قائد الطوفان قائد الطوفان

ما سر رسائل "الجكر" بين نتنياهو والأردن؟

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

نشرت وسائل الإعلام خبرا يتحدث عن منع الاحتلال الإسرائيلي لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله من زيارة الأقصى عبر معبر الكرامة.

وتحججت (إسرائيل) في منعها بأن عدد الحراس المرافقين للأمير كان أكبر من العدد المتفق عليه، لتمنعه من الدخول إلى المناطق التي تقع تحت وصاية مملكته منذ عهد جده الملك الشريف بن علي قبل مائة عام.

ولأجل ما أسماه الاحتلال التدابير الأمنية داخل الأقصى، منع الأمير الأردني من الزيارة، وفقا لخلافات قديمة على شروط وضعتها (تل أبيب) حول التدابير الأمنية التي سيتم اعتمادها في ساحات الأقصى والتي تؤكد سيادة الاحتلال عليه.

ويأتي ما فعله الاحتلال مخالفا لبنود اتفاقية وادي عرابة التي تقر بالسيادة الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس.

وفي الرد الأردني على ما فعلته (إسرائيل) فقد أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته للإمارات بناء على رفض عمّان مرور طائرته عبر الأجواء الأردنية، ما كشف عن عمق الأزمة التي تولدت بين الأردن والاحتلال في الفترة الأخيرة بسبب سحب الوصاية تدريجيا منها عن المسجد الأقصى.

ونشر قبل أيام تعليق لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي حول سحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الفلسطينية وإعطائها للسعودية كإغراء لقبول الأخرى بالتطبيع مع (إسرائيل).

وقال الوزير الأردني أن هذا التفكير غير منطقي حتى لو تم التطبيع بين السعودية و(إسرائيل).

ويرى الدكتور جمال عمرو المرابط والمختص بقضايا القدس أن ما حدث بين الأردن و(إسرائيل) من رسائل الجكر واللعب كما وصفها ليس لها أي قيمة فقد كان من الممكن أن يدخل الأمير الأردني وحده ويخرج بدون أن يراه أو يعلم به أحد على حد قوله.

ويعتقد عمرو أن كل ذلك لا يتعدى مجرد " الاستعراض الإعلامي" لأن (إسرائيل) في الأساس لا تريد بديلا عن الأردن، مضيفا: "لا أعتقد أن السعودية يمكن أن تكون بديلا مناسبا للاحتلال"

ويلفت عمرو إلى أن الاحتلال لا يريد وصاية غير وصايته هو على الأقصى، بل أن اجراءه أتى تماشيا مع العقيدة اليهودية التي ترى أن أورشليم هي عاصمة الدولة اليهودية، ويريدون توجيه رسالة إلى الأردن بأن (إسرائيل) هي من تضع البروتوكول، وهي من تقرر حتى البوابة التي على الأمير الأردني أن يدخل منها، كما يقول عمرو.

ويحجب الاحتلال الامتيازات من الأوقاف الأردنية بالقدس منذ فترة تدريجيا ولم يحرك الأردن ساكنا، وما جرى هو فقط رد للصفعة لأنها كانت علنية، وكل ما فعلته ليس له أي قيمة على حد تعبير عمرو.

في المقابل كشفت الإذاعة الرسمية (الإسرائيلية) أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمر الخميس الماضي بإغلاق مؤقت للأجواء الإسرائيلية أمام الطائرات الأردنية، تزامنا مع رفض عمّان مرور طائرته عبر الأجواء الأردنية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو أمر بإغلاق الأجواء الإسرائيلية أمام حركة الطيران المدني الأردني لمدة ساعتين فقط، متخذا قراره دون تنسيق مع وزارتي الدفاع والخارجية.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس رئيس الوزراء نتنياهو بتخريب العلاقات الخاصة مع الأردن.

البث المباشر