لا يفوت قطعان المستوطنين فرصة للتنكيل بالمواطنين في الضفة الغربية، معتمدين على غياب ردود الأفعال من السلطة لذا فإن تلك الاعتداءات تصل حد القتل كما حدث مع المواطن الخمسيني بلال شحادة.
الشهيد الذي يقطن مدينة البيرة استشهد الجمعة الماضية على يد أحد المستوطنين بعد تعرضه ومجموعة من المواطنين للدهس على مفترق خط تسعين القادم من جهة الأغوار الشمالي، فيما أصيب آخرون إصابات خطيرة.
وفي مساء ذات اليوم أُصيب الشاب الفلسطيني نصير عامر بجروح بالغة وكسور، عقب اعتداء مستوطنين عليه قرب بلدة كفر قليل جنوبي نابلس شمالي الضفة، ودفعه عن إحدى الصخور، وأدخل مستشفى رفيديا لتلقي العلاج.
وكان عامر قد خرج بعد صلاة الجمعة مع مجموعة من الشباب في مسيرة ضمن فعاليات نظمتها الحملة الشعبية والوطنية المناهضة للاستيطان.
وبالإضافة الى عامر أصيب أربعون فلسطينيا بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال ضد المتظاهرين في بلدة العيسوية رفضا للهجمة الاستيطانية المنظمة ضد البلدة، هذا بالإضافة إلى حملة اعتقالات في البلدة ومناطق مختلفة من مدينة القدس جميعها يشارك فيها المستوطنون.
وقد برز إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين بشكل ملحوظ العام الماضي حيث نقل تقرير لصحيفة "هآرتس" أنه في العام 2020 أبلغ عن 370 "حادث عنف" ضد مواطنين فلسطينيين ارتكبها مستوطنون.
وقبل شهر أصيبت امرأة فلسطينية، حيث قالت وسائل إعلام فلسطينية إن مستوطنا دهس المعلمة الفلسطينية أسماء سلايمة وطفلتها وابن شقيقها عند أحد الحواجز القريبة من المسجد الإبراهيمي، في الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس من خطورة ارتفاع أعداد هجمات المستوطنين في الفترة الأخيرة والتي قد تقود إلى جرائم كبيرة أشبه بجريمة عائلة دوابشة.
ولفت دغلس إلى أن المستوطنين أصبحوا يشكلون دولة بمفردهم، لهم قراراتهم ويقومون بعمليات تحت حماية جنود الاحتلال.
وحسب دغلس، فإن "اعتداءات الجماعات تصل إلى 300 اعتداء سنويا في مناطق الضفة الغربية، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي لصالح البناء الاستيطاني وشق الطرق لصالح المستوطنين".
ويقطن ما يزيد على 700 ألف مستوطن (إسرائيلي) في الضفة الغربية وشرق القدس.
بدوره أكد جمال عمرو المختص بقضايا القدس والاستيطان، أن الاحتلال يعتبر نفسه إحلاليا ويريد أن ينكل بالمواطنين، بهدم البيوت وقتل المتظاهرين واستباحة دمائهم.
ويلفت عمرو في اتصال مع "الرسالة" إلى أن المستوطنين لم يعودوا كذلك بل هم الدولة والدولة ملك لهم، وحكومة نتنياهو حكومة مستوطنين ولم يعد لدينا قدرة على التفريق بين المستوطن والجندي.
ويقول عمرو: "المستوطن مدعوم من الحكومة التي تموله، وكل مرة يزداد هذا العدوان شراسة ونلاحظ أن كل عمليات العدوان يشارك فيها المستوطنون والفلاشا والحريديم وهذا العام زادت هجماتهم بشكل واضح.
وينوه عمرو إلى أن حكومة نتنياهو تسترضي المستوطنين وتركع لمطالبهم لذلك فإن نتنياهو يحذر من حكومة فيها يسار وعرب، ويؤكد دائما أنه يجب على اليمين أن يشكل الحكومة.