قائد الطوفان قائد الطوفان

العقوبات تلاحق القدوة وعباس لا يكتفي بالطرد

عباس والقدوة.jpg
عباس والقدوة.jpg

 الرسالة نت - شيماء مرزوق

 لم يكتف (شيخ العشيرة) بالطرد، بل بدأ بالملاحقة وفرض العقوبات على الابن المتمرد داخل تنظيم فتح مؤخراً، فبعدما أعلن الرئيس محمود عباس فصل ناصر القدوة من اللجنة المركزية لفتح، شن حملة عقوبات عليه.

وقررت السلطة وقف المخصصات المالية لمؤسسة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتي يترأسها القدوة الذي اعتبر القرار محاولة لمعاقبته على موقفه من الترشح خارج قائمة حركة فتح.

وجاء في نص الوثيقة المرسلة من مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني إلى وزارة المالية في حكومة رام الله، أنه سيتم وقف صرف أي مخصصات مالية أو نفقات تخص مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، سواء بشكل مباشر أو عن طريق التحويل المالي للصندوق القومي الفلسطيني، وذلك بناء على تعليمات رئاسية واردة للصندوق.

وختم الصندوق وثيقته بأنه تم وقف جميع المخصصات الخاصة من طرفه.

وتأسست مؤسسة ياسر عرفات، بموجب المرسوم الرئاسي رقم 5 لعام 2007، والمرسوم المعدل لعام 2008، لغاية المحافظة على تراث الرئيس الراحل وتخليد ذكراه لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والصديقة، والقيام بنشاطات خيرية، وإنسانية، واجتماعية، وأكاديمية لخدمة الشعب الفلسطيني.

وذكر القدوة، في لقاء عبر تطبيق زوم، أن تعليمات التضييق على المؤسسة نابعة من موقفه بالترشح للانتخابات ومحاولة إثنائه عن موقفه، مضيفا أنه لم يبلغ رسميا -حتى لحظة اللقاء- بوقف المخصصات من طرف الصندوق القومي الفلسطيني.

ولم تكتف السلطة بذلك بل قررت سحب المرافقين الشخصيين منه، إضافة إلى سحب المركبات المخصصة له وإزالة الحماية عنه ما اعتبره مساسا بسلامته الشخصية.

وتحدثت مصادر صحفية عن اعتقال الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة قدري عطايا المرافق الشخصي للقدوة، ولا تعرف عائلته أي تفاصيل عنه منذ اعتقاله.

العقوبات التي فرضت على القدوة لم تكن مفاجئة بالنظر لتاريخ سياسة العقوبات التي انتهجها الرئيس عباس ومن حوله تجاه كل المخالفين له، ضمن سياسة إدارة القطيع التي يرغب بها.

ويرفض عباس أي اعتراض أو انتقاد لشخصه أو سياسته أو المحيطين به، وكل من يخالفه يطرد من "رحمته"، وهي السياسة التي تسببت بحجم الغضب والصراع والانشقاقات التي تعاني منها فتح اليوم.

الهدف الأول من العقوبات المفروضة على القدوة هي ردع الغاضبين داخل فتح الذين ينتظرون فرصة للتمرد، وربما لم يتجرأوا على تنفيذها بعد، لكن قد يتفاجأ عباس ومن حوله أن سياسة العقوبات لن تردع الفتحاويين؛ بل تستفزهم أكثر وتأتي بنتائج عكسية ربما تظهر في الأيام القادمة.

القدوة يحاول التصرف باتزان وعقلانية حتى الآن في تعامله وردود أفعاله على القرارات المتخذة بحقه خاصة أنها لا تحمل أي أبعاد قانونية، لكن الإجراءات قد لا تتوقف عند هذا الحد ما يدفع القدوة للتفكير جدياً بتغيير محل اقامته ومغادرة الضفة الغربية.

وقد صرح مصدر خاص أن القدوة تواصل مع حماس وأبدى رغبته في الإقامة في قطاع غزة وأنه يخشى على حياته في ظل الظروف الراهنة وأزمته مع الرئيس عباس، مؤكداً أن حماس رحبت به، وقال" قد نرى القدوة في غزة قريباً".

من ناحية أخرى، فإن ردود الفعل المبالغ فيها من عباس تعكس الأزمة التي يعيشها نتيجة حالة الانشقاقات داخل حركة فتح" والتي كان آخرها فصل القدوة من الحركة، والتي انعكست بقوة في عملية الشخصنة في التعامل مع الازمات الداخلية لفتح.

البث المباشر