تسابق الإدارة الأمريكية ورئيسها الخاسر دونالد ترامب قبل رحيله من البيت الأبيض، الزمن من أجل تعزيز قوة (إسرائيل) على جميع الأصعدة في الشرق الأوسط، وآخرها كان قرار ضم "إسرائيل" إلى القيادة العسكرية الوسطى في الشرق الأوسط، عكس ما كان معمولا به سابقا عندما كانت تابعة للقيادة الأمريكية في أوروبا.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن قرار الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات، دونالد ترامب، ضم "إسرائيل" إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي، "سيفضي إلى تداعيات إقليمية مهمة".
أهمية استراتيجية
وأشارت إلى أنّ ضم (إسرائيل) إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي "ينطوي على أهمية استراتيجية، على اعتبار أن هذه القيادة مسؤولة عن إدارة الحرب العالمية على الإرهاب، بما في ذلك العمليات في العراق، سورية، أفغانستان، والخليج".
وأوضحت أن القرار يأتي في سياق ضغوط مارستها مجموعات موالية لـ"إسرائيل" كانت تدعو منذ وقت طويل إلى تشجيع التعاون العسكري لمواجهة الخطر الذي قد تشكله إيران بالنسبة للمنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الخطوة تندرج كذلك ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب في أيامها الأخيرة لرسم ملامح أجندة الأمن القومي التي سيرثها بايدن، موضحة أن القرار اتخذه ترامب قبل أيام.
وتعني الخطوة أن القيادة المركزية الأمريكية ستشرف على رسم سياسات عسكرية تشمل كلا من "إسرائيل" والدول العربية، ما يشكل نقلة نوعية عما كان معمولا به طوال عقود طويلة.
ومن المهم ذكره أن الإشراف العسكري الأمريكي على "إسرائيل" كان يقع على عاتق القيادة الأوروبية، وقد مكن ذلك الترتيب الجنرالات الأمريكيين العاملين في الشرق الأوسط من التعامل مع نظرائهم العرب من دون أن تكون لهم ارتباطات وثيقة بـ"إسرائيل".
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، كتب ألون بن دافيد، المعلق العسكري في قناة "13" العبرية "هذه خطوة جدية وستمكن إسرائيل من القيام بعمليات مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة المخضرمين في المنطقة، الذين هم حلفاء إسرائيل الجدد، ضد إيران، التي تمثل التهديد المشترك".
تعزيز وتكامل
ويؤكد الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي أن هذا القرار يعني إدماج "إسرائيل" وحلفاء واشنطن في الاستراتيجية الأمريكية للمنطقة.
ويوضح النعامي في حديثه لـ"الرسالة" أن هذا القرار ليس فقط إعلان ومأسسة التعاون العسكري بين "إسرائيل" وحلفاء أمريكا العرب، بل أيضا إحداث تكامل بين المؤسسة العسكرية الصهيونية وجيوش النظم العربية.
ويبين أنه بموجب ضمها للقيادة الوسطى يعني تمكين "إسرائيل" من توظيف المقدرات العسكرية لحلفاء واشنطن العرب التي تستخدمها القيادة الوسطى، وليس بالضرورة من أجل تنفيذ الأجندة المتفق عليها بين الولايات المتحدة والنظم العربية، بل لأجندة إسرائيلية صرفه.
ويشدد النعامي على أن الإعلان بأن ضم "إسرائيل" جاء لمواجهة إيران سيجعل الخليج في مواجهة طهران، التي ستحمل دوله المسؤولية عن أي تحرك عسكري تقدم عليه الأولى، والتي يمكن أن تنفذ عمليات "خنجرية" ضد إيران دون التنسيق مع الخليج، مما يحمل دول المنطقة تبعاتها.
ويشير إلى أن هذه الخطوة تأتي عشية صعود بايدن المتحمس للعودة للاتفاق النووي مع إيران والذي هدد بمعاقبة بعض دول في المنطقة، وبالتالي فمن السذاجة التوقع بأن تستنفر أمريكا للرد على إيران في حال هاجمت هذه الدول، سيما وأن إدارة ترامب سمحت أيضا لإيران فعل كما ما يحلو لها.