قائد الطوفان قائد الطوفان

السجون المصرية تحرم عائلة عفانة فرحة العيد

غزة –  خاص الرسالة نت

ككل عام اعتادت العائلات الفلسطينية بأن تحتفل بفرحةٍ منقوصة في الأعياد وذلك بفعل الاحتلال الصهيوني وهمجيته وعدوانه، إلا أن عائلة عفانة الفلسطينية لم تعش الفرحة كما كل عام ولكنها حرمتها بسبب السجون المصرية التي غيبت ابنها الطالب محمود، دون سبب يذكر.

رعد عفانة والد الفتى محمود الذي يسكن في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، تحدث لمراسل "الرسالة نت" بقلبٍ مكسور، وبعينين سارحتين، وبنظراتٍ تائهة ولسان معقود، وهو يحاول أن يقنع نفسه بأن ابنه محمود قد فعل شيء فيستحق بذلك سجنه لما يقرب من ثلاثة أشهر من قبل أمن الدولة المصري.

يا فرحة ما تمت !!

يقول عفانة متحدثاً عن بداية القصة وهو يعمل معلماً فلسطينياً في إحدى مدارس غزة: "كانت فرحة محمود لا توصف وهو يودع الثانوية العامة بتفوقٍ باهر بمعدل 85%، فاتحاً ذراعيه للعلم بشكل أكبر ليحقق حلمه الذي تمناه طوال حياته وهو أن يتمكن من دراسة مهنة طب الأسنان في جمهورية مصر العربية".

ويمضي بالقول:" بالفعل سافر محمود إلى مصر وذهب إلى التسجيل في جامعة 6 أكتوبر بالعريش وبعد أيام معدودة فقط، اتصل به جهاز أمن الدولة وأخبره بأن يأتي ليأخذ جواز سفره وذهب محمود ولم يعد فقد تم اعتقاله من حينها ولم يعرف له خبر حتى اللحظة".

ويضيف والده: "سافر محمود في 13 سبتمبر الماضي واعتقل في 21 من ذات الشهر مما يؤكد أنه اعتقاله كان تعسفياً ولم يرتكب أي جريمة بحق مصر ومكانتها"، ويشدد أن ابنه سافر بطريقةٍ شرعية عبر معبر رفح.

ندم متأخر !!

يستدرك المدرس الفلسطيني حديثه بدمعتين حارتين سالت على وجنتيه السمراوين، وكأنه ندم على اللحظة التي أرسل فيها ابنه إلى مصر، ليضيف: "لو علمت إن ابني سيكون مصيره السجن، لا قاعات التعليم كما كان يتمنى في دولةٍ شقيقة مثل مصر، لما جازفت بحياته وأرسلت به للتعليم وحينها كنت أجلسته في البيت لكان أفضل له".

مناشدات بكل اتجاه

لم تقتصر مناشدات المواطن عفانة على جهة معينة بعينها فهو ناشد كل حرٍ وشريف بأن يتدخل للإفراج عن ابنه الذي لا يعرف مصيره حتى اللحظة، واستدرك بقوله: "افهم بأن تحرم عائلة فلسطينية من ابنها الأسير لقضية وطنه وشعبه في سجون الاحتلال ويعرف الأهالي مصير أبنائهم، لكن لا أفهم أن يُغيب ابني في السجون المصرية ولا أعرف أين هو حتى اللحظة وماذا حدث له وكيف يُعامل".

كما ناشد "أبو محمود" مؤسسات حقوق الإنسان العربية والدولية للتدخل من أجل حل قضية ابنه الفتى البريء، الذي ذهب إلى مصر بهدفٍ واحد هو التعليم والتعليم فقط. كما يقول والده.

ويوضح والد محمود أنه عين محامياً قانونياً من مصر لمعرفة سبب اعتقال نجله وليدافع عنه، إلا أن المحامي أخبر عفانة أن جهاز أمن الدولة يرفض التعاون في هذه القضية وأخبروه بأن قضية الفتى عفانة هي قضية "سياسية أمنية" لا يجوز له التدخل بها.

يشار إلى أن قصة الفتى محمود عفانة لم تكن الوحيدة، حيث لا زالت السلطات المصرية تحتجز أكثر من ثلاثون فلسطينياً، رغم حصول الكثيرين منهم على قرارات قضائية بالإفراج، فيما يعتقد المراقبون ويؤكد أهالي المعتقلين أن القاهرة تربط ملف أبنائهم بملف الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط وملف المصالحة الفلسطينية الداخلية.

 

البث المباشر