قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس في 15 عامًا.. عمل وطني قوامه الشراكة

الرسالة نت - غزة

آمنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ انطلاقتها في ديسمبر عام 1987م بالعمل المشترك مع الفصائل كافة، وتبنت ذلك في ميثاقها، وجددت تأكيده في وثيقة السياسات والمبادئ العامة، التي نصت على ضرورة الشراكة الحقيقية من أجل تحقيق هدف تحرير فلسطين، فيما ترجمت ذلك على أرض الواقع في العديد من المحطات المهمة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006م، بادرت الحركة بدعوة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة فتح إلى المشاركة في حكومة وحدة وطنية، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية العمل المشترك على طريق التحرير.

ومثّل مسار العمل المشترك والحوار الوطني الشامل من أجل ترتيب البيت الفلسطيني ومقاومة المحتل ومواجهة مخططاته خيارًا استراتيجيًا وقيمة عليا بالنسبة لحركة حماس، فحرصت على ترسيخ مبدأ الشراكة، وعملت على تفعيل كل القوى الحية في شعبنا الفلسطيني.

العمل العسكري

وشكل العمل العسكري المشترك الذي أعقب فوز حركة حماس في الانتخابات امتدادًا لحقبة انتفاضة الأقصى التي نفذت فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الكثير من العمليات العسكرية بالشراكة مع فصائل المقاومة المختلفة، وكذلك التصدي لاجتياحات الاحتلال المتكررة، كما ظهر ذلك جليًا في عملية التصدي لاجتياح جنين في أبريل عام 2002م، ومعركة أيام الغضب شمال قطاع غزة في سبتمبر عام 2004م.

وبعد فوز الحركة في الانتخابات بثلاثة أشهر فقط، نفذت كتائب القسام بالاشتراك مع عدد من فصائل المقاومة عملية الوهم المتبدد؛ وأسرت فيها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، لتكون مقدمة لباكورة عمليات نوعية مشتركة.

باب مفتوح

وعلى الرغم من تشكيل حماس الحكومة العاشرة عام 2006م، بعد رفض حركة فتح والفصائل المشاركة في حكومة وحدة وطنية، إلا أنها شُكلت في 2007م حكومة الوحدة الوطنية إيمانًا من حركة حماس بأهمية المشاركة السياسية والوحدة الوطنية، وكان أكثر من نصف وزراء الحكومة من خارج حركة حماس.

وعلى مدار السنوات الماضية تركت حماس الباب مفتوحًا أمام جميع الفصائل للمشاركة في حكومة وحدة وطنية بما يضمن الحفاظ على حقوق شعبنا ويحقق تطلعاته، وفي 2014م، تنازلت الحركة عن الحكومة خلال اتفاق الشاطئ لصالح حكومة توافق وطني قادها رامي الحمد الله.

اتخاذ القرار

وفي هذا الإطار، أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل، أن الحركة حرصت في كل المراحل التي أتيح لها أن تكون صاحبة القرار، على إشراك الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني معها في الخط والمستوى نفسه.

وبيّن البردويل في مقابلة مع الموقع الرسمي لحركة حماس أن الحركة ترى أن الشراكة لا بد أن تكون في الدم والقرار وتحديد المصير، على قاعدة عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.

وأشار إلى أن حماس عملت على مشاركة الفصائل الفلسطينية في اتخاذ القرارات الوطنية والاستراتيجية، فعززت من مشاركة الفصائل في تفاهمات وقف إطلاق النار مع الاحتلال في الحروب والمواجهات التي خاضتها معه.

وعند انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في مارس 2018م، كرد فعل شعبي على سياسية الحصار والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عملت الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس في إطار مشترك في مسيرات العودة كأحد المؤشرات المهمة على تطور العمل المشترك.

وأوضح البردويل أن القرار في إدارة مسيرات العودة كان مشتركًا، وكانت حماس بجانب الفصائل في تنسيق تحركات المسيرات ولجانها المختلفة، إدراكًا منها لأهمية الإشراك الحقيقي للفصائل في اتخاذ القرار السياسي.

الفصائل وقوى المجتمع

وإيمانًا منها بالشراكة الوطنية، عملت حركة حماس على تبنى مواقف الفصائل ومبادراتها في ترتيب البيت الفلسطيني، فسرعان ما استجابت لرؤى الفصائل المختلفة، ومبادراتها وخاصة المتعلقة بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

كما حرصت الحركة على تفعيل كل القوى الحية في الشعب الفلسطيني من أجل تحدي المخاطر ومواجهة مخططات الاحتلال، فعملت على إشراك أطياف المجتمع كافة في المجالات كافة، وهو ما بدا ظاهرًا في لقاءات قادة الحركة المتكررة مع الوجهاء والمخاتير والعائلات، وكذلك لقاءاتها مع النخب والشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والنقابات، والتي سعت حماس من خلالها إلى إطلاع تلك القوى بصورة دورية على التطورات السياسية والوطنية، والاستماع لوجهات نظرها وآرائها، والعمل على إشراكها في القرار السياسي والوطني.

الغرفة المشتركة

وتتويجًا لمسيرة طويلة من العمل المشترك والذي رسخته المقاومة بوحدة الدم والسلاح، شكلت في يوليو عام 2018 غرفة مشتركة موحدة تضم 12 فصيلًا مقاومًا، بهدف إدارة المواجهة مع الاحتلال في قطاع غزة.

ومثلت الغرفة المشتركة تطورًا نوعيًا في العمل المقاوم المشترك في قطاع غزة من خلال قدرتها على إدارة المواجهة تحت قيادة موحدة قادرة على تحقيق درجة عالية من التنسيق بين الفصائل، وأدارت المقاومة عبر الغرفة المشتركة عدة مواجهات مع الاحتلال.

واستمرارًا لجهود حماس في تبني العمل المشترك، نفذت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مناورة الركن الشديد كأكبر مناورة عسكرية بالذخيرة الحية "برًا وبحرًا وجوًا" وهي الأولى من نوعها في تاريخ المقاومة.

مواجهة المخاطر

وفي إطار مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، قال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران، إن الحركة لعبت دورًا مركزيًا وحيويًا في توحيد جهود الفصائل في مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية سوى المتعلقة بصفقة القرن، أو التحديات الناتجة عن الانهيار في الحالة العربية والذهاب نحو التطبيع مع الاحتلال.

وأضاف بدران في مقابلة مع الموقع الرسمي لحركة حماس، أن الحركة ومنذ بداية صفقة القرن، التقت مع الفصائل جميعها، وعقدت العديد من اللقاءات السياسية والنخبوية والإعلامية لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة هذه المخاطر.

وبيّن أن حماس نجحت في إيجاد حالة من التوافق الوطني الفلسطيني في هذه القضايا، وكانت لاعبًا أساسيًا في الوصول إلى هذا التوافق، منبهًا إلى أنها ستواصل العمل المشترك مع الفصائل كافة لإفشال كل المشاريع ومخططات تصفية القضية.

وتطورت مسيرة حركة حماس الطويلة من العمل المشترك مع الفصائل الفلسطينية خلال السنوات الماضية إلى أن أثمرت توافقًا وطنيًا على إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني من أجل تقوية وتوحيد الصف الفلسطيني، ومواجهة أي تغول ضد شعبنا، والعمل حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وتحرير مقدساتنا.

البث المباشر