أعلن مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 16 أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه، دون أن تقدم لهم إدارة سجون الاحتلال علاجًا مناسبًا لحالتهم الصحية سوى المسكنات؛ الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم ويعرضهم للموت في أي لحظة.
وقال رياض الأشقر، مدير المركز، في تقرير بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان وصل وكالة "صفا"، بأنّ الأسرى المصابين بالسرطان حياتهم مهددة بالخطر؛ نظرًا لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يقدّم لهم "ما يبقيهم أحياء فقط، كي لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون".
وأضاف، "أنّ مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال، مبيّنًا أنّ عام 2020 المنصرم سجّل استشهاد أسيرين بعد معاناتهم من مرض السرطان، وهما الشهيد الأسير كمال أبو وعر من جنين، والشهيد الأسير سعدى الغرابلي من مدينة غزة، مؤكّدًا أنّ الاحتلال رفض إطلاق سراحهما برغم خطورة حالتهما المرضية".
وقال إنّ الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من حقوقهم كافة، وما بين مطرقة مرض السرطان الخطير الذي لا يوجد له دواء شافٍ في ظل استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم تقديمه العلاج اللازم لهم، إضافة إلى تهديد فيروس كورونا الذى أصاب مئات الأسرى.
وبيّن أنّ الظروف القاسية داخل سجون الاحتلال تعتبر "أرضية خصبة لإصابة الأسرى بالأمراض بما فيها الخطيرة، وما بين الحين والآخر يتم اكتشاف إصابة أحد الأسرى بمرض السرطان، كان آخرهم الاسير "حسين المسالمة" من بيت لحم، حيث تبين إصابته بمرض سرطان الدم وحالته الصحية حرجة للغاية ويقبع منذ أسابيع في مستشفى سوروكا في حالة غياب عن الوعي".
وذكر أنّه جرى مؤخرًا اكتشاف إصابة الأسير جمال إبراهيم عمرو (48 عامًا)، من الخليل والمعتقل منذ عام 2004، بمرض السرطان في الأمعاء وصل إلى الكلى والكبد والرئتين، موضحًا أنّ الأسير عمرو "بالكاد يستطيع التنفس نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ولا يتلقى سوى المسكنات فقط، وحالته الصحة في تراجع مستمر".
كما ذكر أنّ الحالة الصحية للأسير عماد عبد الخالق أبو رموز (46 عامًا)، من سكان مدينة الخليل والمعتقل منذ عام 2004، تراجعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وعقب الكشف عليه تبيّن إصابته بورم سرطاني في منطقة الخصيتين يستدعي إجراء عملية جراحية عاجلة لاستئصال إحداهما قبل أن ينتشر المرض في أماكن أخرى من جسده، لافتًا إلى أنّ الأسير أبو رمزو أصيب بفيروس في الكبد لا تعرف ماهيته.
مرضى مسنون
في السياق، أشار مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى لوجود أسيرين مسنّين مصابين بمرض السرطان تجاوزت أعمارهما 70 عامًا، وهم أكبر الأسرى سناً.
وبيّن أنّ الأسير الأول هو فؤاد حجازي الشوبكي (82 عامًا) وهو مصاب بمرض سرطان "البروتستاتا" وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج أكثر من مرة دون فائدة، وحالته الصحية تتراجع بشكل مستمر، ورفض الاحتلال العشرات من المناشدات التي صدرت عبر جهات مختلفة لإنهاء معاناته، حيث أمضى 14 عامًا من حكمه البالغ 17 عامًا.
وأضاف بأنّ الأسير الثاني هو موفق نايف عروق (78 عامًا) من مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 48، والذي تبيّن أنّه يعاني من مرض السّرطان في الكبد والمعدة، ونقل إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي عدة مرات إثر تدهور ملحوظ على حالته الصحية، وهو معتقل منذ 18 عامًا، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عامًا، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي.
وحذّر الأشقر من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان؛ نظرًا لأوضاعهم الصحية الصعبة، وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية في سجون الاحتلال؛ الأمر الذى ينعكس على من تحرر منهم حيث تلاحقهم آثاره خارج السجن، وأدّت في كثير من الحالات إلى استشهاد أسرى بعد تحررهم، كان آخرهم الأسير المحرر محمد صلاح الدين من مدينة القدس المحتلّة، والذي ارتقى بعد 3 شهور فقط من الإفراج عنه، حيث أصيب بمرض السرطان خلال اعتقاله في سجون الاحتلال.
ودعا المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام كافة إلى تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل انتشار جائحة كورونا في سجون الاحتلال.
كما طالب المؤسسات والهيئات الدولية كافة، وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة سبب تزايد إصابة الاسرى بمرض السرطان داخل السجون، والعمل من أجل إطلاق سراحهم حيث يهددهم الموت في كل لحظة نظرًا لخطورة أوضاعهم الصحية.