قائد الطوفان قائد الطوفان

منزل الشيخ الحسيني قصر تاريخي هدمه الاستيطان   

ارشيفية
ارشيفية

غزة-رشا فرحات

قبل سبعين عاما، بنى الشيخ أمين الحسيني منزله في منطقة المفتي في حي الشيخ جراح، والذي هجره إلى سوريا نتيجة الإبعاد القسري بعد الاحتلال الإسرائيلي.

قبل سنوات وقف القصر شامخا في وسط المدينة منتظرا أصحابه، حتى قرر الاحتلال تدرجيا سلب التاريخ وطمس اسم الشيخ الحسيني من خلال قرار تحويل القصر إلى كنيس (إسرائيلي).

في ستينيات القرن الماضي أجّرت عائلة الحسيني البيت القديم إلى عائلة عربية تنوي تحويله لفندق، اشتهر باسم "شيبرد" لسنوات طويلة، ثم اكتشفت العائلة أن المنزل بيع لرجل أعمال يهودي أمريكي بهدف التوسعة الاستيطانية.

الكاتب والصحافي المقدسي راسم عبيدات قال "للرسالة": القصر مبني منذ 91 عاما وملك للحاج أمين الحسيني الذي كان يسعى لأن يكون مقرا للقاءات الوطنية والدينية، وقد هدمه الاحتلال بنية التوسعة الاستيطانية بعد أن كان لسنوات فندقا تاريخيا.

ويضيف عبيدات: "بعد سبعة وأربعين عاما ينوي الاحتلال إقامة كنيس، فيهدم للتاريخ وطمس لأسماء القادة والرموز الفلسطينيين، وكل ذلك لأجل الاستيطان الذي بدأ يأكل أغلب أراضي الشيخ جراح لعزل مدينة القدس عن محيط البلدة القديمة.

ليس بيت المفتي وحده الذي يتعرض للهدم والطمس بل هناك الكثير من القصور والمنازل التاريخية التي بنيت على طراز قديم ينوي الاحتلال هدمها، بالإضافة الى 230 ورشة صناعية لبناء ما يسمى مشروع وادي السيلكون.

ويرى عبيدات أنه كان على منظمة اليونسكو التدخل لحماية منزل الحسيني والمنازل المجاورة لأنها تعتبر من الآثار التاريخية التي عليها أن تحميها من الهدم.

ويبدو أن المقدسيين لا يعولون على أحد سوى على صمودهم، وصبرهم في مواجهة الاحتلال، فرغم كل السياسات المتغيرة في المنطقة إلا أن سياسة الاستيطان وحدها لم تتغير ولا زالت تتقدم على قدم وساق مقابل ازدياد الوعود العربية المفرغة من مضمونها في ظل الركض العربي تجاه التطبيع.

المنطقة التي بني فيها القصر تعرف باسم "المفتي" لأنها كانت مملوكة بالكامل للشيخ أمين الحسيني وتقع ضمن منطقة حي الشيخ جراح في القدس، منذ عشرينيات القرن الماضي.

والمثير أكثر، أنه على الرغم من أن الاحتلال سيطر على الأرض وعلى القصر مستخدما قانون أملاك الغائبين إلا أن عائلة المفتي لا زالت تقيم في المنطقة وفي محيط القصر المصادر وبشكل قانوني وتحمل الهوية المقدسية، فكيف يصادر بيت بحجة أنه لا ملاك له بينما ملاكه يقطنون في بيوت ملاصقة ويحملون أوراقا ثبت ملكيتهم؟!

ومن الواضح أن رجل الأعمال اليهودي الأمريكي الذي اشترى الأرض من حارس "أملاك الغائبين" (الإسرائيلي) أجّر الـمبنى إلى شرطة حرس الحدود الإسرائيلية، التي تديره بالشراكة مع جمعية "عطيريت كوهانيم" الاستيطانية والمسؤولة عن سرقة معظم المباني التاريخية في القدس.

ويخصص الاحتلال ميزانية ضخمة منذ سنوات، أكلت معظم أراضي الشيخ جراح ومن بينها أراضي المفتي لصالح إقامة ما يسمى بمشروع الحدائق التوراتية الاستيطاني.

وقد باشرت سلطة الآثار اليهودية منذ أيام بأخذ قياسات في منطقة المفتي لصالح المشروع الذي يعتبر من أخطر المشاريع التهويدية على القدس، ويسعى إلى فرض صورة يهودية جديدة تسعى لمسح طابع الحضارة العربية والإسلامية القديمة تمهيدا لتحقيق مشروع القدس الكبرى، أو (أورشليم الجديدة).

البث المباشر