قائد الطوفان قائد الطوفان

2020 سيء على القدس.. تطبيع واقتحامات واستيطان

غزة-رشا فرحات

مرت مدينة القدس في هذا العام بكثير من التغيرات التي جعلته من أسوأ وأخطر الأعوام على مدار تاريخها، ولعل أكثرها إيلاما هو بدايته بالتطبيع الاماراتي ونهايته بالتطبيع المغربي وما تلا ذلك من ممارسات ضربت المدينة المقدسة في مقتل بيد عربية غيرت معالم السياسة في التعامل مع الأقصى.

يقول عبد الله معروف الكاتب المختص في قضايا القدس إن التطبيع فرض دخول العرب للمسجد الأقصى على أساس اتفاق أبراهام، وهو الذي يجعل السيادة الصهيونية على الأقصى شرعية وأبدية.

ويقول معروف إن جريمة التطبيع العربية أعادت تعريف الأقصى باعتباره المسجد القبلي فقط، ويعتبر ساحات الأقصى مساحة مشتركة مع الصهاينة، ويقر بـ"حق" الصهاينة في التنكيل بالمرابطين وإبعادهم.

وقبل أيام أصدرت مؤسسة القدس الدولية الملخص التنفيذي في الذكرى السنوية الـ 51 لإحراق المسجد الأقصى المبارك خلال مؤتمر صحفي ضمن حراك سياسي وإعلامي لنصرة المسجد الأقصى تحت عنوان" بسواعدنا نطفئ الحريق".

وأكد التقرير ازدياد وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك بدعم كامل من الجهات الأمنية والسياسية (الإسرائيلية)، مشيرا إلى تسارع المشاريع التهويدية في محيط المسجد الأقصى لا سيما شبكات المواصلات البرية والجوية لتسهيل تدفق المستوطنين اليهود إلى الأقصى.

وشكل هذا العام تراجعا واضحا في أداء دائرة الأوقاف، بسبب ابعاد عدد من العاملين وسدنة المسجد الحرام في محاولة لتقليص الدور الأردني، في ظل مؤامرة تحاك لسحب البساط من تحت وصايتهم القاضية بإدارة شؤون الأقصى.

وحسب تقرير مؤسسة القدس فإن قضية إغلاق الأقصى بسبب كورونا كان له التأثير البارز حيث استغلت جماعات المعبد الصهيوني هذا الاغلاق واقتحمت الأقصى عدة مرات، وقدمت التماساً يطلب السماح لأفرادها باقتحام الأقصى في الذكرى العبرية لاحتلال القدس.

وعن واقع المدينة المقدسة بشكل عام كان الاستيطان أولوية ركز عليها الاحتلال مستغلا الفترة الانتقالية للرئاسة الأمريكية، وعلى اختلاف الأحزاب الحاكمة لدى الاحتلال، ستظل الأرض هي المسعى الأول بالنسبة له.

ومؤخرا دعت لجنة التنظيم والبناء التابعة للاحتلال في القدس لوضع خارطة هيكلية محلية بمستوى تفصيلي لإقامة 56 وحدة استيطانية؛ و6 عمارات من 5 طوابق متدرجة مع منطقة خضراء مفتوحة، في حي الأشقرية في بيت حنينا، شماليّ القدس.

وقدمت وزارة البناء والإسكان (الإسرائيلية) في يناير/شباط الماضي، خطة لبناء مستوطنة جديدة على أراضي قلنديا، شمالي القدس، لبناء 9000 وحدة استيطانية.

وفي السياق قالت صحيفة “هآرتس” العبرية في 12 من الشهر الجاري، إن البلدية (الإسرائيلية) في القدس وسلطة أراضي (إسرائيل)، قررتا الدفع قدما بأكبر عدد ممكن من المشاريع بما فيها هذه المستوطنات، قبل تغير الإدارة الأمريكية.

وفي فبراير الماضي، جرى تقديم خطة إلى لجنة البناء اللوائية بالقدس لبناء 570 وحدة استيطانية في مستوطنة “هار حوماه” المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي القدس الشرقي.

وعلى الصعيد السكاني، يعاني سكان القدس من تبعات التطبيع، والتوسعة الاستيطانية، وكذلك كورونا حيث اجبر أصحاب المحال التجارية على الإغلاق حتى اللحظة بذريعة الوباء.

كما شكل التوسع الاستيطاني خطرا على بلدة العيساوية المجاورة للقدس حيث خسر عشرات المواطنين المقدسيين بيوتهم في مشروع التلفريك الاستيطاني (الإسرائيلي)، وكل ذلك بهدف التوسع الديمغرافي.

ورصد تقرير جديد لـ"مركز فلسطين لدراسات الأسرى"، 52 عملية اقتحام خلال النصف الأول من العام 2020، فيما بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى حزيران/يونيو الماضي 4600 أسير يتوزعون على 23 سجناً ومعتقلاً من بينهم 170 طفلا.

وفي ذات التقرير احتلت مدينة القدس المركز الأول في أعداد المعتقلين حيث وصلت إلى 1050 حالة اعتقال، منهم إمام المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، والمرابطات في المسجد الأقصى، وبعض من الحراس والسدنة والموظفين في الأوقاف.

البث المباشر