قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الانتخابات الفلسطينية...القائمة التي نريد؟!

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

د.حسن محمد أبو حشيش/أستاذ الإعلام وكاتب سياسي

من مسلمات القراءة السياسية للحالة الفلسطينية ان اتفاقيات أوسلو كانت الصاعق الذي فجر المجتمع الفلسطيني , وأحدث الانشطار والفرقة والانقسام الداخلي .وظهر مصطلح المعارضة والتي كانت على أساس الموقف من هذه الاتفاقيات , وليس على أساس آخر من قبيل داخل منظمة التحرير وخارجها , داخل الوطن وخارجه...وتعزز أمر المعارضة بعد فشل اوسلو في نهايات 1999م واندلاع انتفاضة الأقصى .وبقي الوضع في هذه القراءة إلى ان جرت الانتخابات التشريعي الثانية 2006م فوز المعارضة بالأغلبية وتسلسل الأحداث إلى قرار اجراء انتخابات ثالثة بطلب وضغط دولي وإقليمي على قيادة السلطة بذريعة تجدديد الشرعيات , وذلك لتتمكن قيادة السلطة بعد الانتخابات من العودة للمفاوضات ونفق التسوية المظلم وإلى سياسة بيع الوهم .

وبعيدا عن بعض الجزئيات اليومية , والانطباعات النمطية , وتأثيرات أساليب الدعاية السوداء المستخدمة لحرف الأنظار وتشويش وعي الجمهور خلال ال13 سنة الماضية بأن الانقسام هو على السلطة والنفوذ والمكاسب...فأن الحقيقة الأصلية والأكثر واقعية هي أن الانقسام الفلسطيني ليس بين غزة والضفة , وليس بين فصيل سياسي وفصيل آخر , بل الانقسام هو بين تيارين, وبين منهجين, وبين برنامجين , وبين فلسفتين, وبين مدرستين ... تيار مقاوم بكل انواع المقاومة (السلمية والشعبية والمسلحة) وتيار التسوية والتمسك بأوسلو رغم إنهائه من الاحتلال .

والواقع يشير ان تيار المقاومة يمثل أغلبية لدى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدة ( غزة والضفة والقدس والخارج)حتى من داخل صفوف فصائل السلطة , وان تيار التسوية هو الأقلية , ولكنه متنفذ ومتحكم بالقرار والإمكانيات بحكم علاقاته مع الإقليم والدول الدولية والاحتلال. هذا الواقع إضافة لكون الانتخابات المقبلة تعتمد على التمثيل النسبي الكامل والذي قد يحول بين القائمة الواحدة وبين الأغلبية ... يتطلب البحث الجدي والدقيق والعميق في شكل ومضمون القائمة التي نريدها كشعب وكوطن والمرتبطة بالمبادئ والبرامج وليس بحركات أو أحزاب أو عائلات . وعليه أدعو كل مكونات المجتمع بعيدا عن اللون الحزبي والذين يؤمنون بالمقاومة بأشكالها المختلفة إلى تشكيل قائمة الوطن , او قائمة الثوابت, او قائمة من أجل فلسطين , او قائمة القدس أو أو أو... أي مسمى يعكس الهدف والهوية . كما وأدعو الفصائل المقاومة التي لم تقرر بعد المشاركة في الانتخابات إلى عدم الوقوع في خطأ المقاطعة, وعليهم المشاركة بقوة في هذه القائمة الشاملة للوطن لونا وفكرا وسلوكا , كما أدعو إلى عدم التوقف عند عدد نصيب كل طرف, وعلى الكبير ان يفسح المجال إلى الجميع , فمن يستحق مقعد يأخذ مقعدين ومن يستحق ثلاثة يأخذ أربعة ... وهكذا . لتكن انتخابات مفصلية لتغير النظام السياسي الفلسطيني للأفضل , وإعادة الاعتبار للقيم وللأصول الوطنية, وليعلم العالم كله أن غالبية الفلسطينيين يخوضون الانتخابات على أساس رفض الخنوع , والاتفاقيات المذلة للأرض وللإنسان على مدار ربع قرن ويزيد . الكرة في ملعب هذه التيار ومكوناته , والمسئولية تقع على صغيره وكبيره , وضعيفه وقويه , وكثيره وقليله ’ في الداخل والخارج وحتى في السجون .إذا أراد من يملك القرار الانتخابات فرصة تهديد لنحولها إلى فرصة تغيير .

(انتظرونا في مقال: تحليل البيئة الانتخابية)

البث المباشر