مقال: لا نريد كلاما نريد فعلا يعزز ثقافة الأسر

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

من الحكمة عدم الانجرار خلف تصريحات محمود عباس لأنه لم يأت بجديد بل هو تحدث عن قناعات ثابتة وإيمان راسخ بما يتحدث به، ويجب ألا نحمل حديثه أكثر مما يحتمل وهو أن الرجل يعبر نفسه فقط، ولكل إنسان حرية التعبير عن الرأي، وعلى من يخالف عباس في طرحه أن يتحدث عن رؤيته بوضوح تام دون أي تعريج على تصريحات عباس أو حتى التعليق عليها.

ولكن الرد الأبلغ لمن يخالف عباس فيما طرح وتحدث به أن يأخذ شكلا عمليا من خلال التعبير عن الموقف بعيدا عن الكلام والشعارات والتجاذبات والأوصاف المفيدة وغير المفيدة، والرد العملي على من يرون أن اسر الجنود هو من ثقافة شعبنا أن يشحذوا الهمم وان يسارعوا الخطى وان يرسموا الطريق التي تمكنهم من اسر جنود صهاينة كما حدث في الوهم المتبدد حتى يقولوا للعالم وعلى رأسهم الصهاينة أن أسر الجنود ثقافة فلسطينية هدفها إطلاق سراح أسرانا المعتقلين في سجون الاحتلال، لأنها الطريقة الوحيدة التي يفهمها العدو ودونها لن يتم الإفراج عن الأسرى وخاصة ذوي الأحكام العالية التي لو قضاها الأسرى فسيخرجون موتى محملين على النعوش.

يكفينا مناكفة كلامية وتصريحات وردودا على التصريحات فهذه لن تجدي نفعا، نحدد موقفنا ونمضي نحو إقراره على ارض الواقع حتى تتحدث أفعالنا عن أقوالنا ومواقفنا؛ وألا نكون مثل من يقول أن اسر الجنود ليس من ثقافة الشعب الفلسطيني ويفخر بالتعاون الأمني ويعتبر الصهاينة الغاصبين جيرانا وأصدقاء وأبناء عمومة ولهم الحق الكامل في العيش على أرضنا المغتصبة وأن على الفلسطينيين أن يقبلوا بالأمر الواقع لأنه ليس من العدل وفق وجهة النظر التي يؤمن بها عباس أن يلقى بهؤلاء الصهاينة في المجهول، ومن ناحية إنسانية يقبل بهم لنعيش جنبا إلى جنب معهم ونتقاسم معهم الأرض ورغيف العيش.

من حق أسرانا ألا يًضيعوا في مساجلات كلامية لن تفضي إلى شيء بل إلى مزيد من التشرذم والتفسخ والردح من أناس تتمنى أن يبقى الحال على هذه الطريقة العقيمة التي لن تجدي نفعا، الأسرى يموتون يوميا ويدفعون أعمارهم ثمنا لحريتنا نحن وكرامتنا، لذلك هم يطمعون فيمن يرفض ثقافة عباس ويرى أن الثقافة الحق هي تحقيق معادلة الأسر، وهي ثقافة ثبت أنها انفع، وآلاف الأسرى ينتظرون هذه الثقافة، فهل سنشفي غليلهم ونحقق ثقافتنا وثقافتهم التي نؤمن بها على ارض الواقع؟

أيها السادة الكرام ارونا منكم ما يعزز ثقافتنا وثقافتكم على ارض الواقع لا نريد منكم كلمات في الهواء ولا خطابات على فضائيات ولكن نريد خططا محكمة لتحقيق هذه الثقافة، ونحن نعلم أنكم تعملون وتحاولون وفق الإمكانيات التي بين أيديكم فامضوا في تحقيق هذه الثقافة ولا تلتفتوا للمخالفين ودعوهم يقولون ما يريدون وانتم افعلوا ما يحقق للأسرى انفراجة ويمكنهم من الخروج كما مكن إخوانكم، وعندها ستثبتون للجميع صدق ثقافتكم وأصالتها لأن العبرة بالنتائج وليس العبرة بكثرة الكلام أو بالصور والقبلات وتشابك الأيدي والمباركات من أعداء الشعب والأمة.

نناشدكم بسرعة تطبيق ثقافة اسر الجنود لأننا عطشى إلى رؤية الأبناء والأصحاب والأحباب قبل أن نفارق الحياة وقبل أن نودعهم ونحن نحمل جثامينهم إلى المقابر، فدعوا الأقوال للمجيدين لها، والفعل أنتم صناعه، فألف كلمة لا تساوي قذيفة حديد.

 

البث المباشر