كرر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، مساء اليوم، الأربعاء، في خطاب له أمام عدد من أنصاره المتجمعين قرب البيت الأبيض، مزاعمه بتزوير الانتخابات الرئاسية، مشددا على أنه "لن نتنازل ولن نتخلى ولن نعترف بالهزيمة".
وقال ترامب: "فزنا بالانتخابات فوزا كبيرا والنتائج لم تكن متقاربة، تم تزوير الانتخابات كما لم يحصل سابقا؛ هذا حدث لم يسبق أن وقع ونريد أن يحظى بتغطية إعلامية نزيهة"، مدعيا أنه "حصلت على 75 مليون صوت انتخابي ومع ذلك يقولون إنني لم أفز".
وأضاف "آمل أن يقوم (نائب الرئيس) مايك بنس، بالعمل الصحيح لأنه لو فعل ذلك سنفوز بالانتخابات، على بنس حماية دستورنا، وكل ما عليه فعله أن يطلب من الولايات إعادة النظر في التصديق على الانتخابات".
وحث ترامب نائبه، بنس، على رفض التصديق على فوز بايدن في الكونغرس، كما وجه تحذيرا مبطنا له (بنس) الذي يقع على عاتقه إعلان جو بايدن، فائزا في الرئاسة الأميركية؛ كما شن هجوما حادا على قادة الحزب الجمهوري معتبرا أنهم "متواطئون مع الديمقراطيين"، وقال: "هناك جمهوريون ضعاف مؤسفون ولكنكم أقوى وأذكى فأنتم الشعب الحقيقي الذي بنى هذه الدولة"
وسيرأس بنس الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ التي ستصادق على تصويت الناخبين الكبار، علما بأن الدستور ينص على أن دوره يقتصر على "فتح" الشهادات المرسلة من كل من الولايات الأميركية الخمسين لنقل أصوات الناخبين الكبار فيها. ويمكن فقط لأعضاء الكونغرس الاحتجاج على نتائج بضع الولايات.
إلا أن الضغوط الرئاسية تضع مايك بنس في موقف حرج؛ وقال ترامب أمام أنصاره المهيجين إنه "سأراقب ما سيحصل في الكونغرس لنر إذا كان لدينا قادة أقوياء أم مخجلون"؛ وحرّض أنصاره قائلا: "ستحصلون على رئيس غير شرعي ولكن لا يمكننا السماح بذلك".
وقال ترامب إن "الجمهوريين ينافسون كملاكم يداه مربوطتان خلف ظهره؛ على الكونغرس أن يواجه هذه الهجمة الشديدة على ديمقراطيتنا"، وأضاف أنه "خلال الأسابيع الماضية تمكنا من جمع أدلة كثيرة على تزوير الانتخابات".
وتابع أنه "بعض الولايات غيرت قوانينها الانتخابية بشكل مخالف للقانون ما سمح بهذا التزوير الفاضح للانتخابات، تم احتساب ربع مليون بطاقة اقتراع في بنسيلفانيا تحمل أسماء ناخبين موتى ووهميين".
وادعى أنه "باستخدام ذريعة فيروس كورونا وخدعة التصويت بالبريد سرق الديمقراطيون الانتخابات. أكثر من 10 آلاف بطاقة اقتراع احتسبت في بنسيلفانيا رغم استلامها بعد يوم الاقتراع".
بايدن: الأميركيون يريدون المضي قدما
وفي هذه الأثناء، اقترب الديموقراطيون من السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، من خلال انتخابات فرعية في ولاية جورجيا، في وقت يستعد فيه الكونغرس للمصادقة على فوز بايدن بالانتخبات الرئاسية، على أن يتولى مهامه في 20 كانون الثاني/ يناير خلفا لترامب.
من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي المنتخب، بايدن، بفوز الديموقراطيين المرجح بالغالبية في مجلس الشيوخ، واعتبر ذلك مؤشرا إلى رغبة الأميركيين في المضي قدما، داعيا إلى التعاون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وقال بايدن في بيان هنأ فيه المرشحين الديمقراطين على فوزهما المرجح بمقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ، إنه "حان الوقت لطي الصفحة. يطالب الشعب الأميركي بالتحرك ويرغب في الوحدة. أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى أنه بإمكاننا تحقيق الأمرين".
عرب 48