للمرة الأولى تتحدث الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن عن رؤيتها لحل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) على مبدأ "حل الدولتين" المقبول دوليًا، بعد أن اعتمدت الإدارة السابقة بقيادة ترامب حل الدولة الواحدة، دون الاعتراف بدولة للفلسطينيين.
وفي تفاصيل الموقف، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع وزير الخارجية غابي أشكنازي، حيث قال له إن حل الدولتين هو أفضل طريقة للحفاظ على (إسرائيل)، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعتقد أن "حل الدولتين هو أفضل طريقة لتأمين مستقبل (إسرائيل) كدولة يهودية وديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية".
وقالت وسائل الاعلام (الإسرائيلية) إن هذه هي المحادثة الثالثة بين الاثنين منذ دخول إدارة الرئيس جو بايدن البيت الأبيض، موضحةً أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الوزير الامريكي بشكل مباشر وصريح عن دعم إدارته الجديدة لحل الدولتين.
وأشارت مصادر عبرية إلى معارضة الوزير الامريكي في وقت سابق من هذا الشهر، في مقابلة مع CNN على السيادة (الإسرائيلية) في مرتفعات الجولان، التي أعلن بها الرئيس السابق دونالد ترامب دعمه لها.
وتشير التقديرات السياسية إلى أن بايدن يميل أكثر إلى مسألة حل الدولتين وضد الاستيطان والضم، وتعزيز المسار التفاوضي الدبلوماسي لحل الصراع، وهو ما يخالف بشكل كامل سياسة ترامب التي منحت نتنياهو "شيكًا على بياض" لتنفيذ ما يريد على الأرض.
من جهته، يتوقع السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايكل أورين، أن يحافظ بايدن على "العلاقة الخاصة القائمة بين (إسرائيل) والولايات المتحدة".
لكن في الوقت نفسه قال: "التساهل الذي حظينا به خلال عهد ترامب قد انتهى، لقد وضع ترامب معيارًا فريدًا، تضمّن فقط المودة وعدم انتقاد (إسرائيل)، لن يكون هذا هو الحال بعد الآن، لكنه لن يكون كذلك كما كان في عهد أوباما".
بينما تذهب العديد من المؤشرات في اتجاه تطبيق الصفقة القائمة على تجميد الحديث في القضية الفلسطينية مقابل تحييد (إسرائيل) في المفاوضات الأمريكية مع إيران" ويدلل على ذلك عدم تعيين مبعوث خاص للملف الفلسطيني أسوة بالملفات الشرق أوسطية الأخرى، حيث حرص البيت الأبيض على تعيين مبعوث لإيران وآخر لليمن، كما جدد للمبعوث الأفغاني، بينما تجاهل الموضوع الفلسطيني، وهو ما يتوقع معه أن يتأجل البت في هذا الملف بالوقت الراهن.
وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية أحمد رفيق عوض إن نتنياهو يعي جيدًا أن العصر الذهبي في التعامل الأمريكي مع (إسرائيل) انتهى برحيل ترامب عن كرسي الحكم.
ولفت إلى أن الاحتلال الآن يتعامل لترويض بايدن في اتجاه الموافقة على كل القرارات التي تصب لصالح الموقف الإسرائيلي كما كان ترامب، أو على جزء كبير منها على الأقل.
ويضيف الدكتور عوض في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" أنه في المقابل تسعى الإدارة الأمريكية إلى إيصال الرسائل إلى نتنياهو وحكومته بمواقفها اتجاه شتى القضايا السياسية والأمنية المتعلقة (بإسرائيل) ومحيطها، وأبرزهما الملف الفلسطيني والملف الإيراني، وكان آخر تلك الرسائل بالتأكيد على أن حل الدولتين هو الأساس لإنهاء الصراع.
وأوضح أن إدارة بايدن تعمل تدريجيًا على حرف بوصلة تعامل ترامب مع (إسرائيل)، وإيصالها إلى حد الاعتدال على الأقل، على قاعدة تعامل الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا سيما سياسة الرئيس بارك أوباما؛ نظرا إلى تأثر بايدن بسياساته إبان عمله كنائب لأوباما عام 2010.
وفي نهاية المطاف، فإن أساس المواقف الأمريكية اتجاه الاحتلال الإسرائيلي سيصب حتمًا في مصلحة الاحتلال، ولكن يعول الكثيرون على أسلوب التعامل مع الطرف الفلسطيني، وتخفيف حدة التطرف لصالح (إسرائيل) كما كان الحال في عهد ترامب.