"جماعة المصالح".. أصوات تعلو لإفساد التوافق!

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-محمد عطا الله

تُفجر الأصوات "النشاز" التي تخرج مع كل جولة ومحطة يتم فيها التقارب السياسي بين الفصائل الفلسطينية، أي محاولة لتقريب وجهات النظر أو التوصل لاتفاق من شأنه أن ينهي الانقسام ويحقق الوحدة الوطنية.

ومن الواضح أن تلك الأصوات التي تغيب طويلا في بعض الأوقات، سرعان ما تخرج على الشاشة بتصريحات استفزازية التي تحمل سموما، وتدفع باتجاه تدمير أي خطوة تهدف إلى إنجاز المصالحة.

هذه الوجوه باتت نذير شؤم على المواطنين، خاصة وأنها لا تغريد إلا خارج السرب، وتجدف عكس التيار، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول ظهورها في أوقات حساسة، لا سيما عند الإعلان عن وجود توافقات أو لقاءات أو تقاربات في ملف المصالحة!

ولعل من أبرز تلك الوجوه، عزام الأحمد المشهور بتصريحاته الهجومية اللاذعة ضد مواطني قطاع غزة عموما، وحركة حماس على وجه الخصوص، عقب لقاءات المصالحة أو حتى ما جرى مؤخرا من توافق للاستعداد للذهاب للانتخابات.

"الأحمد"، والذي يمكن تصنيفه ضمن "جماعة المصالح" من أبرز الشخصيات التي اعتادت على الخروج المتكرر في مختلف محطات التوافق وهو من أكثر الشخصيات التي تتولى العديد من المناصب في حركة فتح، فهو رئيس وفد المصالحة والملف السوري واللبناني ورئيس كتلة فتح البرلمانية وعضو اللجنة المركزية وعضو اللجنة التنفيذية والساحات في الحركة.

واشتهر الرجل بتصريحه الذي وصف فيه قطاع غزة بطائرة مخطوفة ويجب استعادتها من "الإرهابيين" في إشارة إلى حركة حماس، إلى جانب خروجه في كل محطات المصالحة محاولا تكدير صفو أي اتفاق.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد دعا أيضا المواطنين قبل سنوات قليلة إلى التمرد على حركة حماس، موجها حديثه لسكان القطاع بالقول "انتفضوا في وجوههم وفي وجه كل من يستمر فيه ويسانده، فقد آن الأوان لوضع حد للانقسام".

عداء الرجل لم يتوقف على "حماس" وحدها، فقد شنّ هجوما لاذعا على حركة الجهاد الإسلامي إبان حوارات موسكو في شهر فبراير 2019 ما فجر تلك الحوارات وعطّل الوصول لبيان ختامي توافقي، بعد أن اتهم الجهاد بالتحالف مع حماس وعدم اعترافها بمنظمة التحرير.

ومؤخرا، خرج الأحمد بتصريحاته الجدلية ليعلن رفضهم الدخول في قائمة مشتركة مع حماس في الانتخابات المقبلة، بل ذهب إلى شن هجوم على الحركة واتهام المحاكم في قطاع غزة بغير الشرعية.

ولم يكن "عرّاب" التنسيق الأمني، حسين الشيخ، عن الأحمد ببعيد فغالبا ما يطل الرجل بتصريحاته الهجومية هو الآخر عند الحديث عن وجود توافقات أو لقاءات مصالحة، ليوزع الاتهامات ويوتر الأجواء التوافقية.

وفجّرت تغريدة للشيخ مؤخرا، حالة التوافق، عندما شنّ ما يسمى بوزير الشؤون المدنية، هجوما لاذعا على القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، بعد أن طالب الأخير بضرورة عرض اتفاقية الغاز على المواطنين في قطاع غزة والتي وقعتها السلطة ومصر.

وغرّد الشيخ قائلا: "ردا على ما قاله السيد ابو مرزوق بخصوص اتفاقيات الغاز على شواطئ غزة، اقول إن الاتفاقيات تتم بين دول، وفلسطين عضو في منتدى غاز المتوسط!! الاتفاقيات توقع مع دول سيد أبو مرزوق وليس مع فصائل وتنظيمات".

ولا يبعد رئيس المكتب الاعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، كثيرا عن سابقيه، ويحاول التقرّب من جماعات المصالح في حركته بهجومه المتكرر بين حين وآخر على حركة حماس.

وسعى الجاغوب قبل عامين من خلال تصريحاته الهجومية إلى ركوب الموجة في حراك شبابي نظّمه بعض المواطنين في قطاع غزة للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية، ووصف ذلك الحراك بأنه ثورة على "الانقلاب" على حد زعمه.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن هناك من لا يروق لهم الوصول إلى أي توافق أو مصالحة مع حركة حماس، مرجعا ذلك إلى أن أي تقارب يضر بمصالحهم الشخصية.

ويوضح الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن تلك الشخصيات باتت معروفة ولديها مصلحة شخصية في بقاء الانقسام وأصواتهم نشاز وتسبب الخلافات في كافة المحطات التي يتم التوافق عليها بين الفصائل.

ويبين أن ذلك يدل على حجم الخلاف القائم بين قيادات حركة فتح التي يريد البعض فيها المصالحة وآخرون يرفضونها، وهو ما يدفعهم إلى محاولة التخريب من خلال إطلاق الاتهامات.

ويشير إلى أن الاتفاق مع حماس يخرج هؤلاء من دائرتهم التي اعتادوا على البقاء فيها والكسب المادي، والمصالحة ستحرمهم الكثير من المصالح الشخصية التي كسبوها خلال عملهم في هرم السلطة.

البث المباشر