قائد الطوفان قائد الطوفان

غيث.. المناضل الصحافي المحاصر منذ أحد عشر عاما

غيث
غيث

الرسالة نت-رشا فرحات

لطالما كان أصحاب الرسائل القوية الثابتة هاجسا مقلقا للمحتل (الإسرائيلي) الذي يحاول السيطرة عليهم ما استطاعوا من خلال الحصار والاعتقال، والمنع من التنقل والسفر وهذا ما فعلوه مع مدير عام مؤسسة الضمير لرعاية الأسير عبد اللطيف غيث.

عاش غيث في مدينة شعفاط، أحد ضواحي القدس التي ولد وكبر فيها قبل أن تتحول معظم أراضيها إلى مستوطنات. 

بدأت حياة عبد اللطيف بالتغير عند وقوع النكسة في عام 67 حيث كان يعمل معلما في إحدى المدارس المقدسية قبلأن يترك كل شيء لينخرط في العمل المقاوم.

بدأ بأنشطة المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين وحتى تأسيس جناحها العسكري في القدس والخليل، تحت مسمى "أبطال العودة" إذ عمل ضمن مجموعة الراحل عبد الرحيم جابر، والتي نفذت سلسلةً من العمليات الفدائيةفي القدس ويافا المحتلة.

ترأس غيث عددا من العمليات الفدائية، في القدس والخليل، وقاد تفجير مبنى الاستخبارات (الإسرائيلية) في (تل أبيب) في عام 1968، لتبدأ رحلته مع المطاردة، حيث طارده الاحتلال وزملاءه في كتائب ومجموعات أبطال العودة، وحكم عليه في عام 69 بالسجن ثماني سنوات.

يقول أبو نضال: "في فترة الأسر أدركت إضافة لكل القضايا الفلسطينية قضية أخرى وهي قضية الأسرى، قضية الإنسان".

ظلت قضية الأسرى حاضرة في أولويات غيث بعد خروجه من السجن، وزاد تبنيه للقضية بعد عمله في الصحافة الفلسطينية، وتأسيسه رابطة الصحفيين العرب، في العام 1979، والتي تبلورت في العام 1994، لتشكل نقابة الصحفيين الفلسطينيين. 

بقيت قضية الأسرى هي الأساس، حتى أسس غيث مؤسسة الضمير لدعم حقوق الأسرى في القدس وكانت هي النواة التي بسببها منع من السفر، ولا يزال أبو نضال رئيس مجلس إدارة المؤسسة لغاية اليوم.

منذ عام 2011 يبدو " أبو نضال" كالمعتقل الإداري، كلما شارفت مدة المنع على الانتهاء حتى يجددها الاحتلال تلقائيا.

تتجدد فترة المنع كل ستة أشهر، حتى تجدد أمر المنع عشرين مرة حسب ما أخبرنا غيث، ووصل عدد الأعوام لأحد عشر، مع مساومة خفية على الثوابت، ولكن غيث ظل يردد: "لأنني صاحب رسالة قوية، يجب أن أدفع ثمنا اجتماعيا وسياسيا حتى أحافظ على موقفي، فأحد حقوقي المشروعة أن يكون لي موقف من كل القضايا، وسأظل أعبر عن هذا الموقف ما حييت"  

ولعله من السخرية بمكان حين نعلم أن غيث عضو في المجلس الوطني الفلسطيني وفي منظمة التحرير الفلسطينية وهو ممنوع من التنقل والسفر بأمر من الحاكم العسكري (الإسرائيلي).

ورغم كل أشكال المنع يعلق على كل ذلك قائلا:" أنا مجبر على الإقامة في القدس، ورغم أن عائلتي تبعد عن المدينة مجرد 200 متر لا يحق لي زيارتهم أو رؤيتهم، لكنالإنسان الحر يشعر بالحرية، حتى وهو داخل السجن، لأنّ عقله حر وفكره حر، ولأنّ روحه حرة".

وجددت سلطات الاحتلال أمر منع عبد اللطيف غيث للمرة الأخيرة في شهر ابريل الماضي، ولكن المنع لم ينته خلال أكتوبر كما يقول القرار، بل جدد تلقائيا لأن المحتل يخشى من تنقل رجل ثمانيني، فهو يعلم أن الحرية في الرسالة التي يحملها.

البث المباشر