية في أقطارنا عنا ببعيد.

ودعا إلى ضرورة التمسك بحقيقة أنّ المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، لا مجال لتقاسمها مع المحتلين، ولا يمكن قبول أي اعتراف بأيّ تغيير إسرائيليّ فيها، ولا أيّ محاولات عربية لتغيير حقيقتها وتبني رؤية الاحتلال تجاهها.

وأكد ضرورة التصدي لخطر التطبيع بكلّ الوسائل الممكنة، وإبراز المعارضة الواسعة له، وتجريم من يُقدِم عليه، ومقاطعته، وفضح خيانته، وفي ظلال الجائحة الحالية، تقدم وسائل التواصل الاجتماعي مساحة كبيرة لإبراز هذا الرفض، وبيان مخاطره.

ونوه إلى أنه من الضروري إصدار المواقف السياسية، من مختلف الأحزاب والهيئات العربية، لبيان رفض تطبيع الدول العربية مع الاحتلال.

اخبار ذات صلة