2020  عام من الأسى مرّ على الأسرى

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

قد يعتقد البعض أن هذا العام الأكثر مأساوية بالنسبة لنا جميعا، لكن المأساة تتضاعف بالنسبة للأسرى، فعامهم هذا لم يكن عاما يشبه كل الأعوام، أوجاعه كانت أكبر بكثير من أي وجع، والأيام فيه مرت ثقيلة تحبو نحو انفراجة تسمع عنها ولا تراها.

ولأن الاحتلال لا يخلف طبعه، استغل هذا العام استغلالا جيدا لكسر شوكة الأسرى، ومنعهم من حياة آدمية تحفظ حقوق أسرى الحرب، فكان لبطشه باع طويل لزيادة منسوب المأساة وجعل الأيام أكثر سوادا وظلمتها أكثر حلكة.

بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى نهاية شهر كانون الثاني 2020 قرابة (5000)، منهم (42) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة (200) طفل، والمعتقلين الإداريين قرابة (450)، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (96) أمرا إداريا بينها (32) أمرا جديدا و(64) تجديدا لأوامر صدرت سابقاً.

ناهد الفاخوري مدير مكتب إعلام الأسرى أكد أن إدارة السجون اتخذت سلسلة من الإجراءات العقابية مستغلة جائحة كورونا فقسمت ظهر الأسرى بمنع الزيارات عنهم إلى أجل غير مسمى.

وقال: رغم أن الزيارة أصلا تتم من وراء جدار زجاجي ولا يحدث أي تواصل جسدي بين الأسرى وذويهم إلا أن الاحتلال أصر على منع الزيارات لإنزال عقوباته الجماعية بحق الأسرى.

ولفت الفاخوري إلى أن إدارة السجون لم تكتف بمنع زيارات الأهالي ولكنها أيضا منعت زيارة المحامين رغم أنها أيضا تتم بظروف أمنية ومن وراء زجاج ما قبل الجائحة.

ويمكننا القول إن هذا العام الحزين شكل نكبة من نوع آخر تجرعها الأسرى وحدهم بعد رحيل أربعة من زملاء الزنزانة نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد من السجان الإسرائيلي والتي نتج عنها استشهاد أربعة من الأسرى، وهي سياسة القتل البطيء التي تنتهجها إدارة السجون.

وباستشهاد الأسرى الأربعة، ارتفع عدد الشهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إلى (227) شهيداً منذ عام 1967، هذا إذا لم نذكر عشرات المحررين الذين استشهدوا بعد الافراج عنهم بسبب ما خلفه السجن من تدهور في أوضاعهم الصحية نتيجة عدم تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة داخل الأسر.

المتحدث باسم هيئة الأسرى حسن عبد ربه علق على هذا العام بعد وصفه بأنه الأسوأ فعلا على مدار السنوات السابقة، وبأن الأسوأ فيه هو إصابة 140 أسيرا بفايروس كورونا بالإضافة إلى استشهاد أربعة أسرى واحتجاز جثامينهم.

ويقول عبد ربه: إن واقع الأسرى المرضى ولا سيما مرضى السرطان يزداد سوءا في ظل تعنت الاحتلال الذي خلق حالة من القلق الشديد بسبب سياسة الإهمال الطبي.

ويرى عبد ربه أن سياسة الاقتحامات لغرف الأسرى والتنكيل بهم والاعتداء عليهم قد زاد هذا العام بالإضافة الى سياسة التعذيب الجسدي والنفسي التي تمارس بحق الأسرى الأطفال خاصة في الساعات الأولى من الاعتقال، مضيفا: هذا بالإضافة الى سياسة عزل كوادر الحركة الأسيرة التي عادت وبقوة داخل الزنازين هذا العام.

البث المباشر