دعت الخرطوم واشنطن للضغط على إثيوبيا كي لا تنفذ الملء الثاني لسد النهضة، كما نفذ الجيشان المصري والسواني الأربعاء تمرينات جوية مشتركة، في حين أعلنت إثيوبيا قرب استئناف المفاوضات للتوصل لحل سلمي.
والتقت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في الخرطوم المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان دونالد بوث، حيث دعت الوزيرة الولايات المتحدة للانخراط في ما وصفته بالتفاوض البنّاء الذي يلزم إثيوبيا بألا تنفذ عملية الملء الثانية لسد النهضة دون موافقة الأطراف المعنية.
وأوضحت الوزيرة أن السودان لجأ لآلية الوساطة الرباعية بعد أن علم أن أديس أبابا تراوغ لكسب الوقت لإكمال عملية الملء الثانية، وهو ما يجب عدم التهاون معه أو السكوت عليه، حسب تعبيرها.
من جهته، أكد المبعوث الأميركي ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم ويرضي جميع الأطراف في قضية سد النهضة.
ويلتقي بوث وممثل الاتحاد الأوروبي في السودان روبرت فان دن دول عضو مجلس السيادة السوداني محمد التعايشي، ووزير الداخلية عز الدين الشيخ، ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو؛ لمناقشة مفاوضات سد النهضة والتوتر على الحدود مع إثيوبيا.
وقال وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد إن توقيت المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب المقبلين سيؤدي إلى انخفاض منسوب المياه إلى أدنى مستوى، مما يؤثر على المحطات التي تنتج الطاقة الكهربائية عبر التوليد المائي في البلاد.
وأشار إلى "أهمية التوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف قبل أن تقرر إثيوبيا ملء السد من طرف واحد".
تمرينات جوية
وبعد يوم من تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برد مزلزل في حال المساس بحصة بلاده من مياه النيل، قال الجيش المصري إن قاعدة مروي الجوية بالسودان شهدت مناورات بين عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين، في إطار فعاليات مناورات "نسور النيل-2".
وأوضح -في بيان- أن القوات المشاركة في التدريب نفذت عددا من الأنشطة التدريبية المكثفة، "بدأت مراحلها الأولى بإجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية، فضلا عن تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية، وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام".
وأضاف أن عناصر قوات الصاعقة لكلا الجانبين واصلت التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ الرمي من أوضاع مختلفة.
وحسب البيان، فإن رئيس هيئة الأركان السودانية الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين تفقد القوات المشاركة في التدريب، واستمع لعرض لملخص مراحله، وتابع سير الطلعات الجوية وأعمال التدريب بالجو، "وأشاد بما لمسه من تناغم واضح في الأداء بين القوات المشاركة من الجانبين".
وقال البيان إن التدريب يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية، وقياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة على الأهداف المختلفة.
من جهة أخرى، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة إن الأمن المائي والقومي لمصر جزء من الأمن القومي الليبي.
وأكد الدبيبة في تغريدة على تويتر دعم حكومته الكامل لمصر والسودان فيما يتعلق بسد النهضة، وأن طرابلس تدفع نحو الوصول إلى حل عادل للجميع.
تطورات في إثيوبيا
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية أن السلطات بدأت الأربعاء إزالة الغابات تمهيدا للتعبئة الثانية لسد النهضة.
وتصر إثيوبيا على المضي قدما في التعبئة الثانية، في حين ترفض مصر والسودان الخطوة، وتطالبان بالتوصل إلى اتفاق حول قواعد تشغيل وتعبئة السد، خوفا من تأثيره سلبيا على حصتيهما من مياه النيل.
ورغم بدء الاستعداد لملء السد، قال السفير الإثيوبي في القاهرة ماركوس تيكلي ريكي إن المفاوضات ستستأنف قريبا للتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف برعاية الاتحاد الأفريقي.
وأضاف الدبلوماسي الإثيوبي -في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء- أن بلاده لم تسمع عن الرباعية الدولية التي اقترحها السودان إلا من وسائل الإعلام.
وكانت التقارير تحدثت عن رفض إثيوبيا مقترحا سودانيا أيدته مصر بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، من أجل حلحلة المفاوضات المتعثرة على مدار 10 سنوات.
وأوضح السفير الإثيوبي أن بلاده تقوم ببناء السد منذ عام 2011، وشدد على أنه لن يسبب ضررا لدولتي المصب مصر والسودان، مؤكدا استعداد أديس أبابا للوصول إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف من خلال المفاوضات والحلول السلمية.
المصدر : الجزيرة + وكالات