قائد الطوفان قائد الطوفان

خلافات داخل المشتركة ونتانياهو يسعى لكسر احتكارها الأصوات العربية

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-شيماء مرزوق

بخلاف الجولات الانتخابية الثلاثة السابقة، انقلب الخطاب الإعلامي والسياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو تجاه العرب في الداخل المحتل، وبعد أن شهدت الجولات السابقة تحريضا واضحا على العرب وعلى نواب القائمة المشتركة في مسعى منه لكسب أكبر تأييد له في تلك الانتخابات بين أوساط اليمين وفي مقدمتهم المستوطنون الذين يكنون العداء الصارخ للعرب، اتخذ نتانياهو أسلوبا مختلفا في التعاطي معهم خلال الفترة الراهنة والتي تشهد دعاية انتخابية داخل دولة الاحتلال استعداداً للجولة الرابعة من الانتخابات في اذار/ مارس المقبل.

"رخص انتخابي" هكذا وصفت النائبة عايدة توما سليمان زيارة نتنياهو لمركز التطعيم في مدينة الطيرة 31 ديسمبر 2020 ومحاولته استمالة الأصوات العربية له.

وقد كثف نتنياهو زياراته لبعض المدن العربية في الآونة الأخيرة في مسعى لضرب الإجماع العربي، وكسر احتكار القائمة العربية المشتركة لأصوات العرب، وبالتالي إضعاف تلك القائمة.

نتانياهو الذي أقرت حكومته قانون القومية الذي يهدف لطرد العرب وقانون كامينتس العنصري الذي يستهدف البيوت الفلسطينية في الداخل، ويسرّع في هدمها، كما يقوّض صلاحيات المحاكم فيما يتعلق بتجميد أوامر الهدم، يتجه اليوم للعرب بخطاب مختلف ودعاية جديدة للتقرب منهم في محاولة لكسب أصوات لصالحه بهدف اضعاف قوة القائمة المشتركة، وفي إطار هذه الدعاية ما نشر عنه أنه ينوي ترشيح شخصية عربية في حزب الليكود وحتى تعيينه وزيرا في حكومته التي يأمل تشكيلها بعد الانتخابات.

ومما قاله في إطار ترويجه لسياسة يدعي أنه ينتهجها بحق حديثه خلال زيارته للناصرة قبل يومين عن فرصة لـ"عهد جديد" من العلاقات اليهودية والعربية في (إسرائيل).

وقال نتانياهو: “إذا كان بإمكان اليهود والعرب الرقص معًا في شوارع دبي، فيمكنهم الرقص معًا هنا في (إسرائيل). اليوم تبدأ حقبة جديدة من الازدهار والتكامل والأمن”، مشيرا إلى اتفاقيات التطبيع الموقعة مؤخرًا بين (إسرائيل) وأربع دول عربية.

وقال نتنياهو خلال زيارة غير مسبوقة لبلدة الطيرة العربية لتشجيع التطعيم إنه لا يستبعد وضع نائب عربي على قائمته اليمينية، وأنه ينوي زيارة المزيد من القرى والمدن العربية قريبًا.

كما استغل نتانياهو القلق الذي يسود المجتمع العربي في مجال العنف المستشري، مدعيًا انه يسعى لمكافحة العنف وقال: “أنا على دراية جيدة بالتحديات وأطلقت حكومتي ثمانية مراكز شرطة جديدة في البلدات العربية"، لقد فعلنا ذلك لإنقاذ الأرواح، ولكن هنا في مركز التطعيم، نحن حقًا ننقذ حياة الناس ومن غير المسؤول السماح للوباء بمتابعة الانتشار".

رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة قال "نتنياهو يعتقد أن المجتمع العربي لديه "ذاكرة قصيرة"، وأضاف: "نتنياهو لن يقسمنا إلى عرب جيدين وعرب سيئين".

بينما قال النائب يوسف جبارين: "إن نتنياهو يستغل الظرف الصحي في البلاد من أجل منافع انتخابية له ولحزبه، وأنه لا يمكن الفصل بين الزيارة لمدينتي أم الفحم والطيرة عن السياق الانتخابي العام بعد حلّ الكنيست وعن أزمة نتنياهو الشخصية وصراعه من أجل البقاء بالسلطة".

ويبدو أن محاولات نتانياهو لن تتوقف، فقد تحدث مصدر في بلدية الناصرة اليوم عن رفض رئيس البلدية عرضا من نتنياهو يضمن له المقعد في قائمة حزب الليكود، وهي محاولة جديدة لكسب أصوات عربية جديدة في المدينة.

مساعي نتانياهو بدأت بعد أن حاول التمهيد لها عبر تفتيت القائمة المشتركة كما فتت تحالف أبيض أزرق، فقد سادت خلافات كبيرة بين نواب أحزاب القائمة المشتركة التي شكلت القوة الثالثة في الكنيست في الانتخابات الأخيرة، بعد أن قرر أربعة نواب منتمين إلى حزب "القائمة العربية الموحدة" الإسلامي برئاسة منصور عباس التغيب عن التصويت، في خطوة استثنائية، وسط مؤشرات على التقارب بين عباس ونتنياهو في نوفمبر الماضي.

وقبل التصويت، كانت هناك خلافات في اللحظة الأخيرة داخل القائمة المشتركة، واستخدم أعضاؤها خطاباتهم في الجلسة المكتملة للمطالبة بالوحدة داخل التحالف ذي الغالبية العربية وتجنب انهياره.

ويبدو أن القائمة المشتركة على موعد مع أزمة جديدة تتمحور حول ترتيب مقاعدها استعداداً للانتخابات، حيث ترفض الجبهة فتح القائمة لإعادة ترتيب المقاعد خاصة وانه لم يمر عام على الانتخابات، وأي فتح لهذا الملف سيدخل القائمة في ازمة أعمق.

ويتشكل تحالف القائمة المشتركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير، والقائمة العربية الموحدة.

البث المباشر